تكبير الخط تصغير الخط

نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أنه لم يقف العديد من السياسيين في الولايات المتحدة وحول العالم غير مبالين بكلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المؤتمر الصحفي الذي عقده الليلة الماضية (الثلاثاء-الأربعاء) مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث قال خلاله، من بين أمور أخرى، إنه يريد من الولايات المتحدة أن تتولى ملكية قطاع غزة - ولم يستبعد إمكانية وجود جنود أمريكيين على الأرض.

قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان في مجلس النواب الأميركي، الفلسطينية الأميركية رشيدة طليب، ردا على خطة ترامب، إن "الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان". وبحسبها، "لا يستطيع هذا الرئيس أن ينفث هراءه المتعصب إلا بسبب الدعم الحزبي في الكونجرس للإبادة الجماعية والتطهير العرقي. "لقد حان الوقت لكي يتحدث زملائي الذين يدعمون حل الدولتين".

ورد السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن من ماريلاند أيضًا، مهاجمًا ترامب: "اقتراحه بإخراج مليوني فلسطيني من غزة و"السيطرة" عليها بالقوة، إذا لزم الأمر، هو في الواقع تطهير عرقي تحت مسمى آخر".

وقال "إن هذا الإعلان من شأنه أن يسلح إيران وأعدائنا الآخرين، ويقوض شركائنا العرب في المنطقة. إن الإعلان ينفي عقوداً من الدعم الحزبي لحل الدولتين. ويتعين على الكونجرس أن يتصدى لهذه الخطة الخطيرة والمتسرعة".

وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من ولاية كونيتيكت عن الرئيس الأميركي إنه "فقد أعصابه تماما"، وأضاف: "إن الغزو الأميركي لغزة من شأنه أن يؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وعقود من الحرب في الشرق الأوسط. إنها أشبه بنكتة سيئة ومريضة".

وقال جيك أوشينليكوس، عضو الكونجرس الأمريكي عن ولاية ماساتشوستس، إن اقتراح ترامب "متهور وغير معقول"، مشيرا إلى أنه قد يلغي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وأضاف "يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب. وكما هي الحال دائما، عندما يقترح ترامب أي سياسة، فإن هناك صلة محسوبية تخدم مصالحه الشخصية". وعن ترامب وصهره جاريد كوشنر، قال إنهم "يريدون تحويل غزة إلى منتجع".

وقال المسؤول البارز في حركة حماس سامي أبو زهري إن دعوة سكان غزة لمغادرة القطاع هي "طرد لهم من أرضهم"، مضيفا "نرى فيها (الخطط) وصفة لخلق الفوضى والتوتر في المنطقة، لأن سكان غزة لن يسمحوا بتمرير مثل هذه الخطط".

وخلال الليل، هاجمت المملكة العربية السعودية بشدة خطة ترامب لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى دول أخرى، وإعطاء ملكية القطاع للولايات المتحدة. وقالوا "نرفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم"، مؤكدين أن "موقفنا تجاه الفلسطينيين غير قابل للتفاوض".

ورد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أيضًا، قائلاً إن "موقف أستراليا هو كما كان هذا الصباح (قبل المؤتمر الصحفي)، وكما كان العام الماضي - الحكومة الأسترالية تدعم حل الدولتين".

من ناحية أخرى، أيد رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، وهو جمهوري، الرئيس الأميركي، قائلا إن "الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب إسرائيل وشعوب الشرق الأوسط، التي لم تنعم بالسلام منذ سنوات عديدة. ولا ينبغي للعنف والكراهية أن يحددا مستقبل المنطقة". وقال جونسون أيضًا إن "الرئيس ترامب اتخذ اليوم إجراءً جريئًا على أمل تحقيق السلام الدائم في غزة. ونأمل أن يؤدي هذا إلى تحقيق الاستقرار والأمن اللذين تشتد الحاجة إليهما في المنطقة".

وأعرب السيناتور الجمهوري ريك سكوت أيضًا عن دعمه لخطة الرئيس الأمريكي. وأكد أن "إرهابيي حماس قتلوا الأطفال وأحرقوا الناس أحياء، إنهم وحوش شريرة". "الحمد لله أننا لدينا أخيرا رئيس ملتزم بالوقوف إلى جانب إسرائيل والعمل مع نتنياهو بشأن كيفية دعم جهوده لإخراج هؤلاء الإرهابيين من غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم".

كما أعرب السيناتور الجمهوري تومي توبرفيل من ألاباما عن دعمه لترامب، مشيرا إلى أن "الرئيس ترامب يقاتل من أجل سلام تاريخي ودائم"، وأضاف النائب الجمهوري تشاك فليشمان: "لقد عادت القوة والقيادة والرؤية الأمريكية إلى سياستنا الخارجية في عهد الرئيس ترامب".

ورد براندون جيل، عضو مجلس النواب عن ولاية تكساس، على البرنامج أيضًا: "الرئيس ترامب يجلب السلام إلى الشرق الأوسط، كما وعد. لقد تم الوفاء بالوعود".

وأضافت النائبة مارجوري تايلور جرين من جورجيا أن "أميركا في عهد الرئيس ترامب ستكون منارة سلام للعالم. لقد حان الوقت لتغيير الشرق الأوسط والسعي لإنهاء حرب غير ضرورية، وهذه هي بالضبط الطريقة التي نفعل بها ذلك".

في بداية لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فاجأ الرئيس الأميركي الجميع بقوله إن خطته هي إجلاء جميع سكان غزة من القطاع إلى الأبد.

وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء مع نتنياهو دون كاميرات، أضاف ترامب كما ذكر: "سنستولي على غزة، وسندمرها".

وقال ترامب "سنقوم بإزالة القنابل والمنازل المدمرة، هذه فكرة رائعة".

ولم يستبعد حتى إرسال قوات أميركية: "سنفعل كل ما هو ضروري"، وأعرب نتنياهو عن دعمه، واصفا إياه بأنه "فكرة أصلية".

وخلال البيان، كرر ترامب نيته استكمال صفقة الرهائن بالكامل، وهدد حماس: "إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، سنكون أكثر عنفًا".