عماد عفانة يكتب: عرين الأسود ... خيار الثوار نحو إطلاق انتفاضة القدس

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 15 أكتوبر 2022, 9:09:17 ص
  • eye 430
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فيما تصر المقاطعة في رام الله على ابقاء طقوس الانقسام المزمن، وملاحقة سلاح المقاومين، قتل العدو أكثر من مئة شهيد في الاشهر الأخيرة، إضافة لآلاف الجرحى ومئات الأسرى الجدد.

وفيما تكبل قوات الاحتلال الصهيونية تساندها أجهزة التنسيق الامني كل محاولات الفصائل لإطلاق مقاومة جادة تتطور نحو انتفاضة شاملة جديدة، صعد العدو من جرائمه وانتهاكاته بحق القدس والأقصى وصولا الى شرعنة كل الطقوس التلموذية في المسجد الأقصى، والتي كانت حتى الامس القريب ممنوعة قانونا خوفا من ردة الفعل الفلسطينية التي عقرتها سلطة المقاطعة.

وفيما تواصل أجهزة المقاطعة الأمنية حظر وملاحقة كل قوى المقاومة بكافة الطرق والاشكال، بداعي العداء الحزبي، وتجسيد الانقسام المرعي من أعلى هرم السلطة.

كان لابد من طريق ثالث يلتف على هذا الاستعصاء الحزبي المزمن، لصالح إطلاق مقاومة غير ملونة غير محزبة غير منحازة سوى لفلسطين، ولا طريق لها لتحقيق التحرير سوى المقاومة، بعد ان فشلت كل خيارات المنظمة والسلطة وفصائلها، الى طريق مسدود بعد عشرات السنوات من المفاوضات الفاشلة.

طريق ثالث يستقطب كل المؤمنين من كافة القوى والفصائل بالمقاومة كطريق للتحرير والعودة، الذين يرون في القدس قبلة للثوار، وفي البنادق الثائرة طريقا للحرية.

فكانت كتيبة «جنين» ثم كتيبة «نابلس»، ثم أنجبت جبال «نابلس» «عرين الأسود»، ليستبدل إطلاق الرصاص في الهواء، بإطلاقه نحو صدور المحتلين وقطعان المغتصبين.

وفيما يسود صمت عربي رسمي مفجع، على تغول الاحتلال على قبلة المسلمين الأولى، حتى أنه لم يعد حتى يستنكر أو يشجب عبر البيانات الركيكة، كان لابد من إطلاق صوت أزيز الرصاص في الفضاء الحر ليوقظ الجميع من وهم الغفلة والاستسلام لواقع بات من المستحيل أن يستمر.

وفي الوقت الذي لم يعد يراهن فيه أحد على نجاح اتفاق المصالحة في الجزائر، كونها نسخة مكررة لعشرات بل ربما مئات من الاجتماعات بالخصوص، وعلى مدى 15 سنة، وعلى جغرافيا ممتدة من مكة الى مخيم الشاطئ إلى والدوحة وبيروت، والقاهرة، لم تختلف مخرجاتها في شيء
عن الورقة التي خرجت من الجزائر كعنوان للاتفاق، وبمحاورها المكررة، تفصيلا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة، وإعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية، واعادة انتخاب المجلس الوطني.

كان لابد من طريق ثالث، طريق عابر للانقسام، يجسد الوحدة الوطنية ليس في حكومة وحدة وطنية بشروط أمريكية او صهيونية، بل في قيادة جادة تجسد في الميدان انتفاضة جديدة، انتفاضة القدس مهوى الأفئدة وقبلة الثوار، وتترجم طقوس الوحدة عبر التسابق المحمود في مقارعة العدو وكي وعيه لكف يده عن الايغال في دمنا.

فما أحوج شعبنا اليوم الى قيادة عاقلة تكون نتاج استخلاص العبر من عشرات السنين من الكبوات، وزبدة الوصايا والنصائح والاستخلاصات من عشرات الملاحم التي خاضها شعبنا على مدار أكثر من 74 من المواجهة.

قيادة قادرة على رفع كلفة الاحتلال، بالقدر الكفيل بإقناعه بل اجباره على التراجع والانسحاب بل والانكفاء، تكون معبرا لانتقال المقاومة الفلسطينية إلى طور جديد، نحو بلور وحدة كفاح الشعب الفلسطيني من غزة إلى القدس والداخل المحتل منذ نكبة 1948، وصولا الى أكثر من نصف شعبنا الفلسطيني في المخيمات والمنافي والشتات.
لناحية توظيف الحشود المليونية الفلسطينية في داخل فلسطين التاريخية وخارجها لتعكس حيوية الشعب الفلسطيني، وتجسد حلم وتوق أجياله الصاعدة، لاستئناف مقاومة صلبة جماهيرية ومسلحة، تشطب عمليا أوسلو وتتجاوز ملحقاتها ومتطلباتها الأمنية والاقتصادية، وتسقط الاعتراف المشين بشرعية الاحتلال على كامل الأرض الفلسطينية، ليصبح التحرير والعودة أقرب الى التحقق اكثر من أي وقت مضى.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)