- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: تصاعد مظاهر العداء للكيان إيذان بتلاشي الردع
عزات جمال يكتب: تصاعد مظاهر العداء للكيان إيذان بتلاشي الردع
- 11 يونيو 2023, 10:26:23 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وقف قبل أيام "هرتسي هليفي" قائد أركان جيش العدو مستعرضاً لأبرز التهديدات والتحديات التي باتت تفرض نفسها بقوة وتهدد كيانه، متحدثاً عن الوضع الدولي والإقليمي وما يضفيه من تحديات على كيانه الذي يعاني من حالة انقسام حاد هذه الأيام؛ وليس آخرها ما أقدم عليه عدد من مفتشي الشرطة السابقين والجنرالات من إرسال رسالة لرئيس حكومتهم "نتنياهو" لإقالة الوزير "بن غفير" ومن ما عرَج عليه "هليفي" في حديثه هو تصاعد تأثير محور المقاومة، إضافة لتصاعد المقاومة في الضفة الغربية والقدس.
كل ذلك بتقدير "هليفي" القائد الفعلي لجيش العدو يُدخل جيشه في تحديٍ غير مسبوق، فحالة العداء لهذا الكيان في تصاعد سواء في داخل فلسطين أو خارجها، في دول الطوق والدول العربية والإسلامية أو حتى في بعض الدول الأوروبية وفي الأمريكتين وإن كانت تتخذ في ذلك أشكال من قبيل رفض التعاون الأكاديمي ومقاطعة الاستيطان وغيرها من وسائل المقاطعة ونزع الشرعية، إلا أن كل ذلك يساهم في الضغط على الكيان المحتل ويدخله في أزمات متعددة، لذلك ازدادت حاجة الكيان للمناورات الضخمة التي تحاكي التعامل مع مخاطر من جبهات عدة.
ويأتي ذلك على الرغم من كل جهود إشاعة التطبيع ودخول عدد من الدول العربية والإسلامية لحظيرته الكريهة، إلا أن ردود الفعل الشعبية أتت بشكل عكسي، وكمثال لاحظنا جميعنا هذا الحضور القوي للموقف العربي والإسلامي والدولي في بطولة كأس العالم الماضية التي عقدت في دولة قطر الشقيقة وكيف ظهر حبهم لفلسطين وكراهيتهم للكيان...
وما حدث حديثا من توجه الشهيد البطل المصري محمد صلاح رحمه الله لاقتحام السياج الفاصل مع أراضينا المحتلة والاشتباك مع جنود العدو المحتل إلا تعبير صادق عن هذه الحالة المتصاعدة، أضف إلى ذلك ما تشهده الحدود اللبنانية الفلسطينية من حالات تحدي غير مسبوقة للجيش الصهيوني من قبل جنود الجيش العربي اللبناني إلا مظهر آخر من هذه المظاهر التي باتت تفرض نفسها بقوة وهي تأسس بتقديري لمرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع العدو المحتل، فالاحتفاء الشعبي الكبير بهذه الأعمال ينذر بتكرارها مستقبلا، فالمزاج العام يطالب بتحويل مشاعر المحبة والنصرة لفلسطين لأعمال حقيقية ضد الوجود الصهيوني انتقاماً للمسجد الأقصى المبارك الذي يدنس يومياً من عتاة المستوطنين اليهود ورداً على جرائم الاحتلال التي لا تتوقف سواء بحق شعبنا الفلسطيني أو بحق شعوبنا العربية والإسلامية من خلال استباحة الكيان لسيادة دول المنطقة
إن كسر حاجز الخوف لدى الشعوب وحالة الاحتفاء بالأعمال البطولية هي تأكيد حقيقي على تلاشي حالة الردع التي طالما تغنى بها العدو المحتل، وهي إحدى تداعيات صمود المقاومة الفلسطينية التي أظهرت جرأة وشجاعة وتحدي لهذا الكيان، جعلت من هذا الردع شئ من الماضي وأعادت للأمة ثقتها بنفسها التي حاول الاحتلال عبر دعايته واجرامه أن ينتزعها من الأمة، بعدما حاول أن يدفعها للتسليم بالأمر الواقع الذي بناه على مر العقود الماضية بأنه جيش لا يهزم، فقد أظهره أبناء غزة وجنين ونابلس والقدس واللد بأنه جيش ضعيف يمكن هزيمته والانتصار عليه، لقد فعلها البطل المصري محمد صلاح وانتصر على عدد من الدوريات وأردى جنودها وضباطها بين قتيل وجريح قبل أن يغتالوه بمساعدة طائرة، كما انتصر الجندي اللبناني بمضاد الدروع وأوقف "الميركافاه" كل ذلك يشير لتغير يحصل في المنطقة وبأن هذا الكيان سيدفع ثمن عدوانه وتغوله عما قريب، وبأن حالة الاستفراد بساحة من الساحات وجبهة من الجبهات إنما هي شئ من الماضي، في ظل هذه الروح التي تسري في الأمة ككرة الثلج التي ستتمدد.