مقولة مصر أولاً هى أكثر مقولة تم فهمها بشكل خاطئ فى تاريخ مصر الحديث.

بلا شك عند أى مصري وطنى فمصر أولاً ولكن أن يتم تحريف مفهوم مقولة مصر أولاً لكى يتحول إلى إنعزال مصر عن محيطها الإقليمي ،

ورؤية بعض المصريين لما يحدث بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى فلسطين المحتلة على انه أمر لا يعنينا ،

 والفلسطينيون مسئولون عن حل مشاكلهم بعيداً عن مصر ، فهذا خطأ فادح فى فهم معنى مصر أولاً.

- مصر أولاً تعني ألا تسمح مصر بقيام كيان عدوانى مسلح على حدودها بما يمثل تهديداً مستمراً لشعبها.

- مصر أولاً تعنى إن المشروع الإسرائيلي الذى أقام دولة تطل على البحرين المتوسط والأحمر الهدف منه هو التمتع بنفس مزايا مصر الجغرافية وخصوصية موقعها ،

 وهو ما لا يمكن القبول به لمن يؤمن أن مصر أولاً.

- مصر أولاً تعني ألا تنسحب مصر من أفريقيا بدءً من عهد الرئيس السادات وتترك إسرائيل تحتل مواقعها فى الدول الأفريقية وبالذات فى دول حوض نهر النيل شريان حياة المصريين.

- مصر أولاً تعنى أن قيام كيان مبنى على دعاوى دينية توراتية وجلب سكان يهود له من شتى أنحاء العالم بما شكل تصاعد للمد الدينى اليهودي المتطرف،

أدى كرد فعل لمد دينى إسلامي متطرف فى مصر ، ألا يلفت النظر أن مصر خرج منها أكثر رموز التطرف الدينى الإسلامى منذ نشأة إسرائيل.

- مصر أولاً .. لو تعمق دعاة ما يسمى برفض حكم الجيش فى تاريخ مصر لأدركوا أن قيام كيان عسكري مسلح فى فلسطين المحتلة ،

 كان هو الدافع الرئيسي لاستيلاء ضباط الجيش على السلطة فى مصر بثورة 23 يوليو 1952 ، الضابط جمال عبد الناصر رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة التى حاصرها الصهاينة فى الفالوجة ، 

نبتت فكرة الثورة فى رأسه وهو تحت الحصار ، وعاد من الحرب لكي يؤسس تنظيم الضباط الأحرار ويخطط للثورة التى ستقضي على النظام الملكي الذى تسبب فى هزيمة الجيش المصري ، 

يام دولة يحكمها الجيش فى فلسطين المحتلة هو السبب الرئيسي لقيام جمهورية الضباط فى مصر ، ولن يخرج الجيش المصري من السياسة فى مصر طالما ظل الكيان الصهيوني قائماً على حدود مصر الشرقية.

- مصر أولاً .. الكيان الصهيونى رغم السلام مع مصر منذ عقود يسعى لإفساد خطط مصر للتحول لمركز لتصدير الغاز الطبيعي ويطمح لسرقة الدور المصري.

- مصر أولاً تعني ألا تسمح مصر بطموح إسرائيل لوراثة دورها كقوة إقليمية كبرى فى العالم العربي وأفريقيا ، لأن إسرائيل سرقت أرض فلسطين كمرتكز للقضاء على مصر.

- ما سبق غيض من فيض كاشف لخطورة وجود إسرائيل على بقاء مصر ومستقبلها لذا فأى مصيبة تحل بإسرائيل تصب فى مصلحة مصر ، وأى نفع يعود على إسرائيل هو ضار بمصالح مصر.

- لم يطالب الفلسطينيون أحد بخوض معاركهم نيابة عنهم ، ولكن ما يقوم به الفلسطينيون من مقاومة يصب فى مصلحة مصر ،

 ولابد من تحرير معنى مقولة مصر أولاً ، لأن مصر المنعزلة المنسحبة من أدوارها فى محيطها الحيوي ، تكالبت عليها الذئاب لوراثة دورها.

- فلسطين قضيتى لأن مصر أولاً عندي ، ومصر القوة الإقليمية العظمى لن تتحقق إلا باضمحلال إسرائيل وزوالها.