- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عادل أبو هاشم يكتب: في الذكرى السابعة لاغتياله في السفارة الفلسطينية في بلغاريا : سفراء وعملاء في اغتيال عمر النايف ..!!
عادل أبو هاشم يكتب: في الذكرى السابعة لاغتياله في السفارة الفلسطينية في بلغاريا : سفراء وعملاء في اغتيال عمر النايف ..!!
- 26 فبراير 2023, 7:09:46 ص
- 366
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مرثية جديدة على صفحة الحزن اليومي الفلسطيني ترجل المناضل عمر نايف زايد النايف في جريمة صهيونية جديدة قال عنها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها “من أعظم الخزايا”..!!
فمنذ ورود الأنباء عن اغتيال المناضل عمر النايف في قلب السفارة الفلسطينية بالعاصمة البلغارية “صوفيا” يوم الجمعة ٢٦/٢/٢٠١٦ م وجد الفلسطينيون أنفسهم أمام ثمرة جديدة للتنسيق الأمني “المقدس” بين سلطة رام الله والعدو الأسرائيلي طالما شاهدوها ولمسوها مئات المرات منذ “إتفاق أوسلو” المشؤوم..!!
لقد ذاق الفلسطينيون مرارة التنسيق الأمني بدءاً من مؤامرة تسليم مجاهدي خلية صوريف من حركة حماس عبد الرحمن غنيمات وجمال الهور في نوفمبر 1997م للإسرائيليين، والتي كانت المؤشر على طبيعة المؤامرة التي نفذت لاحقـًا وهي تصفية قائد كتائب عز الدين القسام محيي الدين الشريف في مارس 1998م، ومن ثم تصفية الشقيقين عماد وعادل عوض الله في سبتمبر من نفس العام، مرورا باغتيال كل من القادة المجاهدين يوسف السركجي قائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، ورفاقه نسيم أبو الروس، و جاسر سمارو وكريم مفارجة في يناير 2002 م في مدينة نابلس، و إستسلام مقر الأمن الوقائي في بيتونيا في اوائل شهر ابريل 2002 م، وتسليم 23 مناضلا من نشطاء المقاومة المعتقلين في مقر الأمن الوقائي في بيتونيا لقوات الإحتلال..ّ!
واستمرت ثمار التنسيق الأمني بالتساقط من بعض قادة أجهزة أمن السلطة الذين استباحوا الدم الفلسطيني خدمة للعدو الصهيوني، فلم تترك الأجهزة الأمنية الفلسطينية حراماً إلا فعلته ـ دون رادع ولا حسيب ـ من التنسيق مع العدو، من إعتقال القائد مروان البرغوثي والقائد أحمد سعدات عام 2002 م َ، إلى إعتقال الآلاف من عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي منذ مجيئ السلطة الفلسطينية في يوليو 1994م، حيث مورس ضدهم أبشع أنواع التعذيب، ومنهم من استشهد داخل المعتقلات، ومنهم من تم اغتياله خارج السجون (محمد رداد ومجد البرغوثي وعبد المجيد دودين ومحمد ياسين ومحمد السمان و غيرهم) حتى جاءت “إنتفاضة السكاكين” في بداية شهر أكتوبر 2015م، وكان اقتحام قوة من المستعربين الصهاينة للمستشفى الأهلي بالخليل في 12 / 11 / 2015 م و اغتيال الشاب عبد الله عزام الشلالدة و اختطاف ابن عمه الجريح عزام عزات الشلالدة قمة التنسيق الأمني، فقد اختفى حراس المستشفي فور وصول وحدة المستعربين..!
إلى أن وصل الأمر برئيس السلطة محمود عباس الطلب من قادة الأجهزة الأمنية بوضع خطة للقضاء على المقاومة..!!
لقد بدأت قضية الشهيد عمر النايف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عندما سلمت النيابة العسكرية الاسرائيلية بتاريخ 15/12/2015 م رسالة إلى وزارة العدل البلغارية بواسطة السفارة البلغارية في اسرائيل تطالب فيها بتسيلم الشاب الفلسطيني المقيم في بلغاريا عمر نايف حسن زايد النايف إلى اسرائيل باعتباره هاربا من العدالة ومحكوم بالسجن المؤبد، وعلى الفور طالبت النيابة البلغارية بوضع عمر بالحجز لمدة 72 ساعة إلى حين اتخاذ القرار بالمحكمة السريعة لتقرير الاستجابة للطلب ام رفضه. ولكن عمر لم يسلم نفسه، ولجأ إلى مقر السفارة الفلسطينية باعتبارها الموقع الطبيعي والوحيد الذي يمكن أن يوفر له ولكل فلسطيني وفلسطينية الحماية القانونية والسياسية.
وكان عمر النايف (من مدينة جنين) هو وشقيقه حمزة ورفيقهم الثالث سامر المحروم قد قاموا بتاريخ 15/12/1986 م بقتل مستوطن طعنا بالسكاكين في حارة السعدية في القدس المحتلة، وتم اعتقالهم بعد العملية مباشرة، وتم الحكم على ثلاثتهم بشكل سريع بالسجن مدى الحياة.
شقيق الشهيد حمزة النايف أفرج عنه يوم الثلاثاء 18 / 10 / 2011 م في صفقة “وفاء الأحرار” بين حركة “حماس” و الحكومة الأسرائيلية و التي تم بموجبها الإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً من سجون العدو مقابل إفراج حركة “حماس” عن الجندي الصهيوني الأسير “جلعاد شاليط ، وابعد إلى غزة، وحاليا مقيم في عمان، وسامر أفرج عنه أيضا ضمن الصفقة ثم أعيد اعتقاله لاحقا.
بعد أربع سنوات في السجن خاض عمر إضرابا مفتوحا عن الطعام ونقل بتاريخ 12/5/1990م إلى مستشفى في بيت لحم، ومن ثم تمكن من الهرب من المستشفى الذي كان يخضع لحراسة من قوات الاحتلال حيث تخفى داخل الأراضي الفلسطينية إلى أن تمكن من مغادرتها لاحقاً، وعاش متنقلاً بين عدد من الدول العربية حتى عام 1994م، ومن ثم سافر إلى بلغاريا وحصل على إقامة فيها، وتزوج هناك من فلسطينية وأنجب ثلاثة أبناء كلهم يحملون الجنسية البلغارية.
وقد حمّلت عائلة الشهيد عمر النايف السلطة الفلسطينية المسؤولية عن حادث اغتيال نجلها في مقر سفارة فلسطين في بلغاريا.
و قال حمزة شقيق الشهيد: “السفير الفلسطيني احمد المذبوح شريك في اغتيال أخي عمر, السفارة الفلسطينية ومنذ اليوم الأول للجوء عمر إليها وهي تضيق عليه الخناق، وحاولوا إخراجه من السفارة, وكانت تطلب منه مغادرة السفارة, والطاقم الأمني لم يشكل له حماية بالمطلق”.
ويوضح أن السفير الفلسطيني في بلغاريا احمد المذبوح كان يقول لشقيقه حرفياً:
“سوف يضعون لك السُم في الطعام ويقتلونك, والطيارة تنتظرك لتعيدك إلى اسرائيل”..!!
و أكد حمزة أن: “عمر تعرّض لضغوط كبيرة من السفارة الفلسطينية في بلغاريا لإخراجه منها، وتعرّض للضغط النفسي والمعنوي حيث كان يتم احتجازه في سرداب، ويُمنع من مقابلة عائلته، بعدما كان يسمح لزوجته بزيارته مرتين أسبوعياً فقط ولفترات قصيرة، بالإضافة إلى الضغط عليه للخروج من السفارة وتحمّل المسؤولية بمفرده”..!!
وقال أحمد شقيق الشهيد: “شقيقي كان يتعرض لتهديدات مباشرة وغير مباشرة من قبل بعض أفراد السفارة وخاصة السفير حيث كانوا يطالبوه بالخروج من السفارة التي احتمى بها بعد تهديده من قبل الموساد الاسرائيلي بالاعتقال”.
وقالت رانيا زايد " ام محمد " زوجة الشهيد أن السفير أحمد المذبوح هدد عمر في الشهر الذي سبق اغتياله قائلا له :
( الموساد معه مفاتيح كل أبواب السفارة ، ورح يدخلوا يقتلوك واحنا ما بنقدر نحميك ) .. !!
مؤكدة انه منذ اليوم الاول من لجوء عمر للسفارة الفلسطينية في بلغاريا تم تهديده بالقتل من قبل السفير .. !!
وأثناء التحقيق مع السفير المذبوح إعترف بأن الشهيد كان في انفاسه الأخيرة ، لكنه لم يأمر بنقله للمستشفى ، وتحجج انه كان يخشى عليه من الإعتقال ، ففضل أن يموت النايف في السفارة .. !!
وقال كاشف النايف شقيق الشهيد أن السفير المذبوح إقتحم اجتماعا للجنة التحقيق ، وطرق على الطاولة وقال :
" لن أكون كبش فداء في هذه القضية .. !! "
ويتساءل الشعب الفلسطيني الذي عاش لسنوات طويلة من الضياع السياسي وفقدان الثقة بالقيادة :
هل وصل التنسيق الأمني مع العدو إلى سفاراتنا في الخارج لملاحقة وقتل المجاهدين ؟
وهل أصبحت السفارات الفلسطينية خنجرًا مسمومـًا في ظهر القضية ..؟؟!!
وبعد :
في أكتوبر الماضي قدم احمدالمدبوح أوراق اعتماده سفيرا مفوضا و فوق العادة لفلسطين لدى بيلاروسيا..!!
وقد رفض كاشف النايف شقيق الشهيد عمر تعيين السفير أحمد المدبوح في بيلاروسيا، معتبرا ذلك "مكافأة له ورشوة لإغلاق ملف عمر ، ولكي لا يفكر يوما بفتحه"..!!
وعدّ النايف تعيين المدبوح دليل على "تجرد السلطة من الوطنية والشرف والكرامة..!!
وأكدّ أن المدبوح كان لديه أدلة تدين السلطة، و"تعيينه محاولة لإخفاء الرواية الكاملة، وتأكيد على دور السلطة القذر جدا وتنسيقها الأمني المخزي الذي يمارس ضد أبناء شعبنا في الداخل والخارج".!!