- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
نذر حرب بين روسيا وأوكرانيا
تشهد الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وتحديداً منطقة "دونباس" تحرشاً روسياً أدى إلى مقتل جنود أوكرانيين، فيما شوهدت تعزيزات روسية على الحدود، وسط ترقب أمريكي وتأكيد واشنطن دعمها كييف.
واستنكر الكرملين، اليوم الجمعة، ظهور قوات أمريكية في أوكرانيا، مؤكدأً أن ذلك سيزيد من التوتر وسيدفع روسيا لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن التصريحات الأوكرانية حول إمكانية ظهور عسكريين أمريكيين على الأراضي الأوكرانية، غير مقبولة وغير مناسبة، مشيرا إلى أن روسيا لا تهدد أحداً.
تصريحات الكرملين تأتي تعليقا على اتهام وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق لروسيا بالقيام بأعمال "لزعزعة الاستقرار" في أوكرانيا، بالإضافة إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن واشنطن وعدت بتقديم الدعم إلى كييف في حالة تفاقم الوضع في منطقة دونباس على الحدود الأوكرانية-الروسية .
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الأوكرانية أن وزير الدفاع الأمريكي شدد على أنه "في حالة تصعيد العدوان الروسي، فإن الولايات المتحدة لن تترك أوكرانيا وحدها".
وتعليقا على ذلك قال المتحدث باسم الكرملين : "مما لا شك فيه أن مثل هذا السيناريو (ظهور الجيش الأمريكي في أوكرانيا) سيؤدي إلى زيادة التوترات بالقرب من الحدود الروسية، وسيتطلب هذا إجراءات إضافية من جانب روسيا لضمان أمنها".
وتشهد الأعوام الأخير توترات بين روسيا وأوكرانيا تهدئة وتصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها انفصاليين موالين لها في شرقي أوكرانيا.
وبين الحين والآخر، تتواصل الاشتباكات في منطقة دونباس على الحدود بين البلدين، بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا الذين أعلنوا استقلالهم المزعوم عام 2014، مما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ ذلك الحين حتى الآن.
وتصاعد الموقف مؤخراً حينما أعلنت أوكرانيا، في 26 مارس الماضي ، مقتل 4 من جنودها جرّاء إطلاق انفصاليين موالين لروسيا ناراً في منطقة دونباس، شرقي البلاد، فيما أشارت تقارير مراقبين إلى حشد عسكري روسي على الحدود، وتزايد القلق الروسي من المواقف الأوكرانية الأخيرة بسبب توريد شحنات أسلحة حديثة أمريكية للقوات الأوكرانية، وتصريحات قيادات هيئة الأركان الأوكرانية والتي تتحدث عن أجواء حرب مع روسيا.
البرلمان الأوكراني"الرادا" أصدربياناً بعد مقتل 4 عسكريين أوكرانيين في "دونباس" اعتبر روسيا عدواً عسكريا، وطالب بإيقاف أعمالها العدوانية في دونباس، وناشد المجتمع الدولي بالضغط علي روسيا، وبإلزامها بسحب قواتها العسكرية من الأراضي الأوكرانية. "الرادا" صادق على قانون جديد للتعبئة العامة في حال تصاعد الصدام في دونباس. بينما أعلن الرئيس الأوكراني أن روسيا أصبحت عدوا عسكريا بالنسبة لأوكرانيا
الموقف الرسمي لروسيا يفيد بعدم الرغبة في خوض حرب في دونباس، لكن الوضع الراهن يكشف عن ان كلا من موسكو وكييف تحاولان تغيير توازنات واطار ومسار المفاوضات. حيث تطلب روسيا عقد اجتماع لجنة "نورماندي" الرباعية بدون مشاركة اوكرانيا ليقتصر فقط على روسيا والمانيا وفرنسا.. وجرت محاولات من الكرملين لعقد قمة روسية- فرنسية – المانية، لكنها لم تكلل بالنجاح، واقتصر الامر على محادثات هاتفية، صدر عنه توصيات بعضها اثار غضب اوكرانيا. الكرملين نفى ما قيل عن استعداده لحرب مع اوكرانيا وقال بيسكوف إن روسيا تنقل قواتها العسكرية داخل أراضيها، وهذا لا ينبغي أن يزعج أحدا، ولا يشكل أي تهديد لأحد.
فيما يأتي بيان البرلمان الاوكراني بهدف تدعيم موقف المفاوض الاوكراني ومحاولة للضغط على اللاعبين الدوليين حتى لا يتم تجاهل اوكرانيا من اي مفاوضات وفرض قرارات عليها. ويصر الجانب الاوكراني على عدم تواجد ممثلين عن المناطق المتمردة (لوجانسك ودونيتسك)، والالتزام الصارم باتفاق مينسك وايقاف اطلاق النار.
وتناثرت أخبار تفيد بأن هيئة الأركان العامة الاوكرانية درست بعناية تجربة الحرب الأخيرة في ناغورني قره باغ، لا سيما فيما يتعلق بدور الطائرات المسيرة الحديثة، التي لدى القوات المسلحة الأوكرانية منها في الخدمة. أي أن الظروف كلها مهيأة لإعادة جزء كبير من الأراضي الخارجة عن السيطرة إلى أوكرانيا. وكل ما هو مطلوب هو أمر من القائد العام لشن الهجوم.
وتدعم أنقرة بنشاط موقف كييف الرسمي من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المعلنتين من طرف واحد.
كما تدعم الولايات المتحدة أوكرانيا وحذّرت واشنطن روسيا الخميس من "ترهيب" أوكرانيا التي أشارت بدورها إلى أن موسكو تعزز انتشار قواتها عند الحدود.. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين "نشعر بقلق تام حيال التصعيد مؤخرا لتحرّكات روسيا العدائية والاستفزازية في شرق أوكرانيا... وما نعارضه هو خطوات معادية هدفها ترهيب وتهديد شريكتنا أوكرانيا".
وتحدّثت أوكرانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع عن تحرّك للجنود الروس في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو وعلى الحدود الروسية-الأوكرانية في دونباس، قرب أراض خاضعة لسيطرة انفصاليين مدعومين من الكرملين.
اوتصل وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن بنظيريهما الأوكرانيين لتأكيد دعم واشنطن لكييف. وأوضح برايس أنّ بلينكن خلال اتصاله بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا، مؤكدأً دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي المستمر في دونباس وشبه جزيرة القرم".