- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
كلثوم الجوراني تكتب:عدت لأكتب
كلثوم الجوراني تكتب:عدت لأكتب
- 14 نوفمبر 2024, 12:42:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أمسكت قلمي لأكتب قصة لمحت في خيالي ، صور تتزاحم أمام عيني يرسمها خيالي هذه هي المرأة التي اريد أن اكتب قصتها تجلس امامي في مشهد حزين أمامها قطعة من قماش ترصف عليها بعض الحلوى لتبيعها على أطفال الحي فتجمع الربح القليل الذي تجنيه من بيع تلك الحلوى لتطعم ايتامها الصغار وانا ارسم صورتها سبقت دمعة ترقرقت في عينها ريشة خيالي وكأنها تقول إن أحزاني تفوق الخيال .
ازحت صورة جلوسها وهي تبيع الحلوى لارسمها وهي تفتش في مطبخها عن طعام يكفي أطفالها لليلة واحدة لعل الصباح يأتي بما هو افضل ، ثم التفت لاجدها تجلس عند كبير القوم لتترك ايتامها الصغار في بيته كأمانة لحين انتهاء قضية أرض أبيهم التي يريد اعمام اولادها أن يسلبوهم إياها بعد وفاة أبيهم ، رأيتها كيف تجر عبائتها وكأن عبائتها اثقل من حديد وهي تترك صغارها في بيت ذلك الرجل .
ثم نظرت إلى جهة أخرى لاراها كجندي عائد من الحرب يحمل بشرى الانتصار ، منتصبة القامة تمشي بزهو وكبرياء بعد أن كسبت قضية الأرض واعادت ارض اولادها لهم ، صور وصور حتى أنني خشيت أن تخرج بعض تلك الصور من إطار مخيلتي فتكون قصتي التالية قصة مشوهة .
أسرعت لاجلب دفتر القصص خاصتي وكنت امسك بقلمي ، جعلت التف حول نفسي وصغيرتي تلعب بالقرب مني .
اين دفتري ؟
منذ قليل كان هنا ، اين دفتري؟
جالت انظاري في زوايا الغرفة ، أنا متأكدة أن دفتري في هذه الغرفة لقد كان بيدي قبل قليل ، في بادئ الأمر كنت أفتش عنه بهدوء ثم بدأ صبري ينفذ ، بعثرت اوراقي التي كانت في درج مكتبي ، صرت ارمي الوسائد التي على اريكتي في كل مكان ثم استسلمت فدفتري غير موجود وربما لن اكتب قصتي هذا اليوم ، جلست على اريكتي يائسة محبطة ، احاول ان أعزي نفسي بجمع صور تلك المرأة الشجاعة التي اريد أن اكتب فيها قصتي الجديدة فأقبلت صور قصتي كعصافير تحط على نافذة خيالي أغمضت عيني لارى كيف أنها عملت كفلاحة في إحدى الأراضي من أجل تأمين لقمة العيش لأولادها ، ورأيتها كيف تجاهد مآسي الحياة لتسعد ايتامها ثم فتحت عيني لارى دفتري على الأرض ، قامت صغيرتي من مجلسها ويبدو أن دفتري كان تحتها دون أن تدري .
تناولت دفتري لأكمل قصة تلك الشجاعة ، هاهم اولادها يكبرون وأكمل بعضهم دراسته الجامعية ، هزلت وبأن الضعف في جسدها وتوالت الأمراض عليها ولكن ايتامها كبروا وها هم قد وصلوا إلى بر الأمان أصبحوا معتمدين على أنفسهم ورفعوا عن كاهل امهم مسؤولية معيشتهم وها هي تعيش بينهم كفراشة تتنقل بين الازهار وهي تتنقل في بيوتهم عزيزة مكرمة .