- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
وعد بسياسة جديدة.. منصوري يعلن تولي قيادة مصرف لبنان
وعد بسياسة جديدة.. منصوري يعلن تولي قيادة مصرف لبنان
- 31 يوليو 2023, 12:44:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أعلن النائب الأول لحاكم مصرف لبنان المركزي وسيم منصوري، الإثنين، توليه قيادة المصرف بدايةّ من الثلاثاء، مشيراً إلى أنه سيبدأ حواراً مع الحكومة بشأن توحيد سعر الصرف.
وقال منصوري في مؤتمر صحفي الإثنين: "مطلوب بموجب القانون أن أتولى السلطة التنفيذية في المصرف المركزي كحاكم يوم غد (الثلاثاء)، وبالتالي سأكون مسؤولاً عن التوقيع على الصرف أو رفضه".
وأكد منصوري أنه لن يوقع على أي أمر صرف للحكومة خارج الإطار القانوني، موضحاً أن "أي تمويل للحكومة من الآن يجب أن يكون لمدة محددة وأخيرة، وأن يكون مشروطاً بالقدرة على رد الأموال".
ورأى أنه "لابد من الانتقال إلى سياسة أخرى وهي وقف تمويل الدولة بالكامل"، مشدداً على أن "الحل الوحيد لوقف اعتماد الدولة على المصرف المركزي هو بتحسين المالية العامة".
وأضاف منصوري أن "هذه هي الفرصة النهائية للبلد لتفعيل إجراءات الإصلاح"، داعياً إلى قانون للسيطرة على رؤوس الأموال وآخر لإعادة هيكلة مالية وميزانية 2023 خلال 6 شهور.
وقال إنه يجب التخلي عن منصة "صيرفة" المثيرة للجدل، وربط العملة المحلية، وذلك قبل ساعات من توليه منصب القائم بأعمال الحاكم.
و"صيرفة" هي منصة صرف معقدة لليرة التي تراجعت قيمتها، وأنشأها حاكم المصرف المنتهية ولايته رياض سلامة لجلب الاستقرار للعملة المحلية.
وانتقدت السلطات اللبنانية والمؤسسات الدولية المنصة لافتقارها للشفافية والاستدامة.
ووفق تقارير لبنانية، فإن الأمانة العامة لمجلس الوزراء أعدت مشروع قانون يتيح للدولة الاقتراض من مصرف لبنان، وذلك لدفع نفقات الدولة التي تقدر شهرياً بمئتي مليون دولار أميركي، وفق قانون النقد والتسليف.
وذكرت مصادر أنه سيتم الصرف من الاحتياطي الإلزامي للمصرف لفترة قصيرة تمتد 3 أشهر، مشيرة إلى أنه "من المفترض عرض هذا النص القانوني على مجلس الوزراء الاثنين".
وسيتعين على قائد مصرف لبنان الجديد التعامل مع فجوة في النظام المالي تزيد قيمتها على 70 مليار دولار، ودعم سياسي غير مؤكد في دولة منقسمة للغاية، وغضب شعبي جامح من تبدد الثروة الوطنية والخاصة.
ويترك رياض سلامة منصبه كحاكم لمصرف لبنان، الاثنين، بعدما قضى فيه 30 عاماً، وتشوهت سمعته بفعل عوامل الانهيار المالي الكارثي الذي بدأ في عام 2019، وتوجيه اتهامات له بالفساد في فرنسا وألمانيا ولبنان، رغم نفيه ارتكاب أي مخالفات.
وتعكس أزمة القيادة الانقسامات بين النخبة الحاكمة، التي لم تتمكن من الاتفاق على رئيس أو حكومة كاملة الصلاحيات منذ أكثر من عام، ما جعل الأزمة المالية تتفاقم، بدون جهود تُذكر لمعالجتها منذ عام 2019.
ويُعد عهد سلامة (73 عاماً) الذي شغل منصب حاكم مصرف لبنان منذ 1993، من الأطول في العالم.
وكان يُعتبر مهندس السياسات المالية في مرحلة تعافي الاقتصاد ما بعد الحرب الأهلية (1975-1990).
لكن على وقع الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي يشهده لبنان منذ 2019، حمل كثر أركان الطبقة الحاكمة، بينهم سلامة، مسؤولية الفشل في إدارة أزمات البلاد المتلاحقة.
وتحمّل جهات سياسية ومحللون ومواطنون في لبنان سلامة الذي كان يعدّ عراب استقرار الليرة، مسؤولية انهيار العملة الوطنية، وينتقدون بشكل حاد السياسات النقدية التي اعتمدها، باعتبار أنها راكمت الديون وأوصلت البلاد لما هي عليه.
لكن سلامة دافع مراراً عن نفسه، وقال خلال مقابلة مع قناة محلية قبل أيام من انتهاء ولايته: "سأطوي صفحة من حياتي واعتقد أنه بين الثلاثين عاماً، هناك 27 عاماً ساهم خلالها البنك المركزي بسياساته النقدية بإرساء الاستقرار والنمو الاقتصادي".
واعتبر أنه تحول إلى "كبش محرقة" منذ بدء الانهيار، معتبراً أن الطبقة السياسية نفضت يدها منه "منذ زمن".
ومنذ عامين، يشكّل سلامة محور تحقيقات أوروبية تشتبه بأنه راكم أصولاً عقارية ومصرفية عبر مخطط مالي معقّد، فضلاً عن إساءة استخدامه أموالاً عامة لبنانية على نطاق واسع خلال توليه حاكمية مصرف لبنان.
وبناء على التحقيقات، أصدرت قاضية فرنسية في باريس والمدعية العامة في ميونيخ مذكرتي توقيف في حق سلامة جرى تعميمهما عبر الانتربول، وقرر القضاء اللبناني بناء عليهما منعه من السفر وصادر جوازي سفره اللبناني والفرنسي.
وبالتوازي مع التحقيقات الأوروبية، يقود القضاء اللبناني تحقيقاً محلياً حول ثروة سلامة، وقد فرض قبل أسبوعين حجزاً احتياطياً على ممتلكاته.
ولا يعني انتهاء ولاية سلامة غيابه عن الأضواء، كون التحقيقات الأوروبية متواصلة في حقه.
ورجح مصدر دبلوماسي أوروبي أن تنطلق محاكمته في باريس خلال الفترة المقبلة بعد توافر المعطيات الكافة أمام المحققين.