- ℃ 11 تركيا
- 17 نوفمبر 2024
كواليس احتلال بريطانيا لـ العراق لمدة 15 عاما
كواليس احتلال بريطانيا لـ العراق لمدة 15 عاما
- 5 مايو 2024, 3:20:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
احتلت بريطانيا، دولة العراق خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918، لتوسيع نفوذها في المنطقة ولضعف الحكم العثماني آنذاك.
بدأت حكومة الهند البريطانية، مع بداية الحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1914، بنشر "جيش الليفي"، وهو تشكيل عسكري مؤلف من مزيج من البريطانيين والهنود في منطقة الفيالق، وكانت أول خطوة لهبوط القوات البريطانية في منطقة رأس الخليج العربي بين الكويت والبصرة، حيث نشبت معارك بين القوات البريطانية والجيش العثماني الذي حظي بدعم من قبل القوات العراقية.
وفقاً لموقع britannica، كانت معركة كوت الزين في مدينة القرنة من بين أبرز تلك المواجهات، حيث فقدت العديد من القبائل العربية أبناءها، بما في ذلك الشيخ شلال الفضل الوائلي، زعيم عشائر الشرش في القرنة، قبل وصول القوات البريطانية إلى المنطقة، وتقع مدينة القرنة إدارياً في محافظة البصرة، وتُعتبر واحدة من أغنى المدن من حيث الموارد النفطية، وتبعد نحو 74 كيلومتراً عن مدينة البصرة، وكان عدد سكانها حوالي 450 ألف نسمة وفقاً لإحصائيات عام 2014.
في ذلك الوقت، كان الجيش العثماني يواجه تحديات على عدة جبهات، بما في ذلك الجبهة الشرقية في أذربيجان وشرق الأناضول، والجبهة الغربية في البلقان. تأثر الجيش العثماني بشدة بانهيار بعض الجبهات الألمانية وانسحاب روسيا من الحرب بعد الثورة البلشفية، مما أدى إلى ضعفه.
دفعت هذه الظروف الصعبة القوات البريطانية للتقدم نحو مشارف بغداد في مارس 1917، ووصلوا إلى مشارف كركوك في أغسطس 1918، مما تسبب في خسائر كبيرة للجيش العثماني، لكن توقف التقدم البريطاني بعد ذلك.
إحتلال بغداد
في 11 مارس 1917 ميلادية، احتل الجيش البريطاني قلب مدينة بغداد، حيث شاركت قوات الهند البريطانية بشكل بارز في هذا الاحتلال.
وبعد أسبوع من سقوط المدينة، أصدر الجنرال البريطاني ستانلي مود "بيان بغداد"، الذي اشتهر بعبارته الشهيرة: "لم تأتِ جيوشنا إلى مدينتكم وأرضكم كغزاة أو أعداء، ولكن كمحررين".
ويذكر المؤرخون أنه في ذلك الوقت ظلّ سكان المدينة في بيوتهم، وتم إغلاق الأسواق وتهجيرها، وتعرضت العديد من المحال للنهب والحرق، وتم تفتيش البيوت بحثاً عن الأسلحة، وطالب الجيش السكان بتسليمها، وهدّدهم بالإعدام في حال عدم الامتثال.
وتم فرض حظر التجوال ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً، وتم نصب مشنقتين في ساحة مفتوحة حيث تمت مشاهدة المحكومين بالإعدام من قبل سكان المدينة، بهدف توضيح الجدية في محاسبة أي مقاومة.
فترة الانتداب البريطاني
في البداية، كانت الإدارة في العراق تحت رقابة عسكرية يديرها ضباط بريطانيون، ولكن بدأ التحول نحو الإدارة المدنية بشكل تدريجي، حيث تم اتخاذ عدة إجراءات من بينها إصدار الصحف وافتتاح المدارس، وأعيد فتح كلية الحقوق في بغداد، وفقاً لتصريحات الخبير القانوني والمؤرخ طارق حرب.
ووفقاً لتقديراته، أرسلت بريطانيا مستشارين لتنظيم القوانين وتسيير شؤون البلاد حتى عام 1920. في هذا العام، تشكلت أول حكومة وطنية برئاسة عبد الرحمن النقيب. وفي عام 1921، تم تكليف الملك فيصل الأول بقيادة البلاد بعد استفتاء شعبي، وهكذا بدأت الخطوات نحو الاستقلال.
وعلى إثر هذه التطورات، اندلعت احتجاجات غرب بغداد وامتدت إلى جنوب وشمال البلاد، بسبب تصرفات بعض القادة والجنود البريطانيين، وبدأت المطالبات بتشكيل حكومة وطنية.
ثورات العراق في سبيل استقلال البلاد
تعتبر هذه الانتفاضة أول ثورة عراقية ضد الاحتلال البريطاني، كما أنها أول ثورة مفتوحة ضد الحركات الاستعمارية التي نشأت بعد سقوط الدولة العثمانية في الشرق الأوسط، وتُعد من أوائل الثورات العربية في بداية القرن العشرين بعد الثورة العربية الكبرى عام 1916.
وقد امتدت الانتفاضة لمدة أربعة أيام مليئة بالصراع، حيث حقق الثوار النجفيون في البداية بعض الانتصارات، لكن بعد ذلك تدخل الحاكم البريطاني على النجف والشامية، فرانسيس بلفور، بإرسال قوات بريطانية لقمع الثورة.
تم فرض حصار على النجف، مما أدى إلى انتشار المجاعة والأزمات الاقتصادية داخل المدينة، وهو ما أضعف الثورة وحولها إلى تمرد ضعيف ثم تمكنت القوات البريطانية من احتلال النجف وقمع الحركة المسلحة هناك في 4 أبريل من نفس العام، بعد قصف مكثف واعتقال عدد من قادة الثورة كما شارك العديد من المنتسبين لهذه الانتفاضة أيضًا في ثورة أخرى كبيرة على الاحتلال البريطاني في عام 1920، والتي عرفت باسم ثورة العشرين.