-
℃ 11 تركيا
-
22 مارس 2025
كاتب إسرائيلي عن نتنياهو: أمي هل أصبح من المسموح تسميته ديكتاتور؟
كاتب إسرائيلي عن نتنياهو: أمي هل أصبح من المسموح تسميته ديكتاتور؟
-
21 مارس 2025, 9:35:56 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كاتب إسرائيلي عن نتنياهو: أمي هل أصبح من المسموح تسميته ديكتاتور؟
نحن مترددون، هل توجد لنا قضية مع رجل عصابات يقوم بتصفية محقق، أو مع ديكتاتور يقوم بالقضاء على خصومه؟ أنا افضل رجل العصابات. فهو يمكن انهاءه، ولكن ديكتاتور؟. لحظة، هل يمكن تسميته ديكتاتور؟ هل ربما الوقت ما زال مبكرا جدا؟ وهل ربما يجب الانتظار الى أن يتم قطع رأس غالي بهراف ميارا؟ هل عندها لن نكون في ديكتاتورية؟ لدينا ذكريات صعبة من الديكتاتورية. لذلك، نحن سنسمي هذا “نظام مستبد”، مثلما في تركيا.
نتنياهو لا يريد أن يسجل في سجل التاريخ كالديكتاتور العبري الأول في العصر الحديث، لكن الاغراء كبير جدا. فهو يبدأ بحملة تطهير ستالينية ولا أحد يعارض ذلك. هو يشن حرب ويقتل مخطوفين، والجميع يؤدون التحية. هو لم يكن يريد أن يسمى ديكتاتور، لكن اذا لم يتم وقفه فسنراه بالزي العسكري لجنرال وهو يضع الأوسمة ويرتدي نظارات سوداء.
نحن نشاهد ونصمت. نشاهد كيف تسقط الشرطة وجهاز القضاء ينهار، ونقول إن هذا ما زال نظريا، لن يحدث هذا عندنا. ولكنه يحدث. لم يعد الامر يتعلق بحرب، أو لجنة تحقيق أو انتخابات. الحديث يدور عن حياة في ظل عائلة واحدة بدون قيود أو كوابح. هذا الفيلم لم نشاهده من قبل. لا توجد لدينا أي فكرة عما يفعلونه.
نحن رفضنا تصديق أن المشكلة هي نتنياهو، وليس الكراهية لنتنياهو. نحن نادينا بتحرير المخطوفين بدل المناداة لاسقاطه. نحن نتحمله لأنه لا توجد لنا الأدوات لمواجهة من هدفه هو فقط الوصول الى طريق مسدود، وأن يعلق هناك من اجل الاثبات بأننا عالقين معه الى الأبد. هل ربما نحن لم نصل الى الدرك الأسفل؟.
نحن اصبحنا هناك. وحيدو القرن في الاستوديوهات اصبحوا يشحذون قرونهم. يتكيفون بسرعة. بعد دقائق على الإعلان عن اقالة رونين بار بدأوا في مناقشة البديل. نحن في حالة ذعر. قوموا بتهدئتنا. نحن نريد من وحيدي القرن هؤلاء أن يقولوا لنا بأن الامر يتعلق بـ “خطوات سياسية”، وأن “المحكمة العليا ستتدخل”، وأنه “بعد لم يتم قول الكلمة الأخيرة”. اعطونا قصص أخرى عن معاناة المخطوفين. هي المخدر لنا. فقط لا تقولوا إننا نوجد في عوالم ظلامية، وأنه اذا نظرنا الى المرآة فسنرى هناك الاغبياء الذين سمحوا لذلك بأن يحدث.
هذا يحدث. ونحن في ازمة عميقة. الازمات لدينا تحطم ولا تجمع. عندنا لا نخرج منها أقوياء. ليس بعد قتل رابين أو بعد 7 أكتوبر. ولكننا لم نمر بعد بمثل هذه الازمة. هذه ازمة تحطم شعوب. ازمة تؤدي الى حرب أهلية. نحن عالقون ولا نعرف من الذي سينقذنا.
من الواضح أنه لا يوجد ما نعول عليه من الاحتجاج والمظاهرات. هي تنتمي الى عصر سابق.
بالنسبة للديكتاتورية فان الاحتجاج هو نكتة، لعبة أطفال. من أوقف رئيس الشباك هل سيجد صعوبة في تصفية من يرفع لافتة في كابلان؟ الاحتجاج فقط يؤخر ولا يسقط. لا تقولوا موتي اشكنازي، ذلك كان وقت آخر، شعب آخر، وسائل اعلام مختلفة. “الرأي العام” و”ضغط الجمهور” لا يعملان الآن. الديكتاتور لا يهمه اذا كان محبوبا. لا تحب، أنت ستدفع المقابل، نحن سنريك.
ليس الخطر على الديمقراطية هو ما يقلق. لتذهب الديمقراطية الى الجحيم. ما شأننا والديمقراطية؟ ما الذي نعرفه أصلا عن الديمقراطية؟ هل تعلمنا عنها؟ هل كان عندنا شيء كهذا؟ الديمقراطية جيدة عندنا للاحتفالات والخطابات وكي نشعر بأننا أبناء حضارة. من في الأصل يفكر فيها؟ نحن نفكر باليوم التالي.
اليوم التالي جاء أبكر مما هو متوقع. اليوم التالي اصبح هنا. في اليوم التالي نحن لوحدنا أمام الديكتاتور. لم تعد هناك حماس أو مخطوفين بيننا. إما نحن أو هو. هل نحن مستعدون. هل نحن مستعدون لشل الدولة والتجارة والمواصلات والصحة والتعليم؟.
لكن الوقت اصبح متأخر جدا. الوقت لم يعد مناسب. مع استطلاعات كهذه هو مضطر الى شن حرب. نحن نستيقظ فقط عندما يطرق الموت على الباب. آباء المخطوفين يحتجون. الآباء الثكالى غاضبون. الآخرون لا. الآخرون ليسوا لامبالين، بل هم مهزومون، يحنون الرؤوس ويرفعون الأيدي. صحيح، مثل القطيع الذاهب للذبح. هذا في جيناتنا. الذين يجلسون في البيت هم ليسوا استثناء. أيضا الالمان الجيدون جلسوا في البيت، الروس والأتراك أيضا. ولكن نحن لا نترك أهل غزة لحالهم، ونبقى نسألهم: لماذا صمتم ولم تنتفضوا.
بقلم: يوسي كلاين
المصدر: هآرتس









