- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: نحو وقف نزيف المقاومة في الضفة
عماد عفانة يكتب: نحو وقف نزيف المقاومة في الضفة
- 6 يوليو 2022, 10:30:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في اعقاب العمليات البطولية التي نفذها المناضلون الابطال حازم رعد وضياء حمارشة وعاصم البرغوثي وأشرف نعالوة وغيرهم من الأبطال، والتي عكست عملياتهم اتجاه المعركة باتجاه استهداف قلب العدو، فاخترقت حصونه واستهدفت ثكناته وحواجزه، ونالت منه في عقر قلاعه التي ظن أنها محصنة.
بدأ العدو هجمته المرتدة في محاولة دامية من العدو لإبقاء المعركة في اتجاه واحد وهو الاتجاه الذي يستند على الاستمرار في الهجوم على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية المحتلة بكافة السبل والوسائل بهدف جز عشب المقاومة باستمرار والذي يصاحبه القتل والاغتيال والايغال في قمع واعتقال كل نفس مقاوم.
ليحقق العدو هدفين الأول على المدى القريب ويتمثل بوقف العمليات البطولية في قلب مدن كيانه ومغتصباته وثكناته، والقضاء على كل خطر قد يهدد الاحتلال وجنوده في مدن وقرى الضفة، فضلا عن مجرد التفكير باختراق قلاع العدو المحصنة ومغتصباته التي يعيش فيها هانئاً آمنا فوق أرضنا في الداخل المحتل.
وليحقق هدف آخر بعيد يتمثل بكي وعي شعبنا في الضفة عموما وكي وعي الأجيال الصاعدة على وجه الخصوص، وكأنه يريد بنشر مشاهد القتل والدم والدمار أن يزرع في أذهان الأجيال الصاعدة أن هذه عاقبة كل من يفكر في سلوك درب المقاومة والنضال.
ولوقف نزيف المقاومة في الضفة عموما وفي جنين على وجه الخصوص، ننصح المقاومة هناك سواء كتيبة جنين أو كتيبة نابلس العتيدة:
- أن تحرص على مواصلة النضال ولكن بسرية تامة بعيداً على جميع وسائل الاتصال والتواصل الالكتروني التي يمكن رصدها وتتبعها والوصول إلى صاحبها.
- انهاء ظاهرة الاستعراضات بالسلاح أو دونه، لأن للعدو من العملاء وأجهزة الرصد ما يساعده على تحديد وتشخيص المناضلين الحاليين والمحتملين، مما يساعده على وضع خطة خفية لاصطيادهم كالعصافير والقضاء عليهم بسهولة.
- تشكيل جهاز أمني قوي من كافة أذرع المقاومة، لحفظ ظهر المقاومة من العملاء والمندسين، ورفع درجة التنسيق بين أجهزة المقاومة الأمنية بما يحول أو يحد من اختراق العملاء لصفوف المقاومة وحواضنها الآمنة.
- وضع خطط المقاومة بناء على إبقاء اتجاه المعركة لتحقيق استراتيجية خير وسيلة للدفاع الهجوم، وألا تستنزف المقاومة جهدها في الدفاع عن المدن والقرى والمخيمات، لأن هذا يفوق طاقتها في ظل موازي القوى الحالية، واحياء المقاومة الشعبية بكل وسائلها الإبداعية للتصدي للاحتلال واستنزافه.
والعمل عوضا عن ذلك على تصدير المناضلين والخلايا الفدائية إلى قلاع العدو المحصنة في الداخل المحتل وفي المغتصبات، ليسعد شعبنا مرة أخرى برؤية الهلع والتخبط والخوف الذي يصاحب هذه العمليات، والتي يضطر العدو معها الى سحب جانب مهم من قواته لحفظ أمنه الداخلي الهش.
- نشر العشرات من الخلايا الكامنة في قلب مدن الكيان وقلاعه، لتبدو وكأنها ذئاب منفردة، لا تتحرك إلا بإيعاز ضمن خطة محكمة، تستهدف كي وعي العدو، لجهة إيصال رسائل بالدم له، أن كل اعتداء او اعتقال او هدم او اغتيال في شعبنا، سيقابله ثمن من أمن وسلامة وأرواح جنوده ومغتصبيه.
- غزة من جانبها، وبكل ما توفر لها من خبرة عسكرية وأمنية، بات مطلوباً منها وبإلحاح وضع خطة قوية وبرنامج محكم وطويل المدى للعمل على تصدير تجربتها وتوجيهاتها ونصائحها الغالية للمقاومة في الضفة المحتلة بكافة السبل والوسائل المتاحة، وقد وفرت مواقع التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية لتحقيق ذلك، فلنجعل من المعرفة والتجارب والعمليات الأمنية والعسكرية ثقافة لدى شعبنا وأجيالنا في الضفة.
الأمر الذي سيثري وبشكل مباشر من تجربة مقاومتنا في الضفة لتصبح أكثر تأثيرا وايلاما للعدو، وسيخفف من الخسائر في صفوفها، وبشكل غير مباشر ستنتج هذه الثقافة العشرات بل ربما المئات من الذئاب المنفردة التي نأمل من الله أن تشفي عملياتها صدور شعبنا المكلوم.