تكبير الخط تصغير الخط

لم تكن حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ أكثر من 50 يوما (قبل تطبيق الهدنة الإنسانية الجمعة الماضي)، هي الوحيدة الضاغطة على الشعب الفلسطيني ولكن اجتمعت عليهم أنواع أخرى من صنوف المعاناة وهي: "انقطاع المياه والكهرباء والغاز"، إلى جانب نقص الخبز والدقيق داخل القطاع المحاصر  رغم دخول عدد من الشاحنات في أيام الهدنة لتقديم المساعدات الإنسانية ومنها غاز الطهي. 

وتظهر الصور التي ينشرها موقع "180 تحقيقات"، حجم المعاناة التي يلاقيها الأهالي في غزة لكي يحصلوا على الخبز أو غاز الطهي، إذ يضطرون للمكوث أياما في طوابير مكتظة بالسكان لكي يحصلوا على الخبز أو الغاز .

كما تظهر الفيديوهات التي نشرتها وكالة "معا" الإخبارية، حجم المعاناة إذ تقول إحدى المواطنات الفلسطينيات: "أنا نازحة من بيت لاهيا في مدرسة الرياض السعودي وبايتة من إمبارح في مخزن الأنابيب لتعبئة الغاز.. ولا يوجد نار ولا خشب نستخدمه للتدفئة والطهي".

وأضافت المواطنة: "حتى خشب طاولات المدرسة نفذ زخلص والمدرسة فارغة لا يوجد بها حتى الشبابيك حتى حفيدي الرضيع ما بنقدر نغليله الرضعة"، مطالبة بحل أزمة الوقود في غزة.

وتدخل اليوم الإثنين، الهدنة المؤقتة في غزة يومها الرابع مع التوصل لتمديدها إلى يومين إضافيين بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، فيما أفادت وسائل إعلام بدخول شاحنات المساعدات عبر معبر رفح بالإضافة إلى شاحنات الوقود.

وبلغ عدد الشهداء أكثر من 14 ألفا و854 شهيدا، بينهم أكثر من 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فيما لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، إما تحت الأنقاض أو جثامين ملقاة في الشوارع والطرقات أو ما زال مصيرهم مجهولا، كما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا.

وتعد هذه الهدنة الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وينص الاتفاق الخاص بالهدنة بشكل عام على تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.

كما ستسمح الهدنة التي تستمر أربعة أيام قابلة للتجديد، بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.