- ℃ 11 تركيا
- 5 أكتوبر 2024
"لا يقدم تصورا للتعامل مع رهان نتنياهو".. تحليل لخطاب نعيم قاسم
"لا يقدم تصورا للتعامل مع رهان نتنياهو".. تحليل لخطاب نعيم قاسم
- 30 سبتمبر 2024, 12:59:24 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في تعليق سريع على خطاب نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، قال المحلل السياسي والعسكري محمد صالح الفتيح، الباحث بمعهد الدراسات المستقبلية، إن أهمية الخطاب لا تعود لكونه أول خطاب بعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" فحسب، بل لكونه أول خطاب على الإطلاق منذ بداية الحرب. وبالتالي ستفرض المقارنة نفسها مع أول خطاب لأمين عام "حزب الله" في 2006.
وأوضح الفتيح، في منشور كتبه على حسابه بمنصة فيسبوك، أنه على عكس المواقف التي أعلنها "حزب الله" خلال حرب 2006، لا يوجد أي رسم لأي خطوط حمراء، أو معادلات للرد، في وجه العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ونوّه إلى أن إسرائيل تتابع توسعة رقعة عملياتها، وخلال آخر 24 ساعة باتت تضرب حتى ضمن مدينة بيروت وليس فقط في ضاحيتها الجنوبية.
وأضاف: "في أول خطاب لحسن نصر الله في حرب 2006 أعلن أن "حزب الله" سيضرب حيفا إن ضربت بيروت، وبالفعل ضربت حيفا في 16 يوليو/تموز (رابع يوم للحرب) ووقع حينها 8 قتلى. وبالمتوسط كان هناك قتيل مدني إسرائيلي واحد مقابل كل 25 شهيد مدني لبناني في 2006. الآن يتحدث نعيم قاسم عن دخول مليون إسرائيلي للملاجئ بعد استشهاد أكثر من ألف لبناني منذ 23 سبتمبر/أيلول. الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية هو أقل بكثير حالياً بالمقارنة مع 2006".
وشدد المحلل العسكري على أنه لا تغيير في الموقف المعلن من جانب "حزب الله" منذ 19 سبتمبر/أيلول. "حزب الله" سينتظر دخول إسرائيل براً. وهذا يرسل رسالة ضمنية بأن هذا الدخول البري يمكن أن يحصل بالفعل، ولا يمكن ردع حصوله (كما كان يقول "حزب الله" لسنوات). ويعني كذلك أن هذا الدخول البري سيكون في التوقيت الذي تختاره إسرائيل. ويعني بالمجمل أن إسرائيل ستبقى هي من يختار وتيرة الحرب ومسارحها والتصعيد فيها. ويحصل هذا في وقت لا يلحظ فيه أي أثر لقدرات الدفاع الجوي لـ"حزب الله" وسط حرية حركة حتى للطيران المسير فوق بيروت.
وأشار الفتيح إلى أنه لا يزال "حزب الله" يربط تصوره الإجمالي لهذه الحرب بما يحصل في غزة، بالرغم من أن إسرائيل خفضت هناك من وتيرة عملياتها للتركيز على الجبهة الشمالية، بما يعكس تبادل واضح للأدوار بين غزة ولبنان. ولا توجد إشارة لمخرج بديل، مثل ما نقل عن نبيه بري حول إمكانية تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 (وهو ما أعلنه رسمياً رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي).
وأكد الفتيح أن الأهم، الخطاب، كما كل مواقف "حزب الله" السابقة، لا يقدم تصور للتعامل مع كون نتنياهو يراهن على إطالة أمد الحرب لتحسين شعبيته. فأخر استطلاعات الرأي المعلنة هذا الأسبوع تمنحه أعلى حصة من المقاعد في الكنيست منذ بداية الحرب. وبات من الواضح أنه كلما طال أمد الحرب كلما تحسنت حظوظ نتنياهو، فما الذي سيجعله يغير حساباته الآن؟