طعام محدود و15% يغادرون خالي الوفاض

كارثة إنسانية مفتوحة بغزة.. المنظمات عاجزة ومجاعة تتسارع وسط صمت دولي

profile
  • clock 17 أبريل 2025, 3:25:42 م
  • eye 498
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أطفال غزة

ذكرت الأمم المتحدة أن الآلاف من أطفال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، في وقت لم يعد معظم السكان يحصلون سوى على وجبة واحدة كل يومين، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أقل بكثير من الحد الأدنى للبقاء".

وتشير التقارير إلى أن إسرائيل، بعد أن أنهت اتفاق التهدئة الشهر الماضي، جددت قصفها العنيف للقطاع، ما أسفر عن مقتل المئات، من بينهم عائلة كاملة مكونة من 10 أفراد خلال غارات ليلية.

أوضحت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يعتمدون حاليًا على المطابخ الخيرية كمصدر أساسي للغذاء، حيث يتم تحضير ما لا يزيد عن مليون وجبة يوميًا، وهو رقم لا يلبي سوى نصف الحاجة الفعلية للسكان.

في الوقت ذاته، توقفت برامج توزيع الغذاء الأخرى بسبب نفاد الإمدادات، وتحوّل ما تبقى منها لدعم هذه المطابخ التي باتت تواجه خطر الانهيار.

أسعار السوق ترتفع... والغذاء بات ترفًا

 

البديل الوحيد للحصول على الطعام في غزة هو السوق، إلا أن الأسعار ترتفع بشكل جنوني، في ظل نقص واسع في السلع الأساسية. ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن 80% من السكان باتوا يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية كمصدر وحيد للغذاء.

 

وأكدت الأمم المتحدة أن قطاع غزة يواجه الآن أسوأ أزمة إنسانية منذ أكتوبر 2023، مع انهيار البنية التحتية وشلل تام في سلاسل الإمداد.

 

المياه شحيحة والطوابير لا تنتهي

 

إلى جانب الجوع، تتفاقم أزمة المياه، حيث يضطر السكان إلى الوقوف في طوابير طويلة لملء عبوات مياه لا تتجاوز 6 إلى 7 لترات يوميًا للفرد، وهو أقل من الحد الأدنى الموصى به لتلبية الاحتياجات الأساسية.

 

زيادة في عدد الأطفال الجوعى وصعوبة في الوصول إليهم

 

في مارس الماضي، تم تسجيل أكثر من 3,600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، مقارنة بـ2,000 فقط في الشهر الذي سبقه. وقالت OCHA إن "تدهور الوضع الغذائي بات مرئيًا بوضوح".

 

ومع استئناف إسرائيل لعملياتها الجوية والبرية منذ 18 مارس، تراجعت قدرة فرق الإغاثة على الوصول إلى الأطفال، ما أدى إلى انخفاض عدد الأطفال تحت سن الخامسة الذين حصلوا على مكملات غذائية بنسبة 70%، ليصل إلى 22,300 طفل فقط، مقارنة بـ29,000 مستهدف.

 

وتعمل فقط 60% من مراكز العلاج البالغ عددها 173 مركزًا، في ظل نقص حاد في الإمدادات وتزايد الطلب.

 

كارثة إنسانية مفتوحة: المنظمات عاجزة

 

قالت أماندي بازيرول، منسقة الطوارئ في غزة بمنظمة "أطباء بلا حدود"، إن العاملين في المجال الإنساني أصبحوا "يشاهدون الناس يموتون وهم عاجزون عن تقديم المساعدة بسبب نقص الموارد".

وأضافت:

"ما يحدث ليس فشلًا إنسانيًا، بل خيار سياسي متعمد للهجوم على قدرة الناس على البقاء، دون أي مساءلة".

 

طعام محدود و15% يغادرون خالي الوفاض

 

أكد هاني المدهون، مؤسس مطبخ غزة الخيري، أن لديهم ما يكفي من الطعام لثلاثة أسابيع فقط، مشيرًا إلى أن ما يُطلق عليه "طعام" هو مجرد أرز ومعكرونة، دون أي خضار طازجة أو لحوم.

وأضاف: "15 إلى 20% من الناس الذين يأتون للمطبخ يعودون دون الحصول على شيء... الوضع مأساوي".

 

أكثر من 51 ألف شهيد ودمار شامل

 

منذ بدء الحرب، قُتل أكثر من 51,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما تم تدمير معظم قدرات الإنتاج الغذائي في القطاع، في حين نزح أكثر من 90% من السكان، وأصبحوا يعيشون في مخيمات أو مبانٍ مدمرة.

مجاعة تتسارع وسط صمت دولي

 

في ظل هذه المعطيات، تتجه غزة نحو كارثة مجاعة فعلية إذا لم يتم التدخل الدولي الفوري. الجوع والمرض والموت باتت يوميات لأطفال غزة، وسط صمت دولي مخزٍ، واستمرار الحصار الإسرائيلي، وعرقلة دخول المساعدات.

التعليقات (0)