- ℃ 11 تركيا
- 12 فبراير 2025
لماذا ما كان يجب أن يتفاجأ ملك الأردن من وجود صحفيين؟
لماذا ما كان يجب أن يتفاجأ ملك الأردن من وجود صحفيين؟
- 12 فبراير 2025, 10:36:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عبد الرحمن يوسف – واشنطن
أعتقد أن الالتباس حول عدم توقع ملك الأردن وجود صحفيين يعود إلى أن المكتب البيضاوي يقع في الجناح الغربي للبيت الأبيض وهو ما يشبه "الصالون" رمزيا في استقبال الضيوف في البيوت. في حين أن البيت الأبيض قال إن لقاء ترامب مع ملك الأردن في المكتب البيضاوي سيكون مغلقا.
وقد جرت العادة على أن يستقبل الرئيس الضيف ويجلسان على كرسين متجاورين بحيث يرحب الرئيس الأمريكي بالرئيس الضيف بكلمات غاية في العمومية ثم ينتقلان إلى الغرف المغلقة للاجتماعات دون وجود للصحافة أو الإعلام ثم يخرجان مرة أخرى إلى مؤتمر صحفي يُعلن عنه ويتحدثان للصحافة ويستقبلان الأسئلة.
في الغالب لا يستقبل الضيف أسئلة في الجلسة الترحيبية الأولية فور وصوله للبيت الأبيض لأنها مجرد ترحيب من صاحب البيت بضيفه والتأكيد أنه ضيف من المهم الحديث معه.
وتجدون هذا التقليد معمول به حتى بين الرؤساء الأمريكيين أنفسهم حينما يحدث انتقال للسلطة ويمكن رؤية ترامب نفسه كان يجلس مكان ملك الأردن حينما استلم السلطة من أوباما ومن جو بايدن.
الذي دائما ما يكون فارقا، هو سلوك ترامب نفسه بعكس الرؤساء من السياسيين التقليدين كأوباما وبايدن وغيرهما. فالرجل يحول لقاء الترحيب إلى مؤتمر صحفي لشخصه ويتلقى أسئلة تفصيلية ويلقي تصريحات مؤثرة.
لكن إذا نظرت إلى لقاء نتنياهو ستجد التسلسل الذي أخبرتك به، ترحيب في الصالون، لقاء مغلق ثم مؤتمر صحفي علني.
العجيب لم يكن وجود للصحفيين في غرفة الاستقبال الترحيبية، ولا حتى سلوك ترامب المنفرد، ولكن العجيب حقا هو عدم وجود جدولة لمؤتمر صحفي يعقب المحادثات الثنائية، ويبدوا أن هذا ما كان متفق عليه مع الطرف الأردني، لذا قرر ترامب الالتفاف على هذا وتحويل الجلسة الأولى لهذا المؤتمر من أجل احراج ملك الأردن الذي يبدوا أنه رفض فكرة وجود مؤتمر صحفي بعد اللقاءات المغلقة أو أن ترامب لم يفضل إعطاءه تلك المكانة.
وربما فكرة عدم وجود إحراج متبادل بين الجانب المصري والأمريكي هو ما قاد إلى أن لقاء وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يكون مغلقا ودون مؤتمر صحفي للإجابة على أسئلة الصحفيين.
وربما كانت هذه أيضا الخشية المصرية من أن يتسبب سلوك ترامب وتصريحاته في تأزم المؤتمر أو اللقاء مع السيسي بما أدى إلى ترجيح تأجيله من قبل مؤسسات عربية كثيرة بعضها أكد هذا التأجيل.
ترامب يتعمد إهانة خصومه بما فيهم الرؤساء بطرق مختلفة لكن الإجراءات التقليدية للبيت الأبيض في استقبال الرؤساء والضيوف الكبار لم تتغير، بل ما تغير هو شخص الرئيس.
لذلك لا أتفق مع بعض الزملاء بأن ما وصلنا كصحفيين بأن اللقاء سيكون مغلقا في البيت الأبيض أو المكتب البيضاوي، يعني أنه لن يكون هناك أي صحفي بالداخل وقت الاستقبال الترحيبي.
لذا من المفترض من فريق الملك الأردني توقع هذا الأمر من معرفتهم بسلوك ترامب ودراسة سلوكه السياسي، وأعتقد أن فريق الرئيس المصري قد فطن إلى هذه المسألة، واتخذ القرار بأن تتأجل الزيارة كما أشارت مؤسسات صحفية عربية.