عصام أبو بكر يكتب: مخطط نتنياهو للشرق الأوسط الجديد

profile
عصام أبوبكر كاتب مصري
  • clock 13 ديسمبر 2024, 2:10:53 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مع كل تطور كبير في الصراع بالشرق الأوسط، يخرج القادة الإسرائيليون للحديث عن "شرق أوسط جديد". حيث قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب قيام سلاح الجو الإسرائيلي بـ350 غارة على مدى 48 ساعة أدت للأسف إلى القضاء على ما يقرب من كل مقدرات الجيش السوري، إن إسرائيل تعمل بطريقة منهجية على تفكيك ما يسميه محور الشر، مؤكداً أن هضبة الجولان ستبقى إسرائيلية إلى الأبد.

وأشار إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط وتعزز موقعها كدولة مركزية في المنطقة، قائلاً: "لقد دمرنا كتائب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وضربنا حزب الله في لبنان، وقتلنا (حسن) نصر الله، وأسقطنا نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد".

وأضاف نتنياهو أن فصلاً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط فتح، يوم الأحد -في إشارة إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا- وفي رسالة موجهة إلى الشعب الإيراني، روّج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفكرة تغيير المنطقة، وتحدث عن شرق أوسط جديد يعيش فيه الشعبان الفارسي واليهودي في سلام. وقال تعليقاً على غارة شنها جنود الاحتلال على بيروت: "لقد بدأنا للتو.. وسنعمل على تغيير الشرق الأوسط".

فما هو مخطط نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط؟

الحقيقة أن هناك مخططاً وسيناريو وضعه نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط وعمل شرق أوسط جديد من وجهة نظر إسرائيل. يشمل هذا المخطط علاقات سياسية واقتصادية وأمنية وعلاقات دولية وتحالفات. فرئيس وزراء الكيان الصهيوني شخصية محسوبة على اليمين المتطرف، ولكنه يفكر بعقلية اقتصادية رأسمالية.

ورغم أن جميع التحليلات التي تتصدر الإعلام العربي والعالمي، والمعارضة الإسرائيلية، تشير إلى أنه متمسك بالسلطة، وأنه يفكر بنفسه ولا يهتم لما تؤول إليه الحرب على إسرائيل، حسب تصريحات المعارضة الإسرائيلية التي تريد فقط الصعود إلى السلطة وأهالي الرهائن الذين لا يقلقون بالفلسطينيين بقدر ما يريدون أبناءهم، إلا أن الحقيقة، حسب اعتقادي، ليست كذلك.

فنتنياهو جاء بمخطط واضح يسعى من خلاله إلى تثبيت الكيان الإسرائيلي وتقويته في المنطقة، ومنع ذوبان هذا الكيان في الأمن غير المستقر مع الفلسطينيين أولاً ومع المحيط العربي ثانياً. وقد صرح نتنياهو أثناء محاكمته أنه لا يهتم إن كان سيبقى في السلطة أو يذهب، لكن كل ما يهمه هو بقاء دولة إسرائيل وتوسيعها وفق مخطط مدروس يسير وفق عدة مراحل.

فما هي مراحل هذا المخطط؟

أولا .. يريد نتنياهو التخلص من الفصائل الفلسطينية وأوسلو والسلطة الفلسطينية وهو يكره الرئيس محمود عباس ويتعامل معه على أنه شخص غير مرغوب فيه وأن مهمته فقط تنفيذ ما يطلب منه ويخطط للتخلص منه قريبا .

ثانيا يريد إنهاء الاسلام السياسي في الشرق الأوسط وبدأ يحصد النتائج التي سعى إليها منذ 7 اكتوبر ، وإنهاء حماس وغزةوقد تم له  ذلك  وانهاء حزب الله وهو في الطريق ولكن نتائج إنهائه ستدمر لبنان بحيث يحتاج إلى سنوات للقدرة على النهوض مرة أخري ،  وضربات في العراق وسوريا واليمن وترك ضرب إيران للنهاية بعد إنهاء قوة جميع خلاياها بحيث تنفرد اسرائيل بها ،واهمها المفاعل النووي  وضرب المفاعل النووي الايراني ليس بالضرورة في هذه المرحلة وانما سيبقى على جدول الخيارات اللاحقة ودون انذار

ثالثا ..يريد نتنياهو تدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا وبعض الأنظمه العربية ، وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى إسرائيل فيما يطلق عليه " الممر الاقتصادي " وذلك بتوجية ضربات قوية لليمن وتأميم البحر الاحمر، وسيتم تدميره للتخلص من الحوثيين بحيث يستحيل أن يعودو للهيمنة على البحر الاحمر وهذا لن يتم إلا بمزيد من التدمير في اليمن ....

رابعا ..يريد التخلص من سكان غزة على سنوات لصالح غزة المدينة الذكية والتي ستكون متعددة الجنسيات ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وإغراق الضفة الغربية لصالح الاستيطان وتحويلها إلى نموذج استيطاني وبنية تحتية كبيرة، وخط قطارات يصلها بتل أبيب ومنع توسع الفلسطينيون في أراضيهم لصالح مشروع يهودا والسامرة ،وتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر إلى قضية اقتصادية وسيعيش الفلسطينيون كأقلية عربية في الضفة الغربية مع بعض الأمتيازات الاقتصادية

خامسا...التطبيع مع السعودية وهذا الهدف الماسي لإسرائيل وهذا سيقود الشرق الاوسط من وجهة نظر إسرائيل إلى الانفتاح والازدهارعلي الشرق الأوسط الجديد، بحيث تكون إسرائيل شريكة فيها وستعمل اسرائيل على تطوير الدول العربية وتقديم الخبرات الاسرائيلية في مجالات التكنولوجيا والطب والزراعة والطاقة والبنية التحتية، وفتح باب السياحة الدينية والاقتصادية لرؤوس الأموال العربية وبالأخص الاستثمارات

سادسا ..فتح العالم العربي لليهود  بحيث يستطيعون التجول به بسياراتهم في دول الخليج والمنطقة العربية برمتها ، و نهاية الحروب مع إسرائيل والتي ستتصدر الشرق الأوسط مقابل ازدهار مبني على القوة الاقتصادية والتكنولوجية لصالح إسرائيل ، وما ينبثق عن كل ذلك لاحقا هو ريادة وقيادة إسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط مع حلفائها وعلي رأسهم الولايات المتحدة الامريكية.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)