عماد عفانة يكتب: رئيس الموساد وجبهة المقاومة الأقل تكلفة ... من يلتقط اللحظة...!!.

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 2 يونيو 2022, 11:37:07 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

التحذير الذي أطلقه رئيس جهاز الموساد الأسبق "تامير فاردو" من أن الكيان قد دخل مرحلة التدمير الذاتي والسير نحو الهاوية وذلك في ظل حالة من التشرذم غير المسبوق.
يذكرنا بأن كثيرون قالوا سابقا من قاله فاردو اليوم، ولكن بأشكال وأوصاف وأساليب مختلفة، لكن الفرق في دقة وحقيقة التوصيف، فالتوصيف لم يصدر عن محلل سياسي، أو صحفي هاوي، أو كاتب عامود، بل صادر عن رئيس الموساد الرجل الأكثر اطلاعا على حقيقة الأوضاع في الكيان، سياسيا، اجتماعيا، اقتصاديا، ثقافيا، عسكريا، أمنيا... الخ. 
تحذير "فاردو" الذي ورد خلال كلمة له أمام "مؤتمر أمني أمس الأربعاء، من أن الكيان اختار تشغيل نظام التدمير الذاتي، قائلاً: "رجاءً توقفوا قبل فوات الأوان، فلم نتعلم شيء فنحن نعيش في قرية عالمية يرى ما بداخلها أمام الجميع والجميع يشاهدنا يومياً ويرى ما يحصل هنا فهل نحن مستعدون لقراءة الخطر الذي ينتظرنا، للأسف لم نتعلم شيء".


هذا التصريح لا التلميح يجب ان يشعل كل الأضواء الحمراء ليس في دوائر العدو العميقة، ولكن لدى جميع دوائر المقاومة، لالتقاط الفرصة التي طالما نبهنا اليها وطالبنا بها.


فمقاومة العدو الذي نشأ مع بذور فنائه في داخله، أسهل وأيسر وأقل تكلفة بكثير من أي جبهة مقاومة أخرى.
وبعيدا عما يشاع عن لعنة العقد الثامن، فان حجم التناقض الهائل داخل الكيان القادم أهله من شتات الأرض، لا يسمح له بعمر طويل، ويئد كل فرصه للاستمرار.
"دولة المستحيل التي نجت من 7 حروب ضد أولئك الذين لم يسلموا بوجودنا، دولة غنية ومؤسساتية، هايتك، زراعة، طب والمزيد، ولكنها دولة متشظية ممزقة وتنزف في الوقت الذي لم تغادرنا المخاطر وأعدائنا ينتظرون ساعة الصفر".
استمعوا جيدا أيها المقاومون، كيف يرسم لنا فاردو خارطة طريق، لناحية تعظيم فرص انهيار الكيان من الداخل، وتعميق عوامل الكراهية المتبادلة بين الصهاينة، فهي التي تعبر عن نظام التدمير الذاتي حسب فاردو.
بعد 4 انتخابات خلال عامين وحصول الحكومة الحالية على أغلبية في الكنيست؛ إلا أن أطرافاً في الكيان ترفض الاعتراف ب"نفتالي بينيت" كرئيس فعلي للحكومة، فئة تعارض القوانين التي يطرحها الائتلاف الحكومي أياً كانت، لإلحاق حالة من الشلل بالحكومة على حد تعبير فاردو.
فاردو لم يفوته الاستدلال على ضعف الكيان، بالجدل الذي سبق وصاحب مسيرة الأعلام الأخيرة في القدس، والتي استغرقت المشاورات والاستعدادات لها أسابيع، ما يبعث على الشك في مدى السيادة على المكان، الذي وخلافا لكل عواصم العالم يحتوي على مخيمات للاجئين، مع قوانين عنصرية تميز بين سكانها.

تحذيرات فاردو من القنبلة الموقوتة، لم يستثني التحذير من حرب اهلية حال اتخاذ قرار بإخلاء المستوطنات. 
أيها المقاومون، أيها المناضلون، أيها الصابرون الصامدون المرابطون على هذه الأرض، يا قادة هذا الشعب فصائل وتنظيمات، يقع على عواتقكم التقاط اللحظة، لناحية توظيف وتعظيم وتعميق فرص تفكك وتشظي الكيان من الداخل.
فالعمل على هذه الجبهة يوفر على شعبنا كثير من الدماء الغالية، وكثير من الجهد والوقت والمال، لأنه يحتاج فقط إلى إعمال العقل، وكثير من المكر والدهاء، لجعل تدميرهم في تدبيرهم، وقلب السحر على الساحر، فالعدو القادم من شتات الأرض، ومن بيئات وثقافات وخلفيات وطوائف مختلفة، أولى منا بالفرقة والانقسام والاختلاف والصراع.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)