عـادل أبو هـاشـم يكتب: عزام الأحـمـد و الشرعية الفلسطينية ..!!

profile
عادل ابو هاشم إعلامي فلسطيني
  • clock 1 مارس 2023, 12:19:03 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد هجوم قطعان المستوطنين وجيش الإحتلال على حوارة و زعترة و بورين، و ما نتج عنه من قتل و َحرق  وتدمير لمنازل المواطنين و مركباتهم ، وتصدي  الأهالي البطولي لهم، واختباء قوات الأمن الفلسطينية في مقراتهم ، خرج علينا ازلام السلطة بتصريحات  ثمثل آخر ما وصلت إليه " إمبراطورية الكذب " التي ينتمي إليها هؤلاء.! 


فقد ظهر علينا السيد عزام الأحمد بحديث أدعي فيه  ان محمود عباس رئيس السلطة أصدر تعليماته لقوات الأمن الفلسطينية بالتصدي للمستوطنين و قوات الإحتلال ..!! 


و أدعى الأحمد أن حركة فتح  — كما هي دائماً — من يتصدى لقوات الإحتلال في اقتحامتها لمدن و بلدات و مخيمات الضفة الغربية ..!! 


وأضاف :


حركة فتح بقيادة محمود عباس هي قائدة المشروع الوطني ، وهي صاحبة القرار .. !!


و تناسي الأحمد أن أحد قوانين التاريخ التي طالما أكدنا عليها سابقـًا هو : 


أنه عندما يقع الإحتلال تسقط الشرعية الرسمية داخل الوطن ، وتصبح الشرعية للمقاومة وحدها، والمقاومة الفلسطينية كانت وستبقى حتى النصر لا تقاس بحجمها الحالي ولا بظروفها الحالية ، وإنما تقاس بحجمها المستقبلي وقدرتها على الاستمرار .


ومن هنا فإن الذين يقاومون الإحتلال ويرفضونه هم وحدهم المعبرون عن الشرعية الوطنية. 


فهؤلاء لم يحملوا السلاح لهدف ترتيب لقاء مع "  مادونا " مثلا، وإنما حملوا السلاح لأجل قدسهم وأرضهم وشعبهم .! 


 وهذا يعني أنه ليس من حق طبقة أو فئة أو مجموعة لا ترفع السلاح في وجه الإحتلال أن تدعي تمثيل شعب فلسطين. 


اما الذين يتعاونون مع الإحتلال


الإسرائيلي، ويسوقون التبريرات لشعبهم لانهاء المقاومة بحجة" إنقاذ ما يمكن انقاذه " من حقوق الشعب الفلسطيني، فإنهم ليسوا خارجين عن تمثيل الشعب فقط، بل ان الحكم عليهم هو الحكم ذاته على الاحتلال، وموقف المقاومة منهم هو موقفها ذاته من الاحتلال.! 


فليس من حق أي فلسطيني، أو طبقة فلسطينية، أو فصيل فلسطيني المساومة على حقوق شعب فلسطين، فالقرار هو قرار الأجيال الفلسطينية السابقة التي قارعت الصهيونية منذالعشرينات  من القرن الماضي ، وهو أيضـًا قرار الأجيال الصاعدة التي لا يمكن ولا يجوز أن يكون ميدانها الإبادة أو الضياع أو العار ، وكل واجب القيادات الحالية إن لم يكن حسم القضية لمصلحة المقاومة ، فهو تسليم الأمانة للأجيال الفلسطينية المقبلة .


ولكل الذين استنكروا  تصريحات أزلام السلطة نقول :


اذا كان التنازل والتفريط تبدو وكأنها ردود فعل طبيعية في هذه المرحلة ، فإنها تبدو كذلك لأنها من طبيعة مرحلة الاحتلال ، ولا يعيب الشعب الفلسطيني أن يكون بعض متنفذيه ضالعين في ردود الفعل هذه ، فلقد ظهرت في حالات احتلال الأوطان عبر التاريخ فئات تـنازلت وساومت وفرطت ، ولم يكن الجنرال "بيتان" أولهم ولا آخرهم في التاريخ المعاصر ، ولكن الشعوب تعود فتطلب الثمن من كل هؤلاء مهم تأخر الزمن . 


عجوز فلسطيني بعد أن سمع  ما قاله الأحـمـد قال :


هل تركت الأمثال أمرا لم تقله أو حكمة لم تطلقها بدءا من :
( إذا لم تستح فـقل ما تشاء )  ، ومرورا بـ (  إذا لم تستح فافعـل ما تشاء ) ، وانتهاء بـ ( إذا لم تستح فاسقط كما تشاء ) .. !!


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)