- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عماد توفيق عفانة يكتب: ثرثرة على ضفاف الجدل بين النجاح والفشل ... تجربة حماس في العلاقات الدولية
عماد توفيق عفانة يكتب: ثرثرة على ضفاف الجدل بين النجاح والفشل ... تجربة حماس في العلاقات الدولية
- 19 يوليو 2023, 9:17:43 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نظمت العديد من اللقاءات وورش العمل والندوات والدراسات التي تناولت هذا العنوان "تجربة حماس في الحكم".
وكان آخرها ما نظمه أمس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات بعنوان "حماس والعلاقات الدولية والعمل السياسي"، بحضور نخبة من المفكرين إضافة لعضو تشريعي.
وللحقيقة تفاجأت من تناول الحضور هذا العنوان من بوابة النجاح والفشل.
فهل يمكن الحكم على نجاح أو فشل تجربة ما زالت مستمرة!!
وما هو النموذج الذي يمكن ان نضع عليه مقياس النجاح او الفشل لهذه التجربة؟
هل هو رؤيتنا الذاتية؟
ام هي توجهاتنا السياسية والأيدلوجية؟
ام هو نموذج او قالب ماثل لحالة ثورية، خاضت ذات التجربة التي ما زالت حماس تخوضها، وسجلت نجاحا باهرا -لم تسجله حماس-رغم كل ما تواجهه من مؤامرات وحروب وحصار وافقار وشيطنة!!
أحد السادة المعقبين طالب حماس بتحديد أولوياتها، منوها الى علاقاتها الملتبسة مع حزب الله وإيران وقطر وسوريا.
وكأن الأصل في أن أهداف العلاقات السياسية للكيانات يجب أن تكون معلومة ومعلنة، وكأن العلاقات السياسية للكيانات تدار بين الأطراف بحسن النوايا وطيبة القلب، وليس المكر والدهاء والحيلة والسرية والكتمان.
فاذا كان هذا حال الكيانات السياسية المستقلة والمستقرة، فما بالكم بحركة ثورية تواجه حربا وحظرا وحصارا يستهدف وجودها واقتلاعها!!
وما اثار مزيد من الدهشة ان ينبري عضو تشريعي ليدافع عن تجربة حماس في إدارة علاقاتها الدولية، من بوابة إدارة التشريعي او كتلة التغيير والإصلاح لعلاقتها الدولية.
مغفلا انه ليس من الحكمة حشر أو تقزيم تجربة حماس تحت سقف كتلة برلمانية، او مجلس تشريعي لم يسمح له بالعمل تشريعا أو رقابة.
فضلا عن وجوب التفريق بين تجربة حماس كحركة ثورية في العلاقات الدولية، بكل ما فيها من تعقيدات وتضييقات وأبعاد، وبين تجربة كتلة برلمانية او مجلس تشريعي لسلطة ولدت نتيجة اتفاق أوسلو التي رعته الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
وهل يمكن وضع أي نجاحات للمجلس التشريعي السابق في العلاقات الدولية، لصالح انجازات حركة فتح التي كانت تسيطر عليه، أم هناك فرق!!
من الموضوعية في تنظيم مثل اللقاءات لتقييم تجربة ما زالت مستمرة، ألا تصدر عليها أحكام قطعية بالنجاح أو الفشل.
أولا لأن التجربة ما زالت مستمرة.
وثانيا لأنه لا يوجد نموذج للقياس عليه بالنجاح او الفشل، اللهم إلا إذا كنا نعتبر أنفسنا وآرائنا هي المقياس.
كما تتطلب الموضوعية من المؤيدين للتجربة عدم الاكتفاء بذكر المعوقات، وسرد الإنجازات، واغفال السلبيات رغم إيجابية بعض المعطيات، وكأننا نصر على أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، وهو حكم يجانب الصواب.
كما لا يحق للمعارضين او ممن يسمون أنفسهم بالمراقبين أو الأكاديميين المحايدين، التركيز على السلبيات، واغفال الإيجابيات، وعدم أخذ المعوقات والعقبات بعين الاعتبار عن تقييم التجربة.
من ناحية أخرى، تعتبر حماس نفسها حركة ثورية، ومطلوب منها ان تدير علاقاتها الدولية تحت سقف الأنظمة التي تسمح لها بالعمل فوق أراضيها.
كما يطلب منها أن تدير علاقات دولية ناجحة مع ذات الأنظمة التي كانت سببا في ضياع فلسطين، وأن تحقق إنجازات مع أنظمة لها علاقات وتعاون واتفاقات سرية وعلنية مع العدو.
فرضت حماس شرعيتها بفعلها الثوري، وبقوة ذوي البساطير الثقيلة، وفتحت العواصم بواباتها لها بعد أن باتت رقما صعبا، ومكونا لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن فلسطين، بفعل عملياتها الفدائية في قلب كيان العدو، وبفعل تأثيرها على تيار شعبي عريض فلسطينيا وعربيا واسلاميا، وذلك قبل أن تحوز على الشرعية الانتخابية، بعد دخولها الانتخابات التشريعية عام 2006، وتحوز على اغلبية المقاعد.
وتعددت اهداف العواصم من استقبال حماس على أراضيها، فمنها من كان بهدف الضغط والاحتواء، ومنها من كان يرغب بلعب دور الوسيط، ومنها من يلعب دور العراب الامريكي والصهيوني وان لبس الغترة والعباءة، ومنها من يرغب بتعزيز دوره وحضوره الإقليمي، إلخ من هذه الأهداف التي لا تخفى على أحد.
ولا شك أن هدف حماس كان ولا زال هو تحقيق هدف التحرير والعودة لملايين اللاجئين المشتتين في أصقاع الأرض، وان مقاومتها وعلاقتها الدولية يجب ان يدار بشكل يراعي احتياجات العمل الثوري.
لكن هناك سلاح فعال، ليس لحماس فحسب، ولكن لأي فصيل أو حركة ثورية فلسطينية، تحسن توظيف وتعبئة وتحشيد هذا السلاح وهذه القوة المليونية، لتحقيق هدف التحرير والعودة.
نحو ثمانية ملايين فلسطيني أو أكثر، أكثر من ستة ملايين منهم منتشرين في غزة الضفة القدس لبنان والأردن، يمثلون قوة ديموغرافية، ويمثلون بانتشارهم في ساحات حساسة قوة بل قنبلة لمن يحسن اشعال فتيلها.
رغم ذلك لم نرى أو نلمس حتى الأن توظيفا من حماس او من غيرها من القوى والفصائل لهذا السلاح الفعال، آملين أن تدرك جميع القوى الفلسطينية ابعاد وقوة اللاجئين الفلسطينيين، وتأثير انتشارهم، لجهة توظيف وتحريك وتعبئة وتحشيد وتوجيه هذه القوة، باتجاه تحقيق أهداف المشروع الوطني الفلسطيني، والمتمثل بتحرير كامل التراب الفلسطيني وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها.