- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
مأمون الشناوي يكتب : حين يؤمر المذبوح أن يتجملا !!
مأمون الشناوي يكتب : حين يؤمر المذبوح أن يتجملا !!
- 28 مايو 2021, 4:03:42 ص
- 1293
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صدمت سيارة الحاكم مواطناً فأردته قتيلاً ، فقاموا باعتقال جثته بتهمة تلويث سيارة الحاكم بدمه !!.
الشعوب الهاربة من التاريخ تتحامل علي الضحية وتهدهد الجاني ، تلتمس الأعذار للقاتل وتلوم القتيل ، ترحم المجرم وتؤنب المجني عليه ، تصب جام غضبها علي المظلوم وتبحث عن ألف حجة لتبرير توحش الظالم !!.
وهانحن هروباً من مواجهة المجرم الحقيقي نروح نتهم البائس المسكين ، فلا نذكر توحش الصهاينة ووقاحتهم وإجرامهم قدر ما نعدد مثالب الفلسطينيين وننعتهم بأسوأ الصفات والسمات ، وكأنهم يستحقون ما يلاقونه علي أيدي هذا الغاصب المحتل الوضيع ، عدوّ الرحمة والإنسانية ، هؤلاء القطعان الهمج الذين جاءوا من كل أصقاع الدنيا ليستولوا علي وطن آمن ليقيموا عليه كيانهم ويطردوا أهله ويعيثوا فيهم تقتيلاً !!.
وبدلاً من أن نواجه هذا العدوّ المجرم ، إذا بنا نردد أكاذيب صارت من كثرة ترديدها كأنها حقائق لا تقبل المراجعة ، فتلوكها الألسنة المغرضة ، وتنشرها الأقلام المأجورة والنفوس المرتزقة !!.
فالفلسطينيون باعوا أرضهم لليهود ، والفلسطينيون يعيشون في رغد وبحبوحة وهم أصحاب ثروات ورأس مال واستثمارات بالمليارات ، وزوجة ياسر عرفات وابنتها يمتلكون شارعاً كاملاً في لندن ، وعشرين مليار دولار ، والفلسطينيون لايريدون حلاً لقضيتهم لأنهم مستفيدون من وضعهم الحالي وكأنهم أدمنوا الاحتلال والقهر والذبح ، ودليل ذلك أنهم لم يسمعوا كلام السادات العبقري الداهية الذي ضحك علي اليهود وخدعهم وسقاهم شراباً مخدراً ووقعوا له علي تنازلهم عن دولة فلسطينية ، وكأن الحداية تحدف كتاكيت ، ولا يدري هؤلاء المروجون أن اليهود خدعوا العالم كله وحتي خدعوا أنبياء الله من قبل ، وأنهم تركوا للسادات سيناء منقوصة السيادة وأخذوا مصر كلها ورفعوا علمهم في سماء القاهرة لأول مرة في التاريخ ومما لم يكونوا يحلمون به !!.
فلتكف تلك الألسنة ولتخرس عن تلك الافتراءات والضلالات ، ولتداري عجزها بالصمت ، ولتنزوي خجلاً من لعنة التاريخ ، ولتتبع نصيحة أبو الطيب المتنبي حين قال لأمثالهم : ( لاخَيّلٌ لديّكَ تُهديها ولا مال ، فليسعد النُطق إن لم يسعد الحالُ ) !!.
فأنت أيها المُخادع المُغرض الحانق ، مادمت عاجزاً عن تقديم يد العوّن لهؤلاء الأبطال الصامدين في فلسطين ، لا سلاح ولا مال ، ولا حتي كلمة طيبة وإنصاف ورحمة ، فاصمت ، واختبئ خلف جدار عجزك وتخاذلك وابتلع عارك ، فجريمة كبري أن نلتمس الأعذار للقاتل ، ونطعن المقتول ، أن نبرر للجلاد مجازره ونطالب المذبوح أن يتجملا ، بل نجزم أنه يستحق الذبح ، أيّ بشر أنتم !!.