- ℃ 11 تركيا
- 23 ديسمبر 2024
"علَوية" زعيم المعارضة التركية.. هل تحرمه أصوات السنة؟
"علَوية" زعيم المعارضة التركية.. هل تحرمه أصوات السنة؟
- 25 أبريل 2023, 2:20:15 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قبيل أيام من انطلاق الانتخابات التركية المقررة 14 مايو/أيار المقبل، أعلن المرشح الرئاسي ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كلجدار أوغلو، انتماءه للطائفة العلوية في الدولة ذات الأغلبية السنية.
وفي مقطع مصور، ظهر زعيم المعارضة التركية يقول "أنا مسلم علوي أؤمن بسيدنا محمد وعلي"، حيث لاقى انتشارا واسعا وصل إلى 105 ملايين تفاعل على تطبيق تويتر.
وفتحت تصريحات كلجدار أوغلو الباب على مصراعيه نحو شريحة انتخابية مهمة في الانتخابات التركية المزمع عقدها خلال 3 أسابيع.
وتركيا دولة ذات أغلبية سنية، وعلى الرغم من عدم وجود حصر شامل عن أعداد العلويين إلا أنه وفقًا لرئيس مؤسسة "جيم" العلوية، عزالدين دوغان، فإن هناك ما بين 25-30 مليون علوي يعيشون في تركيا. بينما وفقًا لوحدة أبحاث "كوندا"، تبلغ نسبة أولئك الذين يعرّفون أنفسهم على أنهم علويون حوالي 5% من سكان تركيا (نحو 85 مليونا) أي نحو 4.5 مليون ناخب في المتوسط.
إسطنبول مركز العلويين الأول
وتبرز إسطنبول باعتبارها المدينة التي يعيش فيها العلويون أكثر في تركيا. حيث يعيش فيها أكثر من ثلث إجمالي السكان العلويين.
فيما تعد مدن أنقرة وأضنة وبورصة وأنطاليا وأيدين ودامال ومدن أرزينجان وسيواس ومالاتيا وتونجلي في وسط وشرق الأناضول من بين المناطق التي يتركز فيها العلويون بعد إسطنبول.
وتشمل سيواس 460 قرية، 60 منها مختلطة، مع أكبر عدد من القرى العلوية في تركيا.
ترتيب المحافظات حسب كثافة العلويين هو تونجلي، أرزينجان، توكات، كوروم، كهرمان مرعش، بنجول، أماسيا، أرضروم، ملاطية، أديامان، يوزغات، هاتاي، إيلازيغ، موش، باليكسير، مرسين، كارس، أضنة، أنقرة، إسكيشهير، غازي عنتاب، والتي تتكون من مقاطعات إزمير وكيركالي وكوتاهيا وأوردو.
العلويون واليسار
مع صعود الحركة الطلابية والعمالية واليسار بشكل عام منذ الستينيات في تركيا، يُعتبر العلويون بمثابة القاعدة الطبيعية لليسار.
وبعد أن قطع حزب الشعوب الديمقراطي علاقاته مع حزب العدالة والتنمية وحكومته عام 2015، فقد انضم عدد كبير من العلويين إلى حزب الشعوب الديمقراطي، كما تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 80 في المائة من العلويين موجودون في حزب الشعب الجمهوري.
ومن المتوقع أن تصوت الشريحة العلوية الانتخابية للمرشح الرئاسي كمال كلجدار أوغلو في الانتخابات المقبلة علمًا بأن نصف تلك الشريحة في حزب الشعب الجمهوري والنصف الآخر في حزب الشعوب الديمقراطي الذي سبق وقد أعلن عن دعمه لمرشح تحالف الشعب.
الأصوات السنية لمن؟
وفقًا للدراسات الميدانية لأبحاث "أكسوي"، فإن 23 بالمائة من الناخبين السنة في تركيا يقولون إنهم لن يصوتوا لمرشح علوي.
وقد صوت 33.8% من المنضمين للاستطلاع بـ"سأصوت له بالتأكيد" ردًا على سؤال "هل تصوت لمرشح علوي؟"، كما صوت 22% من المنضمين بـ"لا بأس أصوت له"، وصوت 17.8% من الأصوات بـ"لن أصوت له بالتأكيد"، و5% "لا بأس لن أفعل" وبقت نسبة المترددين 20.3%.
كما وصلت آرتي بير، إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الرأي العام في تركيا، إلى نتائج مذهلة في بحثها حول الموقف الطائفي للناخبين قبل ترشيح كمال كليجدار أوغلو.
وأجري البحث، الذي يكشف أن السلوك الانتخابي الطائفي للناخبين غائب إلى حد كبير في تركيا، في محافظات إسطنبول وأنقرة وديار بكر وأرضروم وسامسون وقونية.
وقال 13.5% "إنه يؤثر كثيرًا" على سؤال "هل يؤثر المذهب الديني للشخص على سلوكه الانتخابي"، بينما رد 17.3% بأنه يؤثر قليلًأ، قال 39.9% إنها لا تؤثر على الإطلاق و24.6% لا تؤثر قليلًا في هذا الاستطلاع.
إذا كان كمال كلجدار أوغلو مرشحًا رئاسيًا، فقد ارتفعت نسبة الذين أجابوا بـ "لا مشكلة" على سؤال "هل مشكلة أن تكون طائفياً متديناً؟" إلى 86.3%.
وظهرت نتيجة أخرى مذهلة للبحث في أرزروم المعروفة بهويتها المحافظة، ردًا على سؤال "إذا كان كمال كلجدار أوغلو مرشحًا رئاسيًا، فهل يمثل وجود طائفة/علويون مشكلة بالنسبة لك؟ كانت الإجابة عن السؤال "لا، لا تؤثر على الـ 90%".
لا تفرقة على أساس المذاهب
قال رئيس أبحاث MAK محمد علي قولات إن المجتمع السني يتعامل مع كمال كلجدار أوغلو بتسامح، معبرًا عن أن معدل الناخبين الذين يظهرون وجهة نظر طائفية في تركيا منخفض للغاية.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أكد قولات أن الإعجاب الذي حظي به فيديو كمال كلجدار أوغلو، الذي أعلن فيه عن مذهبه يظهر حجم تسامح المجتمع التركي وأنه لا يوجد تفرقة في المذاهب الدينية بين المرشحين، فالمجتمع التركي لا توجد به مشاكل كهذه.
وأضاف أن المذهب الديني للمرشحين لا يشكل مشكلة كبيرة للشرائح الانتخابية في تركيا، فالمجتمع التركي لا يفرق بين المرشحين السنيين والمرشحين العلويين والدليل على ذلك ردود الفعل الإيجابية على هذا الفيديو.
وأشار إلى أنه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 14 مايو/أيار المقبل سيتم توجيه المواطنين العلويين ضد كمال كلجدار أوغلو ككتلة "هناك أكراد وتركمان علويون في تركيا".
وأوضح أنه على الرغم من أن بعض العلويين الأكراد يتجهون إلى حزب الشعوب الديمقراطي، إلا أنهم يلتقون في الغالب في حزب الشعب الجمهوري. ومع ذلك، في الانتخابات الرئاسية، سوف يلجأ العلويون إلى كلجدار أوغلو ككتلة.
أبرز مطالب العلويين
من أهم مطالب العلويين إلغاء رئاسة الشؤون الدينية وإلغاء فصول الدين الإجبارية، والاعتراف ببيوت الجمع كأماكن للعبادة.
وحول إمكانية غلق رئاسة الشؤون الدينية حال فوز كلجدار أوغلو، نفى الأخير تلك الادعاءات قائلًا:" لقد أنشأ حزب الشعب الجمهوري رئاسة الشؤون الدينية ولا يحق لأي شخصٍ كان غلقها".