- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
كيف تؤثر إصلاحات نتنياهو للقضاء على تطبيعها المحتمل مع السعودية؟
كيف تؤثر إصلاحات نتنياهو للقضاء على تطبيعها المحتمل مع السعودية؟
- 31 يوليو 2023, 12:48:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"مشروع إصلاح القضاء المثير للجدل في إسرائيل، لا يُقلق فقط حلفاء تل أبيب مثل فرنسا والولايات المتحدة، بل إنه قد يبطئ أيضاً التقارب الذي بدأ بين الدولة العبرية والدول العربية، وعلى رأسهم السعودية".
هكذا كشف تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، حين قال إنه "إذا كانت الأزمة السياسية التي تشهدها إسرائيل لم تقوض اتفاقات التطبيع، المعروفة باسم (اتفاقيات أبراهام)، المبرمة في عام 2020 مع المغرب والإمارات والبحرين والسودان، فإنّها قد تعطّل العلاقة الناشئة بين إسرائيل والسعودية، أقوى دول الخليج العربي".
يأتي ذلك في وقت قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إن اتفاقا ربما يكون في الطريق مع السعودية بعد محادثات أجراها مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، ومبعوث الشرق الأوسط بريت ماكجورك، مع مسؤولين سعوديين في جدة، بهدف التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين المملكة وإسرائيل.
ويسعى المسؤولون الأمريكيون منذ شهور للتوصل إلى ما قد يكون اتفاقا تاريخيا بين السعودية وإسرائيل، لكن تقدما لم يحرز بعد.
وبالتزامن، قال توماس فريدمان كاتب العمود في صحيفة "نيويورك تايمز"، في مقال نُشر الخميس، إن بايدن يدرس ما إذا كان سيمضي قدما في اتفاق أمني بين الولايات المتحدة والسعودية، يتضمن تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
ويرى المسؤولون الأمريكيون أن من الممكن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والسعودية، بعد أن توصلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى اتفاقات مماثلة، بين إسرائيل وكل من المغرب والسودان والبحرين والإمارات.
وأشارت "لوفيغارو"، إلى مراقبين سعوديين بدوا متشككين من نجاح هذه الخطوة، على غرار عزيز الغشيان، الباحث السعودي المتخصص في العلاقة بين المملكة وإسرائيل، والذي قال إن "مقال فريدمان هو whishfull thinking، وهذا النوع من المعلومات ليس جديدا.. إنها تكهنات مقصودة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة النظر في موقفه من خطته لإصلاح العدالة".
وأضافت الصحيفة الفرنسية، أنه على الرغم من إقرار الباحث السعودي بأن مضمون المفاوضات الأمريكية السعودية صحيح، حسب قوله، فإن "السعودية ليست جاهزة بعد" للتطبيع مع الدولة اليهودية.
لكن الرياض، كما يقول، "تدرك جيدا الثقل الذي اكتسبته ليس فقط على المستوى الإقليمي من خلال المصالحة مع إيران وتركيا وسوريا، ولكن أيضا على الصعيد الدولي مع الأزمة في أوكرانيا، وهذه طريقة لطلب المزيد"، في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة على طريق التقارب مع إسرائيل.
وفي مقابلة حديثة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اعترف بايدن بالقول: "ما زلنا بعيدين (عن التطبيع) لدينا الكثير لنناقشه".
ومضت "لوفيغارو" إلى القول إنه بدون تنازلات إسرائيلية حقيقية لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سيكون من الصعب على السلطات السعودية إضفاء الشرعية على أي تطبيع مع الدولة العبرية.
ونقلت عن الغشيان القول: "لكنني لا أرى الحكومة الإسرائيلية الحالية تقدم مثل هذه التنازلات".
ويبدو السعوديون أقل حماسا للتقارب مع الدولة اليهودية، حسب "لوفيغارو"، التي أشارت إلى أن استطلاعاً للرأي شمل ألف سعودي أجراه مركز الأبحاث الأمريكي في مارس/آذار وأبريل/نيسان، أظهر أن 20% منهم فقط يرون أن "اتفاقيات أبراهام" الموقعة بشكل خاص من قبل جيرانهم الإماراتيين والبحرينيين "تحقق نتائج إيجابية".
في المقابل، تقول أغلبية كبيرة تصل إلى 81% إنه "في حالة وقوع زلزال أو كارثة طبيعية، فعلى الدول العربية المتضررة رفض أي مساعدات إنسانية إسرائيلية".
لكن "لوفيغارو"، أوضحت أنه في السنوات الأخيرة، كثفت السعودية وإسرائيل علاقتهما الأمنية وتبادل المعلومات الاستخباراتية في المقام الأول، لمواجهة التهديد الإيراني.
وفي العام الماضي، وللمرة الأولى، شاركت المملكة رسمياً في مناورات بحرية أمريكية إلى جانب إسرائيل، لكن العاهل السعودي الملك سلمان لا يريد أن يسمع عن التطبيع مع إسرائيل.
وتابعت "لوفيغارو" التوضيح أن المغرب والإمارات أظهرا انزعاجاً في مواجهة استفزازات الحكومة الإسرائيلية، لكنهما لم يذهبا إلى حد التشكيك في خيارهما الاستراتيجي لتطبيع علاقاتهما مع تل أبيب.
ففي منتصف يونيو/حزيران، أجّلت الرباط النسخة الثانية لمنتدى النقب الذي كان من المقرر أن يستضيفه المغرب والذي يجمع، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر والأردن، الدول الموقعة على اتفاقات أبراهام.
لكن في الوقت نفسه، حصل المغرب من إسرائيل على اعتراف بالسيادة المغربية على أراضي الصحراء الغربية.
أما الإمارات، فتواصل تأجيل زيارة نتنياهو لها.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية، أنه حتى لو قامت السعودية بإشارات للتخلي عن معارضتها لوجود دبلوماسيين إسرائيليين في مؤتمر تنظمه منظمة اليونسكو في سبتمبر/أيلول بالمملكة لأول مرة، لكن "من منظور السعودية، فنحن بعيدون عن التطبيع مع إسرائيل"، وفق رجل أعمال فرنسي.