- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: هل يعيد الفاشيون الجدد إحياء عصابات "البلماخ وشتيرن"
عزات جمال يكتب: هل يعيد الفاشيون الجدد إحياء عصابات "البلماخ وشتيرن"
- 9 مارس 2023, 11:41:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لقد نجحت العصابات الصهيونية المدعومة من الغرب وخاصة بريطانيا وأمريكا في طرد الجزء الكبير من سكان فلسطين التاريخية بفعل المجازر التي ارتكبوها، وإقامة كيانهم المحتل على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية المهجرة في العام 1948
ثم بدأت مرحلة دمج هذه العصابات في مؤسسات كيان الاحتلال الناشئة حديثا، حتى تلاشى وجودها الفعلي كمنظمات قائمة، إلا أن الفكر الصهيوني الدموي الذي تبنته مازال الدافع الأساسي لسلوك الأحزاب السياسية في كيان الاحتلال، وهي التي تفخر بهذا الإرث الإجرامي وجعلت منه إرث قومي لكيان الاحتلال
وقد بات من الملاحظ في السنوات الأخيرة توجه المستوطنين نحو إنشاء عصابات جديدة، شبيهة بتلك العصابات التي يعتبرونها صاحبة الفضل في إنشاء الكيان، وقد تزايد هذا الحضور للعصابات الصهيونية في الضفة والقدس في ظل تغييب المقاومة بالملاحقة المشتركة من الاحتلال والسلطة الفلسطينية ؛ ولعل أبرز هذه العصابات الجديدة هي عصابة تدفيع الثمن وفتية التلال وهم مسؤولون عن اعتداءات عدة بحق شعبنا الفلسطيني، وجرائم منظمة شملت حرق المساجد والممتلكات والاعتداء على الأراضي والأشخاص كما حصل مع الفتى المقدسي محمد أبو خضير، إضافة لخط شعارات مسيئة للعرب والمسلمين كعلامة على أنها ضمن مخطط تدفيع الثمن الذي تتبناه هذه العصابات الإجرامية، في تحد واضح سواء للشعب الفلسطيني أو العالم.
وقد هدفت بأعمالها الإجرامية إلى إرهاب السكان ودفعهم لمغادرة أراضيهم ليتم مصادرتها لصالح المشاريع الاستيطانية، التي أصبحت تضيق الخناق على القرى والمدن الفلسطينية وتزاحم الفلسطينين في مزارعهم وأراضيهم.
ومع الإعلان عن تشكيل حكومة الاحتلال اليمينية الجديدة بقيادة "نتنياهو" خرج الوزراء منذ اللحظة الأولى لانطلاق عملها ليعلنوا عن مشاريعهم القادمة بصراحة، التي تتعلق بالقدس والضفة وهي تشمل حملات واسعة لهدم البيوت ومصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان وشرعنته واستقدام آلاف المستوطنين الجدد، والتي تهدف بكليتها لإنهاء الصراع بالقوة، عبر تغيير الحقائق على الأرض وتطبيق الضم كأمر واقع.
إضافة لإعلان "بن غفير" عن نيته تشكيل قوات مساندة للشرطة في كيان الاحتلال، للتعامل مع الفلسطينين المنتفضين دفاعا عن المسجد الأقصى وبيوتهم وأراضيهم المهددة بالهدم والمصادرة، وإصداره قرار بتسريع منح الرخص لكل من يريد حمل السلاح في الكيان المحتل.
وقد باتت اعتداءات العصابات الإجرامية تتم برعاية حكومية رسمية أكثر وضوحا من السابق وبدعم من الوزراء، وقد ظهر تأثير ذلك فور الإعلان عن تشكيل الحكومة، فقد شن المستوطنون هجوم همجي واسع استهدفوا فيه البلدة القديمة في مدينة الخليل، حيث شملت الاعتداءات تحطيم واجهة أحد المساجد والاعتداء على السوق وبعض البيوت الفلسطينية، ثم بتنا نشاهد اعتداءات واسعة في الضفة، حتى وصلت ذروتها في بلدة حوارة في مدينة نابلس التي أحرقوا فيها العشرات من البيوت والسيارات في هجومهم البربري على القرية، وقد ارتقى على إثر الهجوم شهيد و إصابة ما يزيد على 300 جريح فلسطيني، وما زالت الاعتداءات اليومية لا تتوقف على حوارة وقرى جنوب نابلس.
وفي خطوة جديدة ضمن الرعاية الحكومية للعصابات التي تنتهجها دولة الاحتلال فقد أعلن "بن غفير" عن إنشاء عصابته الخاصة في الشرطة التي أسماها "قوات الحرس القومي" وقد بدأها بوحدة مخصصة لمدينة اللد ذات الغالبية الفلسطينية من أهلنا في الداخل المحتل، علما بأن هذه الوحدات ستكون بديل "بن غفير" عن الشرطة في الحالات التي يفقد فيها السيطرة على الشرطة وقيادتها، وفي الحالات المشابهة لما حدث في المدن الفلسطينية في 48 عام 2021 من هبة شعبية أثناء معركة سيف القدس.
إضافة لقرارات التنكيل بالأسرى الفلسطينين ومحاولة التضييق عليهم وإقرار قوانين تعزز الإرهاب والبطش بحقهم وبحق منفذي العمليات البطولية الذين يتصدون لعدوان الاحتلال ومستوطنيه.
كل ذلك وغيره من الممارسات الإجرامية التي تنوي حكومة الاحتلال إقرارها أو التي بات المستوطنون يقومون بتنفيذها ضد شعبنا الفلسطيني، يشير بوضوح لتوجه عام لدى كيان الاحتلال لإحياء دور العصابات الصهيونية من جديد لتكون يد الاحتلال الباطشة والمساندة لجيشهم المجرم من أجل ضم الضفة الغربية وانتزاع المسجد الأقصى المبارك من الشعب الفلسطيني وتهجير أهل القدس، ضمن توجهم نحو إنهاء القضية الفلسطينية بالمزيد من البطش والإرهاب.
الاحتلال اليوم أكثر وضوحا من أي وقت مضى في إعلانه توجهاته وخطواته القادمة، بينما ما زالت السلطة الفلسطينية تلهث خلف وهم المشاريع الأمريكية والتسويات الإقليمية؛ مانحة للاحتلال الضوء الأخضر والشرعية لممارسة المزيد من الإرهاب بحق شعبنا وقضيته، فالتوقف عن إدانة الاستيطان في مجلس الأمن أو حضور قمة العقبة الأمنية هو يصب في هذا الاتجاه ولا يوجد له تفسير آخر.
كما يجب أن نشير إلى أن الاحتلال يستغل اتفاقات التطبيع مع الدول العربية في حربه ضد الشعب الفلسطيني، واضعا في صفه الحكومات العربية والإسلامية والسلطة الفلسطينية ليبقى الشعب الفلسطيني ومقاومته وحدهم من يتصدون للعدوان.
لذلك من المهم في ظل هذا العدوان غير المسبوق من العصابات الصهيونية والحكومة الفاشية على قدسنا وشعبنا، إسناد الجماهير الثائرة بكل السبل والوسائل المتاحة؛ لأن المقاومة هي وحدها القادرة على رد العدوان وإفشال مشاريع الاحتلال؛ كما يجب العمل على فضح كل الجهود العاملة على محاربة المقاومة وملاحقة أبطالها، وفضح سلوك الدول المطبعة والضغط عليها بكل السبل لثنيها عن هذه الجريمة الدينية والوطنية التي ترتكبها بحق فلسطين وشعبها المقاوم والمنتصر.