- ℃ 11 تركيا
- 17 نوفمبر 2024
كيف يعمل المطبخ العالمي مع الجاني والضحية؟.. يتظاهر بدعم غزة ويُطعم الإسرائيليين أيضا
كيف يعمل المطبخ العالمي مع الجاني والضحية؟.. يتظاهر بدعم غزة ويُطعم الإسرائيليين أيضا
- 16 أبريل 2024, 10:32:35 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بينما يقدم "المطبخ المركزي العالمي" وجبات غذائية إغاثية في قطاع غزة، فإنه في الوقت ذاته يقدّم دعماً لمطاعم إسرائيلية عدة لتوزيع وجبات داخل الأراضي المحتلة، وبعض هذه المطاعم، التي تتبعَ "عربي بوست" نشاطها، قدمت جزءاً من وجباتها الغذائية إلى جنود بجيش الاحتلال الذي يخوض حرباً على القطاع منذ 7 أكتوبر 2024، ويفرض عليه حصاراً مطبقاً.
على موقعه الإلكتروني يتحدث "المطبخ العالمي" عن أن فريقه يعمل مع "شبكة قوية من المطاعم المحلية" في إسرائيل، إضافة إلى العمل مع شركاء محليين، من أجل تقديم "الطعام لآلاف من الإسرائيليين"، وهم المستوطنون، الذين غادروا مستوطنات حدودية عقب الهجوم الذي شنته فصائل فلسطينية على منطقة غلاف غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجراء التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني.
على الرغم من أن نشاطات "المطبخ المركزي العالمي" تظهر أنها مقتصرة على تقديم الدعم للمدنيين المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية، فإن قراره بالشراكة مع مطعمين إسرائيليين ودعمهما، رغم إعلانهما الواضح لجيش الاحتلال وتقديمهما وجبات لجنوده، يثير أسئلة عدة.
"عربي بوست" وجّه مجموعة من الأسئلة إلى إدارة "المطبخ المركزي العالمي"، من بينها سؤال حول سبب قراره الدخول في شراكة مع مطاعم إسرائيلية ودعمها رغم موقفها الداعم لجيش الاحتلال الذي يخوض الحرب على غزة، إلا أن إدارة المطبخ لم تجِب عن أسئلتنا حتى لحظة كتابة هذه السطور، رغم إرسالنا الأسئلة منذ أيام.
وذاع صيت "المطبخ المركزي العالمي" في الشرق الأوسط، بعدما بدأ بتوزيع الطعام داخل غزة، وأقام في القطاع نحو 60 مطبخاً لتقديم الوجبات الغذائية للسكان، ويقول المطبخ إنه يقدم 175 ألف وجبة يومياً، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد سكان غزة نحو 2.3 مليون نسمة.
مطعم أسسته مجندة سابقة بالجيش
يُعد مطبخ Citrus & Salt الإسرائيلي، من بين أبرز الشركاء المحليين لـ"المطبخ المركزي العالمي"، وأسس هذا المطبخ الإسرائيلي ما سمّاه "مطبخ المواطن" (CITIZEN'S KITCHEN)، والذي يتولى مهمة توزيع الوجبات الإغاثية على الإسرائيليين، بما في ذلك الوجبات التي تذهب إلى جنود بالجيش.
تأسيس "مطبخ المواطن" جاء في الأساس عقب بدء الحرب يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحت مهمة أساسية هي تقديم الطعام للجنود والنازحين الإسرائيليين، بحسب ما أعلنه المطعم نفسه، ويعود المطبخ إلى شقيقتين إسرائيليتين أصولهما أمريكية، وهما "أليا فاستمان" التي سبق أن كانت جندية في الجيش الإسرائيلي، وشقيقتها "شندل ديفيس".
منذ تأسيسه أعلن "مطبخ المواطن" عن دعمه الصريح على حساباته في شبكات التواصل للجيش الإسرائيلي، ونشر العديد من الفيديوهات والصور التي تظهر تحضيره وجبات الطعام للجنود، وذلك قبل أن يدخل "المطبخ المركزي العالمي" في شراكة مع المطعم، ما يؤشر إلى أن دعم المطعم الإسرائيلي للجنود لم يكن مخفياً أو مبهماً.
كذلك يحتوي ملف تعريفي بالمطبخ الإسرائيلي منشور على موقعه الإلكتروني، على إشارة واضحة إلى أنه يقدم دعماً للجنود الإسرائيليين.
في يوم 11 أكتوبر2023، نشر المطبخ الإسرائيلي أول فيديوهاته لإعداد طعام لجنود بجيش الاحتلال، وطلب المطبخ تقديم دعم لأعماله، وفي منشور على حساب المطبخ في موقع إنستغرام نُشر يوم 17 أكتوبر، طلب المطبخ الإسرائيلي التبرع علناً لإطعام الجنود الإسرائيليين، مشيراً إلى أنه بحاجة للدعم المادي الذي يمكنه من إطعام وحدات عسكرية بأكملها في جيش الاحتلال.
وفي مقطع فيديو نشره المطبخ الإسرائيلي على حسابه في إنستغرام يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يظهر مجموعة من الجنود الإسرائيليين، وهم يمسكون بالوجبات التي أعدها المطعم ويوجهون شكراً له، وفي فيديو آخر نشره المطبخ يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول يظهر تناول جنود إسرائيليين لوجبات أعدها المطعم.
وطوال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023 توالت منشورات المطعم على شبكات التواصل الداعمة للجيش الإسرائيلي، ثم أعلن المطبخ الإسرائيلي يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنه دخل في شراكة مع "المطبخ المركزي العالمي"، وذكر أن هذه الشراكة ستساهم في "إطعام المزيد من العائلات الإسرائيلية"، في إشارة لعائلات المستوطنات.
موقع "تايمز أوف إسرائيل" أشار خلال حديثه عن الشراكة بين المطبخ الإسرائيلي و"المطبخ المركزي العالمي"، إلى أن الأخير يقدم دعماً لوجستياً ومادياً أيضاً، وأضاف الموقع أن "المطبخ المركزي" يغطي تكاليف الطعام المصنوع للمدنيين (الذين نزحوا من المستوطنات)، وأن الطعام الذي يتم طهيه للجنود يتم التعامل معه من قبل المطبخ الإسرائيلي، الذي يجمع تبرعات لتغطية تكاليفه.
عقب إعلان الشراكة، بدأ مسؤولون وعاملون في المطبخ الإسرائيلي يرتدون ملابس الطبخ وعليها شعار "المطبخ المركزي العالمي"، وسأل "عربي بوست" المطبخ المركزي عما إذا كانت لديه آلية تضمن ألا يؤدي دعمه للمطبخ الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال إلى إطعام الجنود أو المساهمة باستمرار توفير الطعام لديهم، ولم يجِب المطبخ على سؤالنا.
كذلك لم يجب "المطبخ المركزي العالمي" على سؤالنا، حول ما إذا كان يجري بحثاً عن الجهات التي يدعمها قبل أن يتخذ قراره بمساندتها والدخول في شراكات معها، ولم يجب أيضاً على هذا السؤال.
ويظهر نشاط المطبخ الإسرائيلي أنه واصل نشر فيديوهات وصور تظهر إعداده طعاماً للجنود الإسرائيليين حتى بعد إعلان الشراكة مع "المطبخ المركزي العالمي"، بما في ذلك، فيديو تظهر فيه مؤسسة المطبخ الإسرائيلي وهي تُعد الطعام للجنود بنفسها، فيما يواصل "المطبخ المركزي العالمي" دعمه للمطبخ الإسرائيلي حتى اليوم.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن "المطبخ المركزي العالمي لديه شراكات مع 20 مطعماً إسرائيلياً و8 شركات لتقديم الطعام في جميع أنحاء إسرائيل"، بحسب تعبيرها.