- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
كيف يؤثر التغير المناخي في طرق العالم؟.. "دراسات صادمة"
كيف يؤثر التغير المناخي في طرق العالم؟.. "دراسات صادمة"
- 25 أغسطس 2022, 6:26:03 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أصبحت الطرق عُرضة لظاهرة الاحتباس الحراري، وظهر ذلك جلياً خلال تداعيات موجة الحر التاريخية التي اجتاحت أوروبا الغربية.
ولا أحد كان يتوقع أن تصل درجات الحرارة في أوروبا إلى 40 درجة مئوية، لتنحرف مسارات السكك الحديدية وتتعطل مدارج المطارات وتغلق الطرق الرئيسية.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، يحتاج الالتزام ببنود اتفاق باريس إلى إنفاق 13.5 تريليون دولار حتى عام 2030، إلى جانب ضرورة توفير 3 تريليونات دولار أخرى بهدف الحد من الاحتباس الحراري عند مستوى درجتين مئويتين.
وجدت دراسة لتقييم آثار أزمة المناخ على البنية التحتية الحيوية، أن موجات الحرارة ستشكل نحو 92% من إجمالي الأضرار الناجمة عن المخاطر في قطاع النقل في أوروبا وحدها بحلول 2080، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى بناء الطرق لتناسب الفترات أكثر برودة، بحسب الدراسة التي أجريت في 2017.
وكشفت دراسة أخرى ضمن البيانات الصادرة من محطات الطقس المُستخدمة لتحديد التكوين المناسب للطرق المحلية، أن نحو 35% من تلك الطرق تستخدم مواد غير مناسبة للمناخ الفعلي، بحسب بلومبرج.
"الطرق الحالية تم تصميمها لتتحمل درجات حرارة مرتفعة، ولكن إذا زادت عن ذلك سيتعرض التصميم للانهيار"، هكذا قال أميت باسين، مدير مركز أبحاث النقل بجامعة "تكساس".
ويهدد التغير المناخي سلاسل الإمداد العالمية، خصوصا أن أغلب حركة التجارة تعتمد على الشاحنات في نقل البضائع، وقد تقوم السفن والقطارات والطائرات بكثير من عمليات النقل الطويلة، ولكن ملابس الجينز الجديدة التي يتم طلبها عبر الإنترنت ستصل إلى باب المنزل من خلال الشاحنة.
ويمكن أن يؤدي هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عن هذه الظاهرة، جنباً إلى جنب مع ارتفاع درجات الحرارة، إلى إضعاف الطرق السريعة والطرق الممهدة، فضلاً عن طمس تلك الطرق المصنوعة من الحصى والأوساخ. قد تكون تكلفة الإصلاح باهظة، إذ كلفت الفيضانات المدمرة في أستراليا بين 2010 و2014 الحكومة ما يقدّر بنحو 6.4 مليار دولار لإصلاح شبكة الطرق.
بالرغم من أن المفترض ألا تتواجد مثل هذه المشكلة في الأماكن الأكثر برودة عادة. إلا أنه وفقاً للتقرير الصادر عن معهد المناخ الكندي، قد تصبح أكثر من نصف الطرق الشتوية في البلاد في مناطقها الشمالية، والمبنية على البحيرات والأنهار المتجمدة كل خريف، غير صالحة للاستعمال أو يستحيل بناؤها خلال 30 عاماً. قد ينتهي كل شيء تقريباً بحلول 2080، ما سيؤدي لقطع مناطق بأكملها عن الخدمات الحيوية.
1.6 مليار دولار
وقد تصل تكلفة الطرق المصنوعة من الحصى والصالحة لكافة المواسم في مقاطعة يوكون إلى 1.6 مليار دولار على مدى العقدين المقبلين بسبب تدهور التربة الصقيعية. وحذّرت ورقة بحثية، نُشرت في 2020، من مواجهة المسؤولين عن بناء وصيانة الطرق في مناطق التربة الصقيعية في الصين لـ"تحديات هندسية كبيرة". وتظهر بالفعل تصدعات ضخمة في الطرق، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام.
قال كلود فان روتن، الرئيس السابق لرابطة الطرق العالمية، إن موجة الحر التي ضربت أوروبا هذا الصيف تُعدّ بمثابة أحدث تذكير بالتناقض المتزايد بين واقع المناخ على كوكب الأرض وما يمكن أن تتحمله الطرق الحالية. وأضاف أنه يتعين على المسؤولين الحكوميين في كل مكان إعادة التفكير بشكل كبير في طريقة تصميم الطرق لتقاوم العوامل الجوية في ظل مستقبل سريع الاحترار. أضاف فان روتن: "أنت تحاول وضع افتراضات حول ما سيحدث، بينما يغير المناخ تلك الافتراضات".
سترتفع فاتورة إصلاح وصيانة الطرق في جميع أنحاء العالم في حال لم يتم اتخاذ خطوات كافية للتخفيف من التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار. يمكن أن تصل الفاتورة عبر أفريقيا وحدها إلى 183.6 مليار دولار بحلول 2100، وفقاً لأبحاث جامعة "كولورادو". وستكون الوقاية، كما هو الحال في كثير من الأحيان، هي السبيل الأرخص. يمكن أن يؤدي اختيار المواد الأساسية وهياكل الطرق في كندا، على سبيل المثال، لتحمل عقود المناخ في المستقبل إلى خفض التكاليف بنسبة تزيد عن 90%، ما يوفر ما يصل إلى 4.1 مليار دولار سنوياً بحلول خمسينيات القرن العشرين.
ومع ذلك، فإن تكلفة الصيانة ليست سوى جزء من التهديد الاقتصادي، حيث يمكن أن يكون للاضطرابات عبر شبكات الطرق آثار هائلة على حركة التجارة العالمية والتنمية. وقُدِّرت تكلفة إغلاق جسر ليفركوزن في ألمانيا بين ديسمبر/ كانون الأول 2012 إلى مارس/آذار 2013 بنحو 80 مليون يورو على الاقتصاد الوطني. وكلف انهيار جسر موراندي في إيطاليا في 2018 مدينة جنوة ما يقدر بنحو 6 ملايين يورو يومياً بسبب تعطل حركة الشحن.
ويشكّل الضعف الاقتصادي الناجم عن الأضرار المتزايدة على الطرق مصدر قلق خاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وذلك بالنظر إلى نقص الموارد والاستثمار في شبكات أوسع نطاقاً. وقالت كارولين إيفانز، رئيسة اللجنة الفنية لاتحاد الطرق العالمية المعنية بتغير المناخ ومرونة شبكات الطرق، إن الأضرار الناجمة عن المناخ على الشبكة العالمية يمكن أن تؤدي إلى "تكاليف مالية واقتصادية خطيرة للوكالات ومُشغلي الطرق ومُستخدمي النقل. وبالتالي، فإن للمتانة أهمية كبرى لضمان خفض التكاليف الاجتماعية والاقتصادية، ولضمان التشغيل الموثوق لشبكات الطرق وسلاسل التنقل وسلاسل التوريد".