عماد توفيق عفانة يكتب: بعد 99 يوماً على اضراب موظفي "أونروا": مخيمات اللاجئين في الضفة المحتلة .... نكبة تتجدد

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 25 مايو 2023, 11:44:55 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مع دخول الاضراب الذي أعلنه اتحاد موظفي الاونروا شهره الرابع على التوالي، كوسيلة للضغط على إدارة أونروا للاستجابة لمطالبه، وصرف زيادة على رواتب الموظفين تماشيا مع غلاء المعيشة، مقارنة بما يحصل عليه موظفو السلطة.

تحولت المخيمات في الضفة المحتلة الى ما يشبه مكب نفايات، تزامنا مع استنكاف موظفي الصحة والبيئة في الأونروا عن القيام بواجباتهم، في حماية نحو مليون لاجئ في مخيمات الضفة من خطر انتشار الأوبئة والأمراض.

ورغم ارتفاع أصوات اللاجئين بالشكوى من الأوضاع المزرية التي وصلت اليها المخيمات، التي أمست دون تعليم أو خدمات صحية أو اغاثية للشهر الرابع على التوالي.
فان إدارة أونروا ترفض تحمل المسؤولية كاملة عن وضعهم، والتي تحمل بدورها اتحاد الموظفين المسؤولية نظرا لإضرابهم المتواصل عن العمل.

الوضع الصحي والتعليمي السيء للمخيمات اللاجئين، والذي يسير نحو الأسوأ، يبدو أنها لم تقنع حكومة السلطة في رام الله، للعب دور أكثر فاعلية في الوساطة بين إدارة الأونروا وبين اتحاد موظفيها، فيما يتساءل اللاجئون في الذكرى 75 للنكبة: عن أي قضية عودة يتحدثون في ظل هذا الواقع المزري المعاش.

مبدئياً من حق اللاجئين أن تتكفل وكالة "أونروا" بكل احتياجاتهم، من تعليم وصحة وخدمات، إلا أن هذا لا ينفي حق موظفي "أونروا" من الحصول على رواتب تكفيهم في ظل غلاء المعيشة المتواصل.

لكن في الوقت عينه من واجب اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين القيام بكل ما من شأنه –فعاليات شعبية سلمية متنوعة ومتصاعدة-اقناع إدارة الأونروا بـالتوقف عن انتهاج سياسة إدارة الظهر للاجئين، والكف عن التقصير في أداء واجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين".

ومن سخرية القدر ان تتجدد نكبة مخيمات اللاجئين في الضفة المحتلة، بالتزامن مع احياء الفلسطينيون بل والأمم المتحدة ذكرى النكبة 75، وسط معاناة مستمرة للاجئين، وتتجلى اليوم في الوضع الكارثي للمخيمات.

من الجرم أن يستمر اللاجئ الفلسطيني بدفع فاتورة تنكر العالم لنكبته، ومحظور علينا السماح لوكالة الغوث التخلي عن اللاجئين، فالأونروا شاءت أم أبت باتت تمثل عنوان لنكبة الفلسطينيين حتى العودة.

ومع استمرار حالة الاستعصاء بين إدارة الاونروا وبين اتحاد موظفيها، ومع دخول الاضراب يومه الـ 99، فانه يقع على عاتق اللجان الشعبية إيصال المخيمات الى حافة الانفجار لإجبار كافة الأطراف التوصل الى حلول تتجاوز حالة التعنت والتسيس السائدة، لجهة تحقيق مصالح اللاجئين والعاملين على حد سواء.

جدير بالذكر ان نزاع العمل بين اتحاد موظفي الأونروا ومع إدارة الوكالة بدأ 20 فبراير الماضي.
وكان آخر اضراب خاضه اتحاد موظفي الاونروا في الضفة المحتلة كان في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تلاه تدخل وسطاء ومفاوضات انتهت بالفشل، ليعلن الاتحاد الشروع في الإضراب المفتوح الحالي.

وذلك على خلفية الأزمة المالية المزمنة التي تعاني منها "الأونروا" منذ سنوات، والتي تسببت بدورها في تهديد قدرة "أونروا" على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)