عزات جمال يكتب: مناورات الركن الشديد وتعزيز العمل المشترك

profile
عزات جمال كاتب فلسطيني
  • clock 11 سبتمبر 2023, 5:39:54 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

للمناورات العسكرية أهمية بالغة لدى الجيوش النظامية في الدول والأحلاف، فهي تصنف على أنها عمليات عسكرية متعددة الأهداف تستهدف "تدريب القوات، فحص الجهوزية القتالية، رفع مستوى التعاون بين القوات والأذرع، تعزيز التعاون المشترك بين الدول المتحالفة، تجربة الأسلحة والمنظومات الجديدة، إيصال رسائل للجبهة الداخلية، إيصال رسائل للأعداء..  الخ"

أما على صعيد الأجنحة العسكرية الفلسطينية المنضوية تحت لواء غرفة العمليات المشتركة كونها ليست جيش نظامي، فحاجتها لمثل هذه التمارين القتالية والمناورات أشد، لرفع مستوى التنسيق والتكامل بين الأجنحة العسكرية وبين قوات كل صنف من هذه الصنوف، سواء المدفعية أو القوات الخاصة أو قوة البحرية .. إلخ

قدرة قيادة المقاومة على تنظيم هذه المناورات بشكل مخطط ومدروس وبشكل دوري، يعد تطور في الأداء المقاوم، ويعزز من تماسك جبهة المقاومة الفلسطينية التي تواجه كيان مدعوم من كل قوى الشر في العالم.

هذا النجاح يوصل رسالة داخلية لشعبنا وأمتنا ومحور القدس، بأن غزة ماضية في الإعداد والتجهيز لمعركة التحرير، ورسالة للعدو وكل من يقف من خلفه بأن حصاره وعدوانه لم يثنينا عن الاعداد والاستعداد والعمل سوياً بروح الفريق من أجل هزيمته، وبأن وحدات المقاومة القتالية تتمتع بجهوزية كبيرة وروح معنوية عالية.

تتزامن المناورة هذا العام في ظل وجود عدد من التحديات الأمنية والعسكرية على الساحة الفلسطينية فشهر أيلول سبتمبر يتضمن عدد من المناسبات الدينية لدى دولة الاحتلال والتي يستغلها المستوطنون لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، كما تشهد سجون الاحتلال حراك متصاعد يقوده الأسرى رفضاً لقرارات المتطرف "بن غفير" الذي يسعى لسحب مكتسباتهم وزيادة الضغط عليهم في السجون.

أضف لذلك تصاعد العمليات البطولية في القدس والضفة الغربية، وفشل العدو بالسيطرة على تصاعد المقاومة، مما دفعه للتلويح باغتيال قيادات فلسطينية وازنة في فصائل المقاومة، واستهداف من يحاول إشعال الضفة الغربية من خارجها ويمدها بالمال والسلاح.


لذلك وغيره من الاعتبارات تعتبر هذه المناورة العسكرية في غزة بالغة الأهمية ولها دلالات ورسائل متعددة، تحرص المقاومة الفلسطينية على إيصالها لكل الأطراف، فهي تعلن باستمرار بأن العبث في قضايا شعبنا الفلسطيني الكبري مثل الأسرى والقدس والحق شرعي لشعبنا بالمقاومة، أو استهداف قيادات العمل المقاوم سيواجه برد غير مسبوق.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)