- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
عماد توفيق عفانة يكتب: المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ... النظر لغزة بعين واحدة
عماد توفيق عفانة يكتب: المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني ... النظر لغزة بعين واحدة
- 17 سبتمبر 2022, 9:58:13 ص
- 663
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اختتم المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قبل ايام زيارة إلى غزة التقى فيها بلاجئي فلسطين، الذين يرزحون تحت نير الاحتلال وتأثيراته المضاعفة الاجتماعية واقتصادية القاسية، والذين يحفرون بأظفارهم وأسنانهم في جدار الحصار، على أمل التعافي من آثار العدوان الذي لم يتوقف منذ أكثر من 74 عاما من النكبة واللجوء.
كشخصية اممية من الصف الأول، كان يجدر بلازاريني أن يكون محايدا في وصف واقع مشاهداته في قطاع غزة، وأن ينظر إلى غزة بكلتا عينيه، وألا يكتفي بوصف ونقل مشاهداته الإيجابية الى وسائل الاعلام لرسم صورة جميلة عن مشاريع الأونروا وعن واقع غزة، مع اغفال الشظف والمعاناة التي يغرق في مستنقعها اللاجئون منذ عشرات السنين.
فكما أثنى لازاريني على مشروع القسطل السكني بتمويل الماني بالقرب من دير البلح، والذي يهدف إلى معالجة الاكتظاظ والظروف المعيشية المتدنية المستوى للاجئي فلسطين.
كان يجدر به ان يذكر المتضررين من عدوان عام 2014، الذين لا يكفون عن التظاهر امام بوابات الأونروا في غزة للمطالبة بالتعويضات أسوة بضحايا العدوان في سنوات سابقة ولاحقة، والذين تنكرت لهم الأونروا بحجة احجام الدول المانحة عن تمويل إعادة بناء منازلهم المدمرة.
نجح لازاريني في وصف لقائه بعائلة قويطة التي قالت إن الانتقال إلى هذه المنازل الجديدة في مشروع القسطل كان بمثابة حلم قد تحقق.
لكنه أخفق في وصف معاناة العوائل التي شردها العدوان الصهيوني المتكرر على غزة، والذين يسكن بعضهم في بيوت يصعب تأمين ايجارها، فيما لجأ آخرين للسكن في خيمة على قارعة الطريق او على شاطئ البحر.
كما أغفل لازاريني حال مئات بل آلاف البيوت في مخيمات اللاجئين والتي لم تعد صالحة للسكن بعد مرور عشرات السنوات على بناءها، في ظل واقع بلغت فيه نسبة البطالة 75%، وارتفعت مؤشرات الفقر لتصل إلى 60%.
عبر لازاريني عن سروره بزيارة مدرسة البنات في تل الهوى، محاولا القول ان اللاجئين في قطاع غزة يتلقون تعليما جيدا ومبتكرا في مدارس الأونروا، لكنه أغفل عمداً الحديث عن اكتظاظ أكثر من 294,000 طفل من لاجئي فلسطين في فصول مدارس الأونروا البالغ عددها 278 مدرس فقط، والتي تفتقر الى أدني مقومات التهوية في الصيف القائظ او التدفئة في الشتاء القارس.
من الجميل أن تسعى الأونروا إلى تحقيق أعلى مستويات الجودة من التعليم لأطفال لاجئي فلسطين، وبالإضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي، والسعى لطرح المواد عبر الإنترنت والأجهزة الرقمية والعمل على تحسين امكانيات الاتصال الالكتروني، بما يتماشى مع نهج الوكالة في التحديث الذي يشمل رقمنة خدماتنا الصحية والاجتماعية، والخطط لتعويض خسائر التعلم التي شهدناها بسبب جائحة كوفيد-19.
لكن الأجمل أن تجتهد الأونروا في تأمين فصول دراسية تستوعب الزيادة الطبيعية في أعداد اللاجئين، عوضا عن استيعابهم في الفصول المكتظة أصلا وكأنهم علبة من السردين.
والأجمل أن تجتهد الأونروا في تأمين غذائية للاف العائلات التي تنزلق كل يوم تحت خطر الفقر
لا شك أن الأونروا تواجه تحديات هائلة فيما خص الأزمة المالية المتفاقمة، إلا لازاريني أخفق في وصف وتوظيف الواقع الحقيقي والمزري لملايين اللاجئين في المخيمات، لناحية اقناع الدول المانحة بزيادة مساهماتها المالية في موازنة الأونروا، للحيلولة دون انفجار مجتمع اللاجئين بما يهدد مصالح هذه الدول في عموم المنطقة الملتهبة.
لا نتهم لازاريني بالتقصير في نقل أصوات لاجئي فلسطين في غزة إلى العالم، ولكننا نلفت انتباهه إلى أن أصوات اللاجئين توشك أن تتحول إلى هدير انفجار قنبلة اللاجئين، وأن أمامه فرصة لا تفوت، لناحية اقناع الدول المانحة بمبادلة فتات المال، بالحفاظ على الامن والاستقرار الذي تريده في المنطقة، علما انها تنفق أموال ضخمة على تمويل وتغذية حروب وصراعات في مناطق أخرى في العالم.
ان وظيفة لازاريني تتطلب منه الاستمرار في العمل مع فريقه لتقديم الخدمات للاجئي فلسطين والدفاع عن حقوقهم في غزة وأماكن أخرى في المنطقة، ويقع على عاتق الدول الغربية الاستمرار في دفع ضريبة السماح للعدو الصهيوني باحتلال وطن الشعب الفلسطيني وطردهم وذبحهم على مرأى ومسمع الجميع، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تحرير وطنه والعودة دياره وبيوته التي هجر منها.