عماد عفانة يكتب: غزة ودروس زلزال تركيا

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 13 فبراير 2023, 12:34:28 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تركيا تعرضت لزلزال كبير مفاجئ هو الأكبر منذ 100 عام في منطقة زلزالية


غزة تعرضت وما زالت لزلازل صغيرة بفعل آلة الحرب الصهيونية الباطشة التي دمرت مناطق بأكملها، وهدمت أبراج وشردت مئات بل الاف الأبرياء والعوائل.

سرعة استجابة تركيا حكومة ومنظمات محلية ودولية وقوى شعبية ومجتمعية كبير، نفتقر لمثله في غزة، مع الاخذ بعين الاعتبار تفاوت القدرات والإمكانات الكبير بين تركيا الدولة الكبرى الغنية، وبين غزة الفقيرة والمحاصرة.

إذا كانت تركيا قد فاجأها الزلزال، فان غزة ما زالت تتوقع زلازل تحدثها صواريخ الاحتلال في أي وكل عدوان للاحتلال كان آخرها فجر اليوم.

وعليه نتوقع ان تستفيد غزة حكومة وقوى شعبية ومجتمعية ومنظمات إنسانية واغاثية من دروس زلزال تركيا لجهة الاستفادة من:


- صورة وشكل وتفاصيل برنامج الاستجابة الحكومي الطارئ، والتي تمكنت من خلاله من السيطرة على كامل المشهد بسرعة واقتدار، من خلال تشكيل غرفة طوارئ منعقدة على مدار الساعة، تضم الجميع بكل ما تعني الكلمة، ونجحت من خلال هذه الغرفة التي مثلت جميع مراكز التحكم والسيطرة في كل الوزارات والسلطات الحكومية، في تنسيق كافة الجهود الدولية والشعبية والمجتمعية لتصب في صالح إغاثة حقيقية تذهب لمستحقيها.

- قدرة الإدارة الأمنية على قطع الطريق على كل من حاول استغلال نكبة الناس في الاغناء غير المشروع من خلال المساعدات، او من خلال نهب ممتلكات الناس وبيوتهم المهجورة.


- القدرة على استنفار وتحشيد القوى المجتمعية والشعبية التي انطلقت بشكل شبه منظم، لتغطي عجز الحكومة في الوصول الى بعض المناطق او بعض المنكوبين من الناجين.

- القدرة على استنفار كافة قدراتها الحكومية، في إعادة تأهيل شبكات الماء والكهرباء وبعض الطرق والموانئ والمطارات، لتسهيل التنقل والوصول للمناطق المنكوبة، ما يعطي غزة وبلدياتها ومجالسها المحلية فضلا عن وزاراتها، فرصة لتشكيل فرق طوارئ شعبية من المتخصصين في كافة المجالات لإسناد فرقها الرسمية في حالات الطوارئ والكوارث.

- الالتفات بحزم الى مسؤولية ملاك العقارات التي تعرضت للهدم بشكل سريع إثر الزلزال بشبهة الغش في عملية البناء، ما فاقم من حجم الضحايا في الزلزال، ما يعطينا في غزة فرصة للاستدراك لجهة فرض شروط هندسية صارمة تراعي مطابقة جميع المباني للمواصفات المثلى لمقاومة الزلازل والهزات، وغزة تتعر ض بشكل مستمر لزلازل صغيرة وهزات بفعل صواريخ العدو الكبيرة.


- تركيا على كبرها وعراقتها احتاجت فرق إغاثة دولية لتغطية مناطق الزلزال الواسعة، لكن على غزة المحاصر ان تعتمد على نفسها، وان تتحضر لمثل هذا الموقف بالعمل على تجهيز وتأهيل فرق انقاذ واغاثة في كل مربع سكني وليس في كل مدينة او مخيم فقط، خاصة وان البعض يحذر من احتمال تعرض المنطقة بأكملها لزلازل قريبة.

- تعاني تركيا الان كما سوريا من نفاذ حتى الخيام للإيواء المشردين، ما يعطينا فرصة للتجهز منذ الان لمثل هذا الموقف، وتجهيز مخازن كاملة في مناطق آمنة تحوي كل ما يلزم لإغاثة مئات الالاف في كارثة مشابهة.

- غني عن القول ان تشكيل غرفة عمليات إعلامية، تضم الجميع ولا تستثني أحد، لا يقل أهمية عن تشكيل غرفة عمليات وطوارئ للاستجابة لمتطلبات الكوارث.

- نسأل الله أن يجنب شعبنا وأمتنا النكبات والكوارث، ولكن الاستعداد لازم والاحتياط واجب.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)