"قناع بلون السماء".. رواية للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بـ"البوكر"

profile
  • clock 30 أبريل 2024, 9:17:32 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فاز الأسير الفلسطيني باسم خندقجي، بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عن روايته "قناع بلون السماء".

وفازت رواية الكاتب الفلسطيني بالدورة الـ17 للجائزة العالمية للرواية العربية، وكشف رئيس لجنة التحكيم الكاتب السوري نبيل سليمان عن اسم الرواية الفائزة بالجائزة خلال فعالية جرى تنظيمها في أبو ظبي.

واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين 133 رواية، ترشحت للجائزة لدورة عام 2024، باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين يوليو 2022 ويونيو 2023.

وتسلمت ناشرة الرواية رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة بالإنابة عن الكاتب الفلسطيني باسم خندقجي الأسير في السجون الإسرائيلية منذ 2 نوفمبر 2004، حين اعتقل في سنته الجامعية الأخير إذ كان يدرس الصحافة، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ثلاث مرات. وخندقجي من مواليد نابلس 1983.

قناع بلون السماء

تتحدث الرواية عن شخصية بإسم "نور مهدي الشهدي" الباحث المختص في التاريخ والآثار، الذي يعثر على بطاقة هوية زرقاء لشاب إسرائيلي يدعى "أور شابيرا"، داخل جيب معطف اشتراه من سوق الأغراض المستعملة، ولما كان نور (وتعني أورا بالعبرية) أشقر اللون بعينين زرقاوين أخذهما من أمه التي ماتت أثناء ولادته، فإن شكله وطلاقته في الحديث بالعبرية والإنجليزية، جعلا دوره "كإشكنازي" يبدو سهلاً ولا يثير الشكوك.

أما الشغل الشاغل لتفكير نور، هوصديقه الوحيد "مراد"، إذ يمثل الجانب العملي من الشخصية مقابل الجانب الرومانسي الذي يتمتع به نور، ويظل نور على امتداد الرواية يُجري حوارات متخيلة مع مراد، دون أن تصل رسائله إليه، باعتبار أنه كان يسجلها على هاتفه، ورغم ذلك فقد كان يتخيل ردود مراد العنيفة على مواقفه.

ويقوم نور بالتسجيل للعمل مع مؤسسة أميركية ستنقب عن الآثار في كيبوتس "مشمار هعيمق" المقام على أراضي قرية أبوشوشة المهجرة، وهو المكان الذي حدثت فيه واحدة من أكبر وأشرس المعارك التي جرت أثناء نكبة 1948، وكان مبرره الذاتي الذي أقنع نفسه به هو البحث عن صندوق مريم المجدلية ليثبت بعض الوقائع التاريخية، والتي جرت في "اللجون" أو مسيانوبوليس، أو مستوطنة مجدو، رغم أن إحدى رسائل مراد نصحته بوضوح أن يتجه كخبير آثار للتأكيد على ملكية أراضي الشيخ جراح، بصفتها قضية أهم وأكثر إلحاحا من البحث في تاريخ مريم المجدلية.

كما تدور الكثير من الحوارات بين "نور" و"أور"، ويتشبث كل برأيه، لكنّ أيا منهما لا يتنازل عن موقفه إلا في النهاية، حين يضطر أور إلى السكوت حين يواجهه نور بأن الحركة الصهيونية استثمرت الهولوكوست لتحويله إلى منظومة أخلاقية تشرعن التطهير العرقي، والنتيجة النهائية للحوار، يقول أور لنور عندما طلب منه أن ينظر إليه كإنسان، فرد أور: أخشى من اختفائي أنا إذا أصبحت أنت إنسانا.

كما يلتقي نور في الكيبوتس بسماء إسماعيل، الفلسطينية من حيفا، والتي تشارك في أعمال التنقيب، وهي التي دائما ما تواجه الإسرائيليين والأميركيين بموقفها من هويتها، وتصرخ بها بوضوح، أنها فلسطينية عربية، وأن الهوية الإسرائيلية مفروضة عليها، وأنها تتعاطف مع ضحايا النازية، ولكن ليس مع الصهيونية التي استغلت الضحايا لتصنع ضحايا آخرين من الشعب الفلسطيني.

صعوبات التأليف بالمعتقل

صرح، في وقت سابق، يوسف خندقجي، والذي يُعرّف نفسه بأنه الوكيل الأدبي لشقيقه، بأن الرواية واجهت صعوبات جمَّة، أهمها إدخال الكتب المطلوبة للأسير خندقجي، واستغراقه 6 أشهر لكتابتها في ظل ظروف السجن القاهرة، وحاجته لترتيبات خاصة تمكنه من التدوين، وإعادة نسخها ثانية وتهريبها لسجن آخر خشية مصادرتها.

وخارج السجن، احتاجت الرواية وقتا كبيرا للتجميع والتدقيق، حيث وصلت مجزأة عبر البريد الإسرائيلي وأسرى محررين، وساعد في ذلك امتلاك عائلة خندقجي واحدة من أقدم المكتبات في نابلس، وإنتاجهم الكثير من أدب السجون.

و"قناع بلون السماء" و"سادن المحرقة" و"شياطين مريم الجليلية" جزء من مشروع روائي يحمل اسم "ثلاثية المرايا" للأسير خندقجي بدأ بإنتاجه عام 2020، فكتب "قناع بلون السماء" عام 2022، وطُبعت بدار الآداب في بيروت.

وأُطلقت الرواية بحفل إشهار نظمته السفارة الفلسطينية في القاهرة ومعرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير 2023، وبعدها بشهرين أُعلن عنها في البلدة القديمة بنابلس.

التعليقات (0)