- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: خواطر لاجئ 4 … افلاس الأونروا...ومصالح الدول الغربية في المنطقة
عماد عفانة يكتب: خواطر لاجئ 4 … افلاس الأونروا...ومصالح الدول الغربية في المنطقة
- 6 أبريل 2022, 11:11:56 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لوحظ في الأسابيع الماضية جملة من الأخبار الموجهة الصادرة عن الأونروا، والتي تصب جميعها في خانة تهيئة الرأي العام، بعام بالغ الصعوبة على ملايين اللاجئين المستفيدين من خدمات الأونروا في مناطق عملياتها الخمس، لينضم إلى الأعوام الصعبة الماضية التي بات يعاني فيها اللاجئون بشكل متزايد من البطالة والفقر والجوع.
تتلخص هذه الأخبار الموجهة بتحميل الأزمة العالمية، الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، المسؤولية عن تحول المزاج العام للدول المانحة للأونروا، باتجاه تأجيل أو التراجع عن الالتزامات المالية التي تعهدوا بدفعها لإسناد موازنة الأونروا، لمواصلة تنفيذ برامجها التشغيلية والاغاثية.
فالمستشار الإعلامي لـ "أونروا" في قطاع غزّة عدنان أبو حسنة، صرح يوم الأحد 3 أبريل/ نيسان:
- أن الأزمة المالية قد بدأت.
- بعض الدول المانحة أبلغت وكالة "أونروا" ألا تتوقّع منها نفس تبرّعات العام الماضي.
- دول أخرى أبلغت "أونروا" بتأجيل دفع التبرعات، عوضا عن تقديم موعد الدفع.
- ارتفاع الأسعار العالمية، يجعل اونروا عاجزة ملئ مخازنها بالأغذية الكافية لتنفيذ برامجها الاغاثية.
- "أونروا" لا تتوقّع سقف محدد لموعد دفع الالتزامات من الدول المانحة.
- هناك أزمة مقبلة وهناك جهود كبرى تبذل لتجديد الدعم.
- موازنة العام الحالي لم ترتفع رغم ازدياد عدد اللاجئين والأعباء على عاتق أونروا.
وكان فيليب لازاريني المفوّض العام لوكالة "أونروا"، هو من بدأ بتصدير هذه الأخبار الموجهة عندما قال في رسالةٍ له وجّهها للموظفين في "أونروا" بمُناسبة شهر رمضان:
- الوضع المالي لوكالة "أونروا" لهذا العام مليء بالتحديات.
- اضطررنا مع بداية هذا العام إلى ترحيل مستحقات مالية بقيمة 62 مليون دولار.
- لم تتمكّن "أونروا" بعد من سداد التزاماتها بالكامل عن العام الماضي.
- التوقّعات المالية للسنة الحالية تتطلب تبني إجراءات مبكرة.
- تقوم "أونروا" بمراجعة التدابير الواجب تبنيها في هذا الخصوص وأيّها سيكون لها أقل تأثير على الموظفين وعلى الخدمات المقدمة للاجئين.
- الوضع العام لمنظمة إنسانية مثل "أونروا" لهو أكثر تعقيداً الآن مقارنة مع العام الماضي.
- الأزمات في أفغانستان والتي أعقبتها الآن الأزمة في أوكرانيا تأثيراً كبيراً على قيمة التمويل المقدّم من المانحين وعلى تكلفة شراء سلع أساسية مثل القمح والوقود والتي تعتبر سلع أساسية لوكالة "أونروا".
يسود الاعتقاد على نطاق واسع أن هذه الأخبار السوداء، ربما يجب أن تدفع جميع الجهات والمنظمات والمؤسسات التي تعنى بشؤون ملايين اللاجئين الفلسطينيين، للتداعي لجهة القيام بخطوات استباقية، وبحث سيل الوقوف مع أونروا، لناحية اسناد الجهود الكبيرة التي تبذلها لتأمين موازنة كافية لتنفيذ برامجها التشغيلية والاغاثية لنحو ستة ملايين لاجئ في مناطق عملياتها الخمس، في وقت تزداد أوضاعهم الاقتصادية سوءاً.
بات معلوماً للجميع أن الحراكات الشعبية ذات تأثير بالغ على الرأي العام العالمي، تماما كما على الدول المانحة، وباتت وسيلة ذات ضجيج لإرسال الرسائل السياسية كما الإنسانية للعالم، الأمر الذي ربما يمنح المنظمات والمؤسسات التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين فرصة كبيرة، لناحية:
- القيام بفعاليات كبيرة في مناطق عمليات الأونروا الخمس.
- أن تستهدف الفعاليات الجماهيرية السلمية السفارات والممثليات الأمريكية والغربية والأمم المتحدة.
- أن تتضمن الحملة عمليات إعلامية احترافية، تخاطب الحس الإنساني للدول الأوروبية.
- ترويج وتصدير القصص الحقيقية لما يمر به اللاجئون من مآسي إنسانية ناتجة عن استمرار مأساة لجوئهم المستمرة منذ أكثر من 73 عاما.
- التركيز الإعلامي على الفئات الأضعف، كالأطفال وكبار السن، مع اخراج احترافي في قالب انساني.
في المقابل يجب عدم اغفال الترويج الإعلامي المكثف، للعواقب الوخيمة الناتجة عن القاء ملايين اللاجئين في مناطق عمليات الأونروا الخمس في جب الفقر والجوع، ومآلات ذلك وتأثيره الكبير على الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي قد يهدد مصالح هذه الدول، وفي المقدمة منها الكيان الصهيوني، المتسبب في نكبتهم ولجوئهم.