- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عماد توفيق عفانة يكتب: مشعل والديموغرافيا ... ونقل الصراع نقلة جديدة
عماد توفيق عفانة يكتب: مشعل والديموغرافيا ... ونقل الصراع نقلة جديدة
- 20 أغسطس 2023, 11:19:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع كل تأكد من رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل على استهداف الاحتلال الصهيوني لأمننا وخيراتنا واستقلالنا، وأن الاحتلال يريد اختراقنا كأمة عربية، والهيمنة علينا.
ومع كل الوفاء الذي يبديه للصفحات للمشرقة التي قدمتها الأمة في الدفاع عن فلسطين، حيث شهداء الجيش الأردني في معركة الكرامة وفي حربي 48 و67.
فهو لا يكل عن التأكيد على أن الأقصى سيبقى هو قلب فلسطين، وهو بوصلة الصراع الحقيقية، وهو الذي يمثل حقيقة قلب الأمة، العربية والإسلامية.
العدو الذي يصر على اشعال أوار الصراع على القدس والأقصى قلب فلسطين، يفرض علينا جميعا –كما قال مشعل-أن ننقل الصراع نقلة جديدة، وأن نسطر هذه المرحلة بصفحات من نور كما سطرها صلاح الدين وقطز وعمر بن الخطاب.
تحكي لنا دروس التاريخ ان الديموغرافيا تصنع التاريخ، وهو ما يؤكده الخبراء، وشعبنا الفلسطيني بات اليوم يملك تفوقا ديموغرافيا في كل الساحات خاصة الساحة التي كان يوجه مشعل لها خطابه، خلال مهرجان الأقصى الثاني والعشرين "إنما الأقصى عقيدة" المقام في محافظة الكرك بالمملكة الأردنية، التي تستضيف على أراضيها أكثر من أربعة ملايين فلسطيني.
العدو الذي يقوده غرور القوة والذي تسيطر عليه حكومة هي الأشد تطرفا في تاريخ الكيان، يستعجل حسم الصراع على الضفة والقدس والأقصى، وهي نقطة قوة في صالح قضيتنا التي باتت تملك توازن بل تفوق في قوة الديموغرافيا.
فالعدو الذي يخطط من خلال تسريع الاستيطان في الضفة الغربية، الى تهجير أهلها، الى الأردن التي يرى فيها الصهاينة وطنا للفلسطينيين، كمان قال الارهابي المتطرف سموتريتش في باريس قبل شهور، هو في الحقيقة يقرع جرس التنبيه لكل الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ان الاحتلال يستهدف أمتنا جميعا، وفي القلب منها فلسطين والأردن.
سيؤدي سعي العدو الى حسم المعركة على القدس باستكمال تهويدها والسيطرة السياسية والدينية عليها، لناحية حسم المعركة على الأقصى، الى اشعال فتيل الانفجار الكبير، فالمساس بالمسجد الأقصى الذي بات في قلب الخطر تدنيسا واقتحاما، وتقسيماً أو هدماً، سيؤدي حتما الى ايقاظ امتنا الغافلة او المستغفلة، الأمر الذي لا بد له من جهود جبارة لحشد طاقات الامة وشعوبها الحرة الغائبة أو المغيبة، لتحمل السلاح جنباً إلى جنب مع المقاومة في فلسطين التي ستبقى عند حسن الظن بها، وفي موضع الرهان عليها.
معركة الأقصى هي معركة شرف ودين وعروبة ومصير، وكما يفترض على جميع القوى في أمتنا العربية والإسلامية مغادرة مربع التضامن او الدعم المعنوي او المادي الذي مارسته على مدار ال75 عاماً الماضية من عمر النكبة، لصالح التجند الحقيقي لخوض معركة حسم الصراع واقتلاع العدو من أرض فلسطين مرة وإلى الأبد.
فانه يقع على عاتق قوى المقاومة وفصائلنا المناضلة، العمل على فتح بوابات المشاركة في معركة التحرير امام الملايين من شعبنا المرابطين على حدود العودة في الأردن لبنان وسوريا، وغيرها من بقاع المنافي والشتات، ليأخذ كل دوره في المعركة الشاملة
فشعبا وأمتنا كانت دائما عند حسن الظن بها، فهي لا تصبر على الضيم، ولا تصبر على الغزاة، ويقع على عواتقنا استنفار مشاعرها، واستنفار قواها الجبارة المعطلة لخوض معركة الأقصى فهي معركة الأمة المصيرية.