- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
قمة الناتو مع النظام الدولي ضد "وحشية روسيا" و"طموح الصين"
قمة الناتو مع النظام الدولي ضد "وحشية روسيا" و"طموح الصين"
- 23 يوليو 2022, 6:56:19 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ندد قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بـ"الوحشية المروعة" التي تمارسها روسيا في أوكرانيا وتعهدوا تقديم مزيد من الدعم لكييف لمواجهة الهجوم الروسي.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في قمة الـ"ناتو" في مدريد، "أوكرانيا يمكن أن تعتمد علينا طالما لزم الأمر".
وتشكل الحرب في أوكرانيا محور قمة لحلف شمال الأطلسي حيث يجتمع أكثر من 40 من قادة الدول والحكومات للبحث في مستقبل الناتو الذي ستتمكن السويد وفنلندا من الانضمام إليه بعد الضوء الأخضر التركي، فيما ستعزّز الولايات المتحدة وجودها العسكري في أوروبا "براً وجواً وبحراً".
واعتبر ستولتنبرغ أن روسيا تمثل "تهديداً مباشراً" لأمن دول الناتو. وأكد "سنقول بوضوح إن روسيا تمثل تهديداً مباشراً لأمننا".
وشدد على أن قمة مدريد "تاريخية" بينما يواجه الحلف "أخطر أزمة أمنية منذ الحرب العالمية الثانية".
وقال ستولتنبرغ، إن الناتو "سيحدث تحولاً في قوة ردعه" البالغة 40 ألف جندي ويزيد عدد قواته ذات الجاهزية العالية "إلى ما فوق" 300 ألف جندي. وأكد أن "هذا أهم إصلاح لدفاعنا الجماعي منذ الحرب الباردة".
وأوضح أن "الصين ليست خصماً ولكن علينا أن نأخذ في الاعتبار العواقب على أمننا عندما نرى الصين تستثمر بكثافة في المعدات العسكرية الجديدة". وكدليل على القلق، دعا حلف شمال الأطلسي قادة اليابان وكوريا الجنوبية للمرة الأولى، للمشاركة في قمته هذا العام.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة الناتو، أن بلاده "ستعزز وجودها العسكري في أوروبا" كي يتمكن الحلف من "الردّ على التهديدات الآتية من كل الاتجاهات وفي كل المجالات: براً وجواً وبحراً". وأكد أنه سيتمّ تعزيز الوجود العسكري والإمكانات العسكرية الأميركية في إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
كييف تطالب بالأسلحة
ودعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المشاركة في النقاشات وسيقوم بمداخلتين عبر الفيديو، في وقت تواصل كييف مطالبة شركائها بتزويدها أسلحة.
وقال ستولتنبرغ، إن دول الناتو التي سبق أن منحت كييف مساعدات بمليارات الدولارات، ستتفق في مدريد "على برنامج مساعدة كامل لأوكرانيا لمساعدتها على تحقيق حقها في الدفاع المشروع عن النفس".
وأكد، "من الأهمية بمكان أن نكون مستعدين للاستمرار في توفير الدعم لأن أوكرانيا تواجه اليوم وحشية لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
وكان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الموقف نفسه، داعياً الناتو إلى توجيه "رسالة وحدة وقوة" في ختام قمة لمجموعة السبع في ألمانيا نظمت قبل قمة الناتو. وشدد ماكرون على أن "روسيا لا يمكنها ويجب ألا تكسب" الحرب.
وسيدعو رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من جهته، كل دول حلف شمال الأطلسي إلى زيادة نفقاتها العسكرية رداً على الهجوم الروسي على أوكرانيا من أجل "إعادة تشكيل قوة الردع وضمان الدفاع خلال العقد المقبل"، وفق ما أكدت رئاسة الحكومة البريطانية.
انضمام فنلندا والسويد
وستكون القمة أيضاً فرصة لمباشرة عملية انضمام فنلندا والسويد اللتين قررتا الدخول إلى الناتو رداً على الهجوم الذي باشرته روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) وخرجتا بذلك عن حيادهما التقليدي.
وكانت تركيا العضو في الحلف منذ عام 1952، تعطل انضمام البلدين متهمة خصوصاً ستوكهولم وهلسنكي بإيواء ناشطين من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة “منظمة إرهابية”
وقال وزير العدل التركي بكر بوزداج اليوم إن بلاده ستجدد طلبات كانت قدمتها للسويد وفنلندا لتسليم أفراد تعتبرهم إرهابيين بعد أن توصلت الدول الثلاث لاتفاق في شأن سعي دولتي الشمال الأوروبي إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وعارضت تركيا مساعي البلدين بسبب ما وصفته بدعمهما لمسلحين أكراد وآخرين تعتبرهم إرهابيين إضافة لحظر الدولتين صادرات الأسلحة لتركيا وعدم تنفيذهما طلبات تسليم مطلوبين، واشترطت تنفيذ تعهدات ملزمة واتخاذ خطوات ملموسة لرفع معارضتها للأمر.
وبعد مفاوضات استمرت ساعات بين زعماء من تركيا والسويد وفنلندا ومسؤولين من حلف شمال الأطلسي في مدريد، وقعت الدول الثلاث اتفاقاً من أجل رفع أنقرة لمعارضتها للأمر بينما تعهدت الدولتان المرشحتان بعدم دعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية.
كما قالتا إنهما لن تدعماً شبكة رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تقول أنقرة إنه دبر محاولة انقلاب في تركيا في 2016 وتصف الشبكة بأنها منظمة إرهابية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية عن بوزداج قوله "ملفات عن ستة أفراد من حزب العمال الكردستاني وستة أفراد من شبكة كولن لا تزال رهن الانتظار في فنلندا وملفات تتعلق بـ 10 أعضاء في شبكة كولن و11 في حزب العمال الكردستاني قيد الانتظار في السويد. سنراسل الدولتين في شأن تسليمهم بعد الاتفاق ونذكرهم".
وأضاف أن فنلندا والسويد "ستتخذان كل الخطوات اللازمة لتشديد التشريعات المحلية لديهما" في شأن ذلك.
وذكر الاتفاق أن الدولتين المرشحتين "ستعالجان طلبات التسليم المعلقة التي تقدمت بها تركيا بسرعة وفي شكل شامل"، وأضاف أنهما "ستؤسسان لإطار العمل القانوني الثنائي اللازم" لتسهيل وتحسين التعاون.
ودائماً ما تطالب تركيا، العضو في حلف الأطلسي منذ أكثر من 70 عاماً ولديها ثاني أكبر جيش في الحلف، الشركاء بوقف دعم وحدات حماية الشعب الحليف الرئيس للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وقد تبادلت انتقادات متكررة مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا ودول أخرى في شأن هذه المسألة.
وقال ستولتنبرغ، إن "سياسة الباب المفتوح التي يعتمدها الحلف أفضت إلى نجاح تاريخي". وأضاف، "استقبال فنلندا والسويد في الحلف سيجعلهما أكثر أماناً والحلف أكثر قوة ومنطقة أوروبا- الأطلسي أكثر أماناً".
وفي بيان، هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن تركيا وفنلندا والسويد على توقيع الاتفاق. وقال، "فيما نبدأ هذه القمة التاريخية في مدريد، بات حلفنا أقوى وأكثر اتحاداً وأكثر عزماً من أي وقت مضى".
وسيسمح هذا الاتفاق لدول الحلف بإظهار وحدتها، إلا أن الدخول الرسمي للبلدين الذي ينبغي أن تصادق عليه برلمانات الدول الأعضاء الـ30 في الحلف، عملية طويلة تحتاج إلى أشهر.
البيت الأبيض: تركيا لم تطلب أي "تنازلات"
وأكد البيت الأبيض، أنه لم يقدم أي تنازلات لتركيا لضمان إعطائها الضوء الأخضر لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤول كبير في الرئاسة الأميركية لصحافيين، "لم يكن هناك أي طلب من الجانب التركي للأميركيين لتقديم تنازل معين". وأضاف طالباً عدم الكشف عن هويته، أن قرار تركيا "يوفر دفعاً قوياً" لوحدة حلف شمال الأطلسي.
وتركيا عضو مهم في الحلف الأطلسي وتتمتع بموقع استراتيجي حساس، لكن علاقاتها غالباً ما تتسم بالتوتر مع شركائها الأوروبيين ومع واشنطن، القوة العسكرية الأساسية في الحلف.
وبلغ التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا أوجه في 2019 حين أقصت واشنطن أنقرة من مشروع لتطوير مقاتلات شبح فائقة التطور من طراز "أف-35"، وذلك رداً على شراء الأتراك منظومة "أس-400" الصاروخية الروسية المضادة للطائرات.
وأخيراً، سعت تركيا إلى شراء مقاتلات أميركية جديدة من طراز "أف-16" وتحديث أسطولها من هذه المقاتلات، لكن هذه الصفقة يجب أن تحظى بموافقة الكونغرس الأميركي. ويحذر خبراء من أن الفيتو التركي على انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي يمكن أن يعتبره أعضاء في الكونغرس ابتزازاً من جانب أنقره ومحاولة تركية لانتزاع تنازلات أميركية.
وتعليقاً على هذه المسألة، قال المسؤول الأميركي للصحافيين، إن "الولايات المتحدة لم تقدم أي شيء يتعلق مباشرة بهذا الأمر". وشدد على أن قرار أنقرة رفع الفيتو هو ثمرة اتفاق ثلاثي تركي- فنلندي- سويدي ولا علاقة لواشنطن به.
وإذ لفت المسؤول إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن رفض أن تكون الولايات المتحدة "وسيطاً" بين تركيا وفنلندا والسويد أو أن تكون "في وسط" الاتفاق الذي توصلت إليه هذه الدول الثلاث، اعتبر أن بايدن يستحق الثناء على الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلها خلف الكواليس توصلاً إلى هذه النتيجة.
استراتيجية الحلف تجاه الصين
اعتبر حلف شمال الأطلسي، أن الصين تشكل "تحدياً لمصلحة" دول الـ "ناتو" وأمنها في خريطة الطريق الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدها خلال قمة مدريد.
وكتب الحلف في هذا المفهوم الاستراتيجي أن طموحات الصين المعلنة وسياساتها القسرية تتحديان مصالحنا وأمننا وقيمنا، مديناً الشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو ضد النظام الدولي.
وقال بيان نشرته قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في مدريد، إن الحلف دعا السويد وفنلندا للانضمام إلى عضويته.
وذكر البيان "ضم فنلندا والسويد سيجعل الحلفاء أكثر أمناً، وسيزيد من قوة حلف شمال الأطلسي وأمن منطقة أوروبا والأطلسي"، مضيفاً أن الحلف وافق أيضاً على مفهوم استراتيجي جديد.
ووصف البيان روسيا بأنها "التهديد الأكبر وأكثر تهديد مباشر لأمن الحلفاء في انعكاس لتدهور حاد في العلاقات مع موسكو منذ هجومها العسكري على أوكرانيا.
وتعهد الحلف بتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا ووافق على حزمة دعم تهدف لتحديث قطاع الدفاع لديها.
وفي الوقت نفسه، قرر الحلف تعزيز الردع والدفاع فيه بشكل كبير.
ووصف الحلف في البيان الصين بأنها تشكل تحدياً لمصالحه وأمنه وقيمه وقال إنها دولة تسعى إلى تقويض النظام الدولي المبني على قواعد.