- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
على محمد علي يكتب : بتاع بنات
على محمد علي يكتب : بتاع بنات
- 17 أبريل 2021, 8:42:29 م
- 1021
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"حكايات أوزعية ... من ذاكرة فولاذية "
( ٣)
وها أنا ذا أكبر قليلًا وأدخل في مرحلة المراهقة المبكرة ، وإن كنت فعليًا دخلتها وأنا في سن العاشرة حيث لطقس المناطق الحارة تأثير بالغ في تعجيل تلك الأمور ، وأذكر أن أول تجربة عاطفية لي كانت وأنا في الصف الرابع الإبتدائي ، فقد كنت أميل لإحداهن ، وإحداهن تميل إلي ، ولأني كنت أسمر ؛ فلم أعجب منذ البداية بالشقروات ، تعاطفًا مني مع بنات جلدتي ، وكانت مواصفاتي بسيطة للغاية ( سمراء ، نحيفة ، شعر أسود ناعم ، ذكية )
تلك كانت ببساطة مواصفاتي المتواضعة والتي كان من الممكن التنازل عن بعضها في مقابل بعض الميزات الأخرى ، لدرجة أن أحد أصدقائي ذو اللسان السليط الزفر ، قال لي ذات مرة " أنا شفت حتة الفحم بتاعتك " هذه العبارة لم تزعجني كثيرًا ، فأنا مسئول عن إختياراتي و علمت مبكرًا أن الجمال نسبي ، فما رآها هو " حتة فحم " كانت عندي جميلة الجميلات ، كانت تعجبني الطباع وتأسرني الروح قبل المنظر ،
المشكلة أني أعجبت بالكثيرات لدرجة أني كنت أعطي مواعيد وأنساها ، وذات مرة كتبت جواب لإحداهن ( كنت حريف جوابات ) وكانت الكارثة أني أخطأت في الاسم من كثرة ما كتبت من جوابات في ذلك اليوم ، الغريب أني كنت أخلص لكل واحدة كما لو لم أخلص من قبل ، كما كنت أستطيع في الأسبوع الواحد الإخلاص وبنفس الدرجة لثلاثة أو أربعة بنات على حسب الحالة والظروف المزاجية ،
ولا أعتقد أن إحداهن بعد مرور تلك السنين ، من الممكن أن تنساني أو تنسى الحالة التي كنت أخلقها ؛ للتعبير عن حبي ومشاعري لها ، وفوق كل هذا كنت عفيفًا وآمنًا بالنسبة لجميعهن ، فلم يصدر يومًا قط مني تصرف مشين أو لفظ يسبب إحراج ، كنت راقيًا مع الجميع ، ومن أغرب العلاقات ، علاقة بدأت بنظرة وإنتهت بنظرة دون كلمة واحدة واستمرت ما يزيد عن عام ، وعلاقة أخرى بدأت في يوم ، ونمت وترعرعت ثم إنتهت في نفس اليوم ؛ حيث كنا على سفر ونسينا نأخذ العناوين .
أصبحت متخصصًا في موضوع المواصفات ، بارعًا في حدوتة الإختيارات ، ومرت السنون ، وتغيرت المعايير والمواصفات ، وسوف أجبر بعد قليل على كسر كل تلك القواعد وخرق كل المواصفات والتسليم للقدر تمامًا وأنا أتزوج ، فالنصيب غالب على القدر ، والقدر بلا عيون لا يفرق ، مهما كنت خبيرًا فأنت هنا خام بلا تجربة ، فلتتوقف كل قوانين الطبيعة إلا الإنتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح ، فالموضوع ببساطة هنا يمثل غريزة عزيزة هي غريزة البقاء .