- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
ف. تايمز: لماذا نجا حفتر من الغضب الشعبي المتوقع بعد كارثة فيضانات درنة؟
ف. تايمز: لماذا نجا حفتر من الغضب الشعبي المتوقع بعد كارثة فيضانات درنة؟
- 30 سبتمبر 2023, 12:18:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل نجا قائد الشرق الليبي الجنرال خليفة حفتر من تداعيات كارثة فيضانات درنة، والتي أسفرت عن مقتل 4 آلاف شخص، على الأقل، وهي الكارثة التي أسهم فيها سدان قديمان في المدينة كانا يحتاجان إلى الصيانة وأهملتهما السلطات؟
يرى تحليل نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، وترجمه "الخليج الجديد"، أن قبضة حفتر وأمراء الحرب الليبيين في الشرق لا تزال قوية، وأنهم نجوا بالفعل من الغضب الشعبي الذي كان متوقعا أن يوجه ضدهم عقب الكارثة، رغم الاحتجاجات النادرة التي خرجت في درنة، الأسبوع الماضي، على خلفية ما حدث، لكن الأمر لم يتدحرج إلى احتجاجات عامة ضد الجنرال الذي كان عميلا للاستخبارات الأمريكية ويعمل تحت إمرته الآن مسؤولين أمنيين وعسكريين من عهد الزعيم السابق معمر القذافي، ويستخدمون نفس أساليبهم الوحشية في قمع المعارضين.
الناس يلومونه "سرا"
وينقل التحليل عن عماد الدين بادي، المحلل في المجلس الأطلسي: "قد يلومه الناس ضمنيا، لكنهم يعرفون ألا يتحدثوا ضده لأن ذلك سيهدد سلامتهم، بل ويمكن أن يكون مميتا".
ويقول محللون إنه من غير المتوقع أن تؤثر هذه المأساة على قبضته على المنطقة. إنه لا يتحمل أي معارضة ولا يجرؤ سوى القليل على التحدث ضده خوفًا من الانتقام.
وحظي حفتر بدعم الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا وفرنسا حيث قدم نفسه كشخص حيوي في المعركة ضد التطرف. لكن منتقديه يتهمونه ليس فقط بالمسؤولية عن القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، بل إنه يشكل حجر عثرة أمام إنهاء سنوات الانقسام والفوضى.
إعادة الإعمار
وحذر بادي، من المجلس الأطلسي، من أن إعادة الإعمار "سيُنظر إليها على أنها منجم يمكن لأمراء الحرب في الشرق الليبي القتال من أجله والحصول على رشاوى".
ويضيف: "من الواضح أن حصة الأسد من الرشاوى ستذهب إلى حفتر".
وقد تم تقسيم ليبيا بين إدارات متنافسة في الشرق والغرب، منذ اندلاع الصراع في أعقاب انتخابات متنازع عليها في عام 2014.
في ذلك العام، جعل حفتر من بنغازي معقلًا له وشن حملة وحشية ضد الإسلاميين المسلحين وغيرهم من المعارضين لحكمه.
وسقطت درنة، التي كانت تعتبر معقلا لمتشددين، تحت سيطرته في عامي 2018 و2019 بعد أن حاصرت قواته المدينة لمدة عامين.
جميع المعارضين متطرفون
ويقول التحليل إن حفتر لجأ لاستراتيجية تقوم على اعتبار أن جميع معارضيه هم من المتطرفين، وسوقت أبواقه لذلك في الغرب، مستغلا نجاحه في هزيمة تنظيم "الدولة" بشرق ليبيا، لا سيما في بنغازي، وإنهاء سياسة الاغتيالات التي نفذها متشددون في تلك المناطق.
وأثار حفتر حربا أهلية جديدة في عام 2019 عندما سار بقواته إلى طرابلس للإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة. وكان مقاتلوه مدعومين بمرتزقة روس من مجموعة فاغنر. لكنه هُزم في عام 2020 بعد تدخل تركيا لدعم حكومة طرابلس.
لذلك يعتقد المحللون أن حفتر سينجو من تداعيات كارثة الإعصار دانيال وما فعله في الشرق الليبي، لا سيما درنة.