- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عزيز فيرم يكتب: هل سيعزف نتنياهو منفردا بعيدا عن القيثار الأمريكي؟
عزيز فيرم يكتب: هل سيعزف نتنياهو منفردا بعيدا عن القيثار الأمريكي؟
- 24 مارس 2024, 4:06:13 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بدا جليّا أن الولايات المتحدة الأمريكيّة بعد أكثر من خمسة أشهر من اجتياح غزّة، تريد أن تمتص شيئا من غضب الرأي العام الداخلي الذي شكّل رفقة نظيره العالمي، موجة من التنديد والشجب تجاه سياسة واشنطن في غزّة، حيث أظهر الرئيس الأمريكي امتعاضه من تصرفات حليفه الحميم بن يمين نتنياهو إزاء التدخل البري أو ما يسمى اجتياح رفح التي توجّه تلقاءها مئات الآلاف من الفلسطينيين هربا من الجحيم الذي طالهم في غزّة خلال الفترة الماضية من العدوان الصهيوني عليها، وكان العدو الصهيوني قد أعلن أنه سيدخل رفح لملاحقة أربعة ألوية تابعة لحركة حماس موجودة بالفعل هناك، ومتابعة الجهاديين الذين تدينهم ما تسمى باسرائيل بارتكاب عمليات ارهابيّة ضد مصالحها.
وفي تناقض صارخ بين القول والفعل، تتورط واشنطن مجددا في المستنقع المفتوح، حيث تريد إرضاء الرأي العام الأمريكي بإظهار نوع من الامتعاض تجاه حليفتها من جهة، ومن جهة أخرى تقديم يد العون بدون قيود ولا شروط لتحقيق الأجندات الصهيونيّة في المنطقة، ضاربة عرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدولية بل وكل المؤسسات التي طالما تشدّقت بتطبيق العدل والمساواة بين جميع مكونات المجتمع الدولي، ويظهر كذلك أن الرئيس جوزيف بايدن يريد اللعب على الحبلين في مقدمة حملته الإنتخابية التي بدأها مبكرا في منافسة الرئيس السابق دونالد ترامب والجمهوريين، وفي نفس الإطار لا يمكن تجاوز ما يقوم به الكونجرس الأمريكي بمجلسيه من تأييد واضح للحملة الممنهجة للكيان الغاصب في المنطقة، ما يفضي إلى نتيجة هامة ومعروفة وهي أن السلطتين التنفيذية والتشريعية في أمريكا تقوم بمساعدة بل وشرعنة الأفعال الإجراميّة للصهاينة في غزّة بل ونقض ومعارضة كل مساعي الحلول الوديّة والقانونية وحتى الإنسانيّة التي قوم بها بعض مكونات المجتمع الدولي على تخبط واضح.
وعلى الصعيد الداخلي الإسرائيلي، يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلعب آخر أوراقه وأهمها، في ظل السخط الشعبي ضد سياساته الحكوميّة التي لن تشفع له في القابل في ظل الاتهامات التي تطاله من مدّة، حيث سيحاول السير على طريق الهجوم الكبير على رفح ومطاردة الغزاويين في كل مكان، ورفض شروط المفاوضات على الأقل في الوقت الراهن، وفي خلده تهجير سكان غزة إلى أي منطقة أخرى في العالم، وبالتالي تحقيق الهدف الأول في انتظار الهدف القادم الذي سينصب نحو الضفة الغربيّة.