- ℃ 11 تركيا
- 4 ديسمبر 2024
فؤاد بكر يكتب: آليات جديدة للشرق الأوسط الجديد
فؤاد بكر يكتب: آليات جديدة للشرق الأوسط الجديد
- 3 ديسمبر 2024, 11:12:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد الفشل الاسرائيلي في حربه على لبنان وغزة والمنطقة، هدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الشرق الأوسط في حال لم يتم إطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حيث ان هذه التهديدات تهدف الى تسريع عملية المفاوضات التي تجري سريا بين كل من الولايات المتحدة الاميركية ومصر والعدو الاسرائيلي.
إضافة الى تركيا التي تحاول ان تحتل موقعا سياسيا في المفاوضات، بعد أن تجمدت الاتصالات نسبيا مع الوسيط القطري، علما أن هذه التهديدات لم تأت من قبل الفريق المفاوض في ادارة ترامب، انما نتيجة مبادرة سرية اسرائيلية مع ادارة بايدن.
وعلى الرغم ان ترامب لن يتمكن من القيام بهجمات عسكرية أميركية ضد المقاومة الفلسطينية أكثر مما قامت به إسرائيل، رغم أن الولايات المتحدة الاميركية شريكة في الابادة الجماعية التي تستمر في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر عام 2023 الى الان، الا انه سيضغط من خلال استخدام ثلاثة أساليب مغايرة، تعتمد بشكل مباشر على ضرب تمويل حركة حماس وتقييد تحويلاتها المالية بعد الحرب.
وحظر الجمعيات الاوروبية والاميركية من تحويل اي مساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضغط على قطر لوقف تمويلها لحركة حماس. والاسلوب الثاني الذي يمكن ان تقوم به إدارة ترامب الى فرض عقوبات اضافية على الجمهورية الاسلامية في ايران، من خلال بوابة دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية. أما الاسلوب الاخير الذي يمكن ان يقدم عليه ترامب هو عدم مشاركة الولايات المتحدة الامريكية في اعادة اعمار ما دمرته الة الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، وبعدها فرض عمليا صفقة القرن، والتي تنص على اعطاء 50 مليار دولار للسلطة الفلسطينية مقابل ضم 40% من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس، والغاء حق عودة اللاجئين الى ديارهم وتصفية الاونروا، واعتبار اعادة اعمار قطاع غزة هو من ضمن 50 مليار دولار التي أشارت اليها صفقة القرن عام 2020.
ومع محاولة اسرائيل استعادة تجربة الماضي، عندما احتلت داعش بعض المناطق العراقية، والذي أدى الى اغلاق الطريق البري من الجمهورية الاسلامية في ايران الى سوريا، يمكن اسرائيل من تبطيء عملية ترميم المقاومة اللبنانية قدراتها العسكرية، بعد ان فشلت بالقضاء عليه، ما يجعل الاسرائيلي يعتقد انه وبهذه الطريقة يمكن عزل المقاومة الفلسطينية وحماس عن محيطها، ويجعلها ترضخ للشروط الاسرائيلية، لاسيما في حال نجاح التطبيع السعودي – الاسرائيلي.
وبحسب الإعلام الاسرائيلي، فهناك تشجيع داخلي من قبل النخب الاسرائيلية لدعم المعارضة السورية بهدف اضعاف محور وقوى المقاومة في الشرق الاوسط، حيث نقلت قناة 12 الاسرائيلية ان التعامل مع الشيطان الذي لا تعرفه، من شأنه اضعاف المحور الايراني، ويغير دراماتيكيا وايجابيا لصالح اسرائيل في ميزان القوى الاقليمية.
وإنطلاقا مما سبق، يتأكد ان الولايات المتحدة الاميركية عاجزة الى الان ومعها اسرائيل عن تحرير الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية بالقوة، دون اجراء عملية تفاوضية بالشروط الفلسطينية، وربما التاريخ لا يعيد نفسه، انما الحاضر يكرر الماضي، فإن" إسرائيل" لم تتعلم بعد من تجاربها السابقة في الية التعاطي مع حركات التحرر الوطنية، وانها لا يمكن انهاؤها او تصفيتها.