- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
لهذا السبب.. تتعرض محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا لهجمات متكررة
لهذا السبب.. تتعرض محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا لهجمات متكررة
- 12 أغسطس 2024, 8:47:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عادت محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا لدائرة الاهتمام مجدداً٬ وذلك بعد أن تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بعد اندلاع حريق قرب محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا حالياً٬ من دون أن يُبلِّغ الجانبان عن ظهور أي علامة تؤشر على ارتفاع مستوى الإشعاع.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتي تراقب المنشأة الضخمة ذات الستة مفاعلات، إن خبراءها شاهدوا الأحد 11 أغسطس 2024 دخاناً كثيفاً ينبعث من المنطقة الشمالية للمحطة الواقعة جنوب أوكرانيا بعد سماع عدة انفجارات.
ونقلت وكالتا تاس وريا الروسيتان، عن شركة الطاقة النووية في البلاد روساتوم قولها إن الحريق الرئيس جرى إخماده قبيل منتصف الليل. ويأتي الحريق بعد أقل من أسبوع من شن القوات الأوكرانية أكبر توغل لها في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب عام 2022، وهي خطوة مفاجئة أدخلت النزاع في مرحلة جديدة بعد أسابيع من انتصارات عسكرية روسية.
وشهدت المحطة النووية حوادث مشابهة منذ بدء سيطرة القوات الروسية على المحطة النووية إثر الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا أواخر فبراير 2022.
ما هي محطة زابوريجيا النووية؟
تعد محطة زابوريجيا النووية واقعة على خط النار بين روسيا وأوكرانيا٬ وهي تكتسب أهمية كبيرة، كونها أكبر محطة نووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 محطات نووية في العالم، إضافة إلى أنها تولد لأوكرانيا نحو 20% من حاجتها من الكهرباء.
تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الطاقة النووية٬ إذ يأتي حوالي نصف الكهرباء في البلاد من نحو 15 مفاعلاً نووياً في أربع محطات في جميع أنحاء البلاد، فيما تمد محطة زابوريجيا النووية وحدها أوكرانيا بـ20% من حاجتها من الكهرباء وفقاً للرابطة النووية العالمية.
تتألف محطة زابوريجيا النووية من 6 مفاعلات، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، تم بناؤها في الغالب في الحقبة السوفييتية وأصبحت ملكية أوكرانية بعد إعلان استقلالها عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991.
حتى وقت قريب، تم توصيل مفاعلين فقط بالشبكة الوطنية الأوكرانية لتوفير الطاقة، على الرغم من أن الوحدات قد توقفت عن العمل في نقاط مختلفة٬ ولأسباب مختلفة٬ منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا 24 فبراير/شباط 2022.
تقع محطة زابوريجيا النووية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو في أوكرانيا، على بعد نحو 150 كيلومتراً شمال سد نوفا كاخوفكا. تخضع المنطقة والمحطة النووية للسيطرة الروسية منذ بداية الحرب، لكن المحطة لا يزال يديرها في الغالب عمال أوكرانيون، وفقاً وسائل إعلام غربية.
تعتبر محطة زابوريجيا النووية واحدة من المحطات النووية الحديثة في البلاد، إذ إنه خلال فترة استقلال أوكرانيا تم تحديث المحطة بشكل كبير، وذلك يشمل تقنيات الأمان النووية الغربية الحديثة التي يإمكانها الحفاظ على سلامة المنشأة.
وذلك يعني أنه حتى لو كان هناك إهمال لصيانتها، أو تسبب عمل عسكري كبير في أضرار جسيمة، فإن النتيجة ستكون أقرب إلى الكارثة النووية في فوكوشيما اليابانية التي تم احتواؤها محلياً.
كيف تستفيد روسيا من هذه المحطة؟
تسعى روسيا لربط محطة زابوريجيا النووية في جنوب شرق أوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. ووفقاً لما ذكره موقع NS Energy فقد تم تشغيل وحدات الطاقة الست بين عامي 1984 و1995، في حين يُعتقد أنّ جميع المفاعلات الستة قد أغلقت منذ أن وجد المصنع نفسه على خط المواجهة بعد بدء الحرب الروسية-الأوكرانية.
وهناك خمسة من المفاعلات في حالة "إيقاف بارد"، متوقفة تماماً ويتم تبريدها، وواحد في "إيقاف ساخن"، يتم الاحتفاظ به في درجة حرارة 200-250 درجة مئوية، من أجل سهولة إعادة التشغيل إذا سمحت الظروف بذلك.
لماذا تركز موسكو على ضرب محطات الطاقة بأوكرانيا؟
خلال الأشهر الماضية٬ ألحقت روسيا أضراراً بالغة بقطاع إنتاج الطاقة الكهربائية الأوكراني وذلك من خلال ضربات صاروخية مكثفة فاقت حتى تلك التي شهدتها نهاية 2022.
في الفترة بين 22 و29 مارس2024 قصفت روسيا 7 محطات للطاقة الحرارية في أوكرانيا، كما أصابت الصواريخ الروسية محطتين للطاقة الكهرومائية.
وألحقت هذه الضربات دماراً بنحو 80% من محطات التوليد الحرارية والكهرومائية التي كانت تنتج نحو 27.4% من حاجة البلاد إلى الكهرباء. وبحسب رئاسة الوزراء، فقد حرم ذلك أوكرانيا من 6 غيغاواتات كانت تنتجها تلك المحطات، وهذا الرقم هو 3 أضعاف ما خططت أوكرانيا لاستيراده من الغرب.
تداعيات ذلك كانت مباشرة على 12 مقاطعة أوكرانية من أصل 24، بعضها كبيرة ورئيسية، مثل خاركيف شرقا وأوديسا جنوبا، حيث أعيد العمل بنظام الانقطاعات الدورية المجدولة، الأمر الذي لم يحدث منذ أوائل العام 2023.
وكانت خاركيف -وهي ثاني أكبر المدن الأوكرانية- الأكثر تضررا، حيث أعلنت إدارتها المحلية أن "كل البنية التحتية للطاقة فيها تضررت"، وأن الوضع فيها بات صعبا للغاية، ولا يسمح حتى بعودة عمل المواصلات الكهربائية الرئيسية (المترو، الحافلات، الترام) إلى طبيعته.
كما أن التداعيات مست كل المقاطعات الأخرى، إذ اضطرت لوقف خدمات التدفئة المركزية مع نهاية مارس/آذار بدلا من أواسط أبريل/نيسان، مع تجدد الدعوات للتوفير العام، والتلميح إلى ارتفاع جديد قريب ستشهده أسعار الكهرباء.
وبهذا تكون أوكرانيا قد خسرت كليا أو بصورة مؤقتة ما لا يقل عن 50% من محطات إنتاج الكهرباء التي يبلغ عددها 345 محطة، تتوزع بين محطات توليد وتحويل رئيسية وفرعية.
وخلال عام ونصف مضى لم تفلح باستعادة كامل قدراتها قبل الحرب، والتي تشمل محطات ضخمة دمرت، وأخرى تخضع للسيطرة الروسية، كمحطة سد كاخوفكا ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.
ويبدو أن الاستيراد كان سبيلاً وحيداً لاذت به أوكرانيا خلال الأيام الماضية لسد العجز من رومانيا وسلوفاكيا وبولندا والمجر ومولدوفا، حيث قفزت أحجامه بواقع 56 ضعفا خلال الأسبوع الماضي فقط، لتصل إلى 89.3 ألف ميغاوات.