عمر الحسون الهاشمي يكتب: ومن بلاد العرب الضائعة

profile
عمر الحسون الهاشمي باحث في التاريخ العربي والإسلامي
  • clock 15 يونيو 2022, 2:54:33 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

‏بني شنقول - قمز Benishangul-Gumuz (الأمهرية : ቤንሻንጉል -- ጉምዝ) تقع اليوم غرب إثيوبيا كانت بالماضي تسمي المنطقة السادسة. عاصمتها أسوسا. وهذه المنطقة تواجه تحديات كبيرة في التنمية الاقتصادية. بني شنقول هي أرض عربية سودانية مصرية كانت تتبع المملكة المصرية سلـّمها الإنجليز لإثيوبيا
ومازال أهلها يناضلون للعودة للسودان. وفيها يقع سد النهضة، الذي يرفضه الأهالي.
‏تعد قبائل «بنى شنقول»، أكثر القبائل كثافة بالإقليم، لذلك نسب الإقليم إليها، وذلك طبقًا للدستور الفيدرالي الإثيوبي الذى ينص على تسمية الأقاليم بأكبر جماعة عرقية فيها، والجدير بالذكر أن "بني شنقول"


‏لا زالت تصر رغم مضايقة السلطات الاثيوبية على الحفاظ على اسمها للدلالة على الانتماء إلى العرب والإسلام ؟.


‏ترجع أصول بني شنقول إلي المجموعات العربية التي هاجرت إلي أقصي جنوب النيل الأزرق إلي إقليمهم الحالي ثم تزاوجوا من القبائل المحلية وعرف  جزء منهم باسم الوطاويط وهم المجموعات
التي هاجرت إلي إثيوبيا والمنطقة الحدودية في فترة متاخرة. ويعتقد أن قبائل البني شنقول العربية هاجرت من مصر والسودان هربا من بطش محمد علي باشا 
‏مارس فرسان البني شنقول العنف ولم يرضخوا إلي سلطان ملوك الأحباش.
‏لعب البني شنقول دورا مهما في حرب تالإيطاليين وثاروا علي الوجود الإيطالي بعد سقوط أم درمان في يد القوات البريطانية تدخلت إثيوبيا واحتلت منطقة فازوغلي والروصيرص ولكن الإنجليز بقيادة الميجور پارسونز أجروا مفاوضات مع الملك منليك الثاني وخرجوا باتفاق معاهدة أديس أبابا 1902 بموجبه يحتفظ الملك منليك الثاني بإقليم بني شنقول ذي الأغلبية العربية  المسلمة الذين يتحدثون اللغة العربية، وأن يسحب قواته إلي منطقة جنوب فازوغلي والروصيرص عند منطقة باردا–بمبدي والتي هي المدخل الشرقي للنيل الازرق في الشريط الحدودي وأن يسحب قواته (الأحباش) الذين هاجموا منطقة القلابات وتسلم الي السلطات المصرية الانجليزية علي اعتبار أنها أراضي مصرية.
بعد اعلان ضم اقليم بني شنقول الي الإمبراطورية الحبشية لم يجدوا الترحيب الكافي من السلطات الامبراطورية واعتبروا مواطنين من الدرجة الثانية وفي بداية عام 1931، بدأ أول تمرد رسمي علي السلطات الامبراطورية في أديس أبابا وكانت مطالبهم متمثلة في الآتي
العودة بإقليمهم إلي الاراضي السودانية علي أساس أن أراضيهم وشعبهم جزء لا يتجزأ من السودان كونهم عرب ومسلمون وقوبل هذا الطلب بالعنف وعدم القبول كما انهم طالبوا  بحكم ذاتي في اطار الدولة الاثيوبية وهذا المطلب قوبل بالقوة والرفض خلال حكم الامبراطور هيلاسيلاسي ومنقستو
استمر النشاط المسلح لعناصر البني شنقول.
‏الجدير بالذكر أن  كل قبائل بني شنقول تعتبر أن وصفها بأنها قبائل إثيوبية أي حبشية إساءة لها ولتاريخها, خاصة أن إقليم بني شنقول اجتماعيًا وجغرافيًا وسياسيًا كان جزءًا من الأراضي السودانية حتى عهد المهدية،
حيث إن الإقليم تبع إثيوبيا منذ العام 1902م وهذه التبعية سياسة، أما اجتماعيًا فما يزال ارتباط القبائل بالسودان روحيًا ووجدانيًا .. انتماءًا وولاءًا، وذلك على الرغم من انقضاء أكثر من قرن منذ احتلاله من قبل الأثيوبيين.
‏والله غالب على أمره ولا حول ولا قوة إلا بالله


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)