-
℃ 11 تركيا
-
15 أبريل 2025
رياض قهوجي: الجيش السوداني حقق مكاسب كبيرة
مقتل أكثر من 100 ألف شخص ونزوح 14 مليون..
رياض قهوجي: الجيش السوداني حقق مكاسب كبيرة
-
15 أبريل 2025, 5:47:37 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الجيش السوداني
قال محلل الأمن الجيوسياسي رياض قهوجي، إن الحرب في السودان مأساة كبيرة" ، مؤكدا أن الجيش السوداني حقق مكاسب كبيرة، ولكن مع مقتل أكثر من 100 ألف شخص ونزوح 14 مليون شخص.
وبينما تكمل الحرب في السودان عامها الثاني، تستمر تأثيراتها السياسية والاقتصادية والإنسانية، فيما تقول منظمات دولية إن الحرب أوجدت أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وبسبب القتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2025، باتت أجزاء واسعة من البلاد تقف عند حافة المجاعة وفقا لوكالات إغاثة، بينما بات نحو 25 مليون شخص أو نصف سكان البلاد في حاجة للمساعدات الدولية.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر "إن هذه الأزمة الإنسانية غير مسبوقة في نطاقها وشدتها".
التأثيرات السياسية لحرب السودان
يواجه السودان امتحانا سياسيا في الوقت الراهن، فبينما يخطط الجيش السوداني لتشكيل "حكومة حرب" لإدارة شئون البلاد، تستعد قوات الدعم السريع لإنشاء حكومة موازية بالتحالف مع مجموعات عسكرية وسياسية.
ويخشى محللون أن يؤدي هذا التنازع إلى إطالة أمد الصراع، أو استنساخ تجارب إقليمية لقيام حكومتين مما يمهد الطريق إلى تقسيم البلاد.
وقال المحلل السياسي السوداني عبد الخالق محجوب: "هذا التنازع يهدد وحدة البلاد، وان مضي الطرفان في تنفيذ ما يخططان له فإن تقسيم البلاد سيكون أمرا لا مفر منه".
مخاوف من انتشار المجاعة بالسودان
وفقا لآخر تقرير صادر عن برنامج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) في 24 ديسمبر الماضي، فأن المجاعة منتشرة في 5 مناطق على الأقل داخل السودان، فيما يتوقع أن تواجه 5 مناطق إضافية المجاعة.
ووفقا لتقرير مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، صدر أخيرا، فأن نحو 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وهو ما تنفيه الحكومة السودانية.
-- تزايد النازحين واللاجئين
وفقا لآخر تقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فأن أكثر من 30 % من سكان السودان أصبحوا لاجئين في دول الجوار ونازحين داخليا.
وقالت المنظمة في تقرير صادر أواخر يناير الماضي إن إجمالي عدد النازحين ارتفع في العام 2024 بنسبة 27 %، حيث بلغ عددهم 11.559.907 أشخاص فيما عبر 3.352.418 فردا الحدود إلى دول الجوار.
ويتركز غالبية النازحين داخليا في مدن لم تصلها الحرب، فيما يتواجد اللاجئون السودانيون في دول الجوار السوداني وأبرزها مصر وتشاد واثيوبيا وجنوب السودان واريتريا وليبيا.
الجيش السوداني يحقق مكاسب
بعدما كانت قوات الدعم السريع تسيطر علي كامل وسط السودان (ولايتي الجزيرة وسنار) وخمس ولايات بغرب السودان (غرب دارفور، جنوب دارفور، وسط دارفور، شرق دارفور وغرب كردفان)، كما كانت تسيطر علي غالبية ولاية الخرطوم، تتراجع سيطرة قوات الدعم السريع بصورة متسارعة.
ومنذ الأشهر الأولى للعام 2024 تغيرت خارطة السيطرة العسكرية بالعاصمة الخرطوم، والآن يسيطر الجيش السوداني بالكامل، علي ولايات الشمالية، نهر النيل، البحر الأحمر، كسلا، القضارف، النيل الأزرق، الجزيرة وسنار.
فيما تسيطر قوات الدعم السريع بالكامل علي ولايات غرب دارفور، جنوب دارفور، شرق دارفور، كما تسيطر علي غالبية ولاية وسط دارفور، عدا منطقة (جبل مرة) التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
ويرى المحلل العسكري السوداني اسعد الزبير أن تراجع قوات الدعم السريع يعود إلى صعوبات لوجستية تتمثل في عدم القدرة علي توفير الإمداد مع الإنتشار الواسع للقوات، واعتبر الأمر خطأ تكتيكيا.
وقال الزبير لـ((شينخوا)) "انتشرت قوات الدعم السريع في مناطق واسعة من السودان، وقاتلت في مساحات مكشوفة وهذا أعاق إيصال الامداد والعتاد لقواتها المنتشرة، وهذا خطأ تكتيكي".
ويري آلان بوسويل الباحث في مجموعة الأزمات الدولية إن تقدم الجيش وسيطرته علي العاصمة بالكامل، إن حدثت، ربما يكون مقدمة لانقسام السودان إلى قسمين، شرق يسيطر عليه الجيش السوداني وغرب تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
فشل مبادرات التسوية
بينما أكملت الحرب في السودان عامها الثاني ما تزال فرص التسوية السياسية بعيدة المنال بعدما أخفقت مبادرات إقليمية ودولية في إسكات أصوات البنادق.
وما يزال منبر جدة التفاوضي الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية معلقا منذ ديسمبر 2023.
كما أن مبادرات لقوي اقليمية مثل مبادرة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا (إيغاد) وقوي دولية كالأمم المتحدة والولايات المتحدة لم تحقق اي اختراق إيجابي.
وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان والقائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في آخر خطاب له في 29 مارس الماضي، إن القوات المسلحة السودانية لن توقف إطلاق النار أو تتفاوض مع قوات الدعم السريع السودانية إلا إذا ألقت أسلحتها.
موقع عربي نيوز من هنا







