- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
قبر يوسف بنابلس بؤرة صراع ساخنة منذ 55 عاما.. هل يقود إلى انتفاضة جديدة؟
قبر يوسف بنابلس بؤرة صراع ساخنة منذ 55 عاما.. هل يقود إلى انتفاضة جديدة؟
- 11 أبريل 2022, 12:25:33 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في ساعة مبكرة من فجر الأحد، اقتحم فلسطينيون مقام "قبر يوسف"، شرقي نابلس (شمال)، وحطموا مقتنياته، وأشعلوا النار فيه، قبل أن يتدخل الأمن الفلسطيني، وهو ما اعتبرته إسرائيل "تطورا خطيرا".
جاء ذلك، ردا على تصعيد إسرائيل عملياتها في مدينة جنين (شمال) ومخيمها، خلال الأيام الأخيرة.
ما حدث في "قبر يوسف" ليس الأول من نوعه، ولكن هذا المكان الذي يعد مقدسا لدى اليهود، ويقع تحت السيطرة الفلسطينية، يعتبر نقطة صراع منذ احتلال إسرائيل الضفة الغربية المحتلة عام 1967.
وحسب المعتقدات اليهودية، فإن عظام النبي "يوسف بن يعقوب" أُحضرت من مصر ودُفنت في هذا المكان، لكن عدداً من علماء الآثار نفوا صحة هذه الرواية، قائلين إن "عمر المكان لا يتجاوز بضعة قرون، وأنه مقام (ضريح) لشيخ مسلم اسمه يوسف الدويكات".
وفي تفاصيل الحادث، شارك عشرات الفلسطينيين، الأحد، في مسيرة انطلقت من وسط مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس، تنديدا بالإجراءات الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها، وفق شهود عيان.
وأوضح الشهود، أن المسيرة وصلت إلى مقام يوسف، في بلدة "بلاطة البلد"، حيث حطم المشاركون الأبواب ودمروا رخام القبر ومقتنياته، وأشعلوا النار في جزء منه.
ولفتوا إلى أن قوة من الشرطة الفلسطينية وصلت إلى الموقع، وأخلته.
ولم يصدر بعد أي تعقيب فلسطيني رسمي حول الحادثة، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس"، قال تصريح صحفي إن "انتهاك حرمة قبر يوسف أمر خطير للغاية، وإسرائيل ستحرص على ترميم المكان، وإعادته إلى سابق عهده على وجه السرعة، واتخاذ كافة التدابير تجنبًا لتكرار مثل هذا الحادث".
وأضاف في تصريحات أوردها موقع "واللا" العبري (خاص): "نقلت هذا الصباح رسالة حادة إلى السلطة الفلسطينية، المطلوب منها تكثيف تواجد قواتها في المكان فورًا، واتخاذ الإجراءات بحق الذين يمسون بالاستقرار والأمن والأماكن المقدسة".
بدوره، دعا رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، "يوسي داغان"، الجيش الإسرائيلي لإعادة السيطرة على قبر يوسف، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ويوجد "قبر يوسف"، في الطرف الشرقي لنابلس الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعتبره اليهود مقامًا مقدسًا منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967.
ومنذ ذلك الحين أصبح "القبر" وجهة دائمة للمستوطنين للصلاة فيه وإقامة الطقوس التلمودية، وفي العام 1986 أنشأ الاحتلال في المقام مدرسة يهودية لتدريس التوراة.
وفي عام 1990 تحول القبر إلى نقطة عسكرية يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وفي ذات العام صنفت وزارة الأديان الإسرائيلية القبر وقفا يهوديا.وشهد محيط "قبر يوسف" طوال السنوات السابقة صدامات دامية قتل فيها عدد كبير من الإسرائيليين والفلسطينيين أبرزها في العام 1996 عندما اشتبك الأمن الوطني الفلسطيني مع الجنود الإسرائيليين وسقط آنذاك قتلى من الطرفين، فيما يعرف بـ"هبة النفق".
وفي بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 وقعت اشتباكات عنيفة في محيط المقام بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي أدت إلى قتلى من الطرفين.
واضطر الإسرائيليون للانسحاب من المقام، وقام شبان فلسطينيون غاضبون بتدمير أجزاء من القبر لكن السلطة الفلسطينية قامت بترميمه فيما بعد.
ومنذ ذلك الحين يخضع القبر للسلطة الفلسطينية، غير أنه بقي نقطة صراع دائمة.وشكّل "قبر يوسف"، خلال السنوات الأخيرة، عنوان صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأسبوعيا يؤدي مئات المستوطنين طقوسا دينية في المقام بعد اقتحامه بحماية من الجيش الإسرائيلي ليلا.وعادة ما تندلع مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.وفي عام 2015 أحرق فلسطينيون المقام، ورفعوا العلم الفلسطيني عليه، ردا على استمرار المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، غير أن السلطة الفلسطينية عملت على إعادة ترميم المقام، وفرضت إجراءات أمنية مشددة في محيطة.
وفيما يقول اليهود، إن المقام، يضم قبر النبي يوسف عليه السلام، يقول الفلسطينيون إن المقام وقف إسلامي، وليس للنبي يوسف أي صلة به.
وقال أستاذ التاريخ في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، "أمين أبو بكر"، إن المقام وقف إسلامي، ومسجل في الأرشيف العثماني، ولا دخل لليهود فيه.
وأضاف: "تنتشر في فلسطين وبلاد الشام المقامات بشكل كبير، وبحسب الروايات يعود عمر القبر إلى 200 عام ليس أكثر".وتابع: "هناك عدة مقامات حملت اسم سيدنا يوسف، في مصر، وجنوب لبنان، وفلسطين بمنطقة جب يوسف، في عرابة قرب جنين ونابلس (شمال)، والخليل (جنوب)، وهذا دليل على أنها تسميات لا علاقة لها بالواقع".
وذكر أن الناس سابقا كانوا يطلقون أسماء الأنبياء على المقامات تقديسا لهم، ليس أكثر.
وعن مقام "يوسف" قال إن "الرسومات والصور القديمة لقبر يوسف، والتي يعود تاريخها للنصف الثاني من القرن التاسع عشر، تشير إلى أنه كان عبارة عن كهف صغير، ولم يكن يولى أي اهتمام".وتابع "الرحالة الأجانب الذين مروا بالمكان، لم يشيروا لوجود مجسم بنائي فوق المقام، وإنما كان كهفاً صغيراً يتم النزول إليه بعدة درجات".
المصدر | الأناضول