لماذا تتردد إيران في استخدام القوة العسكرية للانتقام من إسرائيل؟

profile
  • clock 25 فبراير 2023, 2:37:48 ص
  • eye 519
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلط الأكاديمي التركي إبراهيم كاراتاش المتخصص في العلاقات الدولية، الضوء على ما اعتبره "تردد دائم" من قبل إيران في استخدام القوة العسكري ضد خصوم بعينهم، رغم استخدامها نبرة خطاب قاسية ضدهم، وأبرز مثال على ذلك إسرائيل.

وذكر كاراتاش في تحليل أورده موقع منتدى الخليج الدولي أن امتناع إيران عن الانتقام من هؤلاء الخصوم، يأتي رغم استهدافهم في بعض الأحيان أفراد ومنشآت عسكرية، ما يتسبب في تعرضها للتدمير أو التخريب، وفي أحيان أخرى يقومون بإجراءات سرية ضد الدولة الفارسية وجميعها ترقي إلى حد انتهاك صارخ للسيادة الإيرانية.

وأوضح الأكاديمي التركي أن هذا السلوك المتردد تستخدمه إيران عندما يكون الخصوم من القوى الكبرى مثل أمريكا أو القوى الوسطي (مثل تركيا) أو القوة المسلحة نوويا المدعومة من الغرب مثل إسرائيل.

واستشهد الكاتب باستهداف مسيرات مجهولة، مصنعا عسكريا في أصفهان بإيران، أكدت وسائل إعلام غربية أن الموساد الإسرائيلي يقف وراء تنفيذه، بينما اكتفت طهران بتوعد إسرائيل بالانتقام وتحتفظ بحق الرد أينما ومتى رأت ذلك ضروريا، ولكن على الأرض لا تمارس طهران هذا الحق.

ويأتي التناقض بين الأقوال والأفعال الإيرانية، على الرغم أنها ليست المرة الأولي لاستهداف إيران بهجمات يرجح بنسبة كبيرة أنها إسرائيلية ويشمل ذلك هجمات إلكترونية إلى الاغتيالات.

ورأى الكاتب أن البعض، قد يعتقد أن الحصافة هي التي توجه سياسات الجمهورية الإسلامية، لكن هذا ليس هو الحال، إذ إنه بنظرة ثاقبة لقدرات الجيش الإيراني، يمكن الوقوف على عدم قدرته على شن رد قوي.

ووفق كاراتاش، فإن سياسة النظام الإيراني تنظر أولا في قوة الخصم قبل النظر لقوة الدولة الفارسية عندما تقرر التصرف. بعبارة أخرى، تحدد إيران سياستها الخارجية من خلال مقارنة قوة دولة أو جهة فاعلة من غير الدول بقوتها.

وأوضح أنه إذا كانت الدولة ضعيفة أو كان العدو جهة فاعلة من غير الدول، فنادراً ما تتردد إيران في استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافها.

واستشهد الأكاديمي التركي بشن الجيش الإيراني هجمات متكررة على حكومة إقليم كردستان في العراق المجاور، الذي يحكمه الأكراد بشكل مستقل، لأن جيش حكومة إقليم كردستان أضعف بكثير من جيش طهران.

وتابع: "لكن عندما تكون دولة ما قوة متوسطة مثل تركيا، فإن مثل هذا العمل المباشر غير ممكن. بدلاً من ذلك، تفضل طهران الاعتماد على الجماعات التي تعمل بالوكالة لتحقيق أهداف سياستها الخارجية".

وأشار إلى أن الصراع المباشر بين القوات الإيرانية والقوى الإقليمية نادر للغاية. فلم يقاتل الجنود الأتراك والإيرانيون أحدهم ضد الآخر بشكل مباشر مطلقًا خلال نزاع عسكري.

ومع ذلك، تعرض الجيش التركي للهجوم من قبل وكلاء إيران مئات المرات في كل من العراق وسوريا، وآخر مثال على ذلك هو هجوم على قاعدة بعشيقة التركية، تقع في شمال العراق، من قبل مجموعة ميليشيا تابعة لقوات الحشد الشعبي الموالية لإيران.

كما دعم الحرس الثوري الإسلامي الإيراني قوات النظام السوري وميليشياته خلال عملياتهم ضد الجيش التركي.

كما تحتفظ طهران بوجودها في العديد من البلدان الأخرى من خلال وكلائها، على سبيل المثال حزب الله في لبنان، وعلى الرغم من نفيه رسميًا، فقد استخدمت إيران هذه الجماعات لشن حروب فعلية ضد أعدائه.

في المقابل، عندما تواجه إيران دولًا بأسلحة أكثر تقدمًا لا يمكنها أن تأمل في هزيمتها، فإن الحكومة تمضي بحذر شديد.

وأضاف أنه في حين أن إيران لا تتردد أبدًا في استخدام الخطاب القاسي ضد إسرائيل والغرب، لكنها تتجنب نكش عش الدبابير لإدراك النظام في طهران أنه ليس لديه فرصة لتحقيق النصر في ساحة المعركة.

كما تعلم إيران أن سياسة حافة الهاوية مع خصم مسلح نوويًا ومدعوم من الغرب مثل إسرائيل قد ينتهي بكارثة، وبالتالي، فإن أفضل طريقة يمكن لإيران أن تمضي قدماً هي حفظ ماء الوجه بالكلمات بينما تفعل القليل نسبيًا عسكريًا لاستفزاز هذه الجهات الفاعلة القوية.

لا يستهان بها

على الرغم من هذه الميول والاتجاهات في السلوك، لا ينبغي الاستهانة بالقوة العسكرية الإيرانية، لأن صناعة الدفاع في البلاد مليئة بالمفاجآت، إذ أثبتت صواريخها وطائراتها بدون طيار وأنظمة أسلحتها الأخرى مرارًا وتكرارًا أنها أكثر فاعلية مما هو معروف.

كما أثبتت الطائرات الانتحارية بدون طيار شاهد -136 على وجه الخصوص أنها فعالة للغاية ضد الجيش الأوكراني، علاوة على ذلك، يمنحها وكلاء إيران المتنوعون جبهات عديدة في جميع أنحاء المنطقة يمكن أن تؤثر على الأمن الإقليمي.

في حالة تعرض إيران للهجوم، يجب على الخصم أن يأخذ بعين الاعتبار الضرر الذي يمكن أن يلحقه الوكلاء الموالون لإيران، حتى لو حدث الصراع في مسرح آخر.

 

 

المصادر

المصدر | إبراهيم كاراتاش/منتدى الخليج الدولي

التعليقات (0)