لماذا صدرت إيران علي شمخاني لمشهد التفاوض الحساس مع السعودية وأبعدت وزير الخارجية؟.. تحليل يجيب

profile
  • clock 9 أبريل 2023, 12:56:52 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لماذا أسندت إيران مهمة الاتفاق مع السعودية بوساطة صينية إلى علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وليس إلى وزارة الخارجية، رغم أنه ملف يندرج تحت اختصاص الأخيرة؟

يحاول تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي"، وكتبته أستاذة العلوم السياسية المصرية والباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط (CMES) نادية حلمي، الإجابة على هذا السؤال، حيث تجادل أن دور وزارة الخارجية الإيرانية ووزيرها حسين أمير عبداللهيان كان بروتوكوليا فقط، دون أية صلاحيات خلال المفاوضات، على العكس من السعودية التي شاركت خارجيتها في التفاوض، بفاعلية.

ترى الكاتبة،  ابتداء، أن اختيار شمخاني يعكس انعدام الثقة بوزارة الخارجية الإيرانية، واقتناع القيادة في طهران أن فريق الخارجية ليس لديه الفعالية اللازمة. للحصول على الثقة للقيام بهذه المهمة مع السعودية في ظرف إقليمي ودولي حساس، وهو ما يذهب إليه أيضا تحليل نشرته صحيفة "أرمان ملي" الإيرانية الموالية للحركة الإصلاحية.

وأوضحت أن اختيار شمخاني وهيئة الأمن القومي لتولي المفاوضات، يعكس رغبة القيادة والمؤسسات الإيرانية في إزالة الآثار السلبية التي كانت وزارة الخارجية الإيرانية أحد أركانها بموقعها في العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين إيران ودول الخليج وأوروبا خلال الفترة الماضية.

أيضا، كانت إيران تعول على دور علي شمخاني مقارنة بوزير الخارجية بوصف الأول أحد أبرز القادة السياسيين الإيرانيين، وله تاريخ حافل بالعديد من المناصب المهمة، أهمها هو منصب أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي المعني بتقرير سياسات الدفاع والأمن القومي، ومكانته بين كل من المحافظين والإصلاحيين وقربه الكبير من المرشد الإيراني علي خامنئي.

أصول عربية

نقطة أخرى مهمة تسوقها الكاتبة، وهي أن علي شمخاني ينحدر من منطقة الأحواز، وبالتالي فإن أصوله عربية وليست فارسية، وهو أول شخص من أصل عربي يتولى ي إدارة العديد من ملفات السياسة الخارجية الإيرانية.

وترى أن انتماء شمخاني العربي كان أحد مؤهلاته التي جعلت النظام الإيراني حريصاً على وضعه في المقدمة دائماً، كونه من أبناء الشعب العربي الأحوازي، مما يضعف أي اتهامات أمريكية أو غربية أو خليجية بشأن تمييز إيران ضد الأحواز.

 

علاقات متميزة مع السعودية

هناك أيضا سبب شديد الأهمية، بالإضافة إلى أصول شمخاني العربية، وهي علاقاته الجيدة مع السعودية تحديدا، حيث كان أول وزير دفاع إيراني يزور المملكة، عندما كان يتولى تلك الحقيبة، كما حصل على وسام الملك عبدالعزيز آل سعود في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز لدوره في تحسين العلاقات بين البلدين، ووقع اتفاقية أمنية سابقة مع الرياض أسهمت في الحد من التوترات مع طهران.

كذلك، فإن علي شمخاني ينتمي إلى المعسكر الإصلاحي وليس المحافظين، ومن هنا يمكن أن يكون وجها يروق أكثر للسعوديين من الصقور الذين يتبنون مسألة تصدير "الثورة الإيرانية" إلى تلك الدول.

من ناحية أخرى ، فإن تولي شمخاني العديد من المناصب الرفيعة في الجيش والمخابرات الإيرانية جعله على دراية كاملة بالاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وبالتالي كان من أجدر الوجوه في التفاوض مع السعودية حول صفقة شاملة.

كما نجح علي شمخاني في إدارة ملفات الحرب المحتدمة في العراق وسوريا، والملف الأخطر في إدارة المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى، لذلك صدرت السلطات الإيرانية علي شمخاني مسؤولاً عن إدارة ملف الأمن القومي الإيراني كبديل لوزير الخارجية كشخص موثوق به في إيران وخارجها.

شمخاني والصين

ما سبق، جعل علي شمخاني مقنعا لدى الصين لإدارة ملف التفاوض مع السعودية.

وتتوقع الكاتبة أن تبدأ إيران في تصدير شمخاني لمشهد المفاوضات الحرجة المتعلقة بالاتفاق النووي في المستقبل القريب، بعد نجاحه في قيادة التفاوض مع السعودية، ونزع ذلك الملف من يد وزارة الخارجية، وهو ما يمكن أن تؤيده الصين وروسيا بأريحية أكبر كونه أكثر دراية بشؤون وملفات إدارة سياسة طهران الخارجية من وزير الخارجية الإيراني نفسه.

التعليقات (0)