- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مأمون الشناوي يكتب : مافيا الفيروس !!
مأمون الشناوي يكتب : مافيا الفيروس !!
- 9 يونيو 2021, 2:50:28 ص
- 798
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وكأنه لم يكن كافياً علينا جشع بعض كبار الأطباء وابتزازهم وتحايلهم ، ولا إجرام المراكز الطبية والمستشفيات الاستثمارية التي عدد الموتي فيها أكثر من المرضي ، فما أن هبط علينا هذا الفيروس اللعين - من حيث لاندري - حتي تشكلت سريعاً عصابات المافيا الخاصة به ، وراحت تُقلب في جيوبنا وتمتص دماءنا وتنهش في لحومنا !!.
وعلي الفوّر صار لتلك العصابة أعضاء وأجنحة كل حسب دوره وموقعه ؛ بدايةً من هذاالموظف الحقير الذي يبيع شهادة تحليل الفيروس المطلوبة للمسافرين للخارج بألف جنيه دون ذهابهم إلى معامل التحليل ، وبالتواطؤ مع العاملين في داخل المختبر ، وصولاً إلى بشاعة شركات إنتاج الأدوية الخاصة بهذا الفيروس !!.
ومروراً بتلك ( الكمامة ) التي ما أن أجمع أهل الاختصاص علي ضرورة ارتدائها منعاً للعدوي ، حتي بيعت الواحدة منها بخمسين جنيهاً ، وهاهي الآن تباع بجنيه واحد فقط ، وأتحدي لو أنك رأيت كمامة مُلقاة علي الأرض ، لماذا ، لأن أطفال الشوارع يقومون بجمعها لصالح مصانع بير السلم ، بهدف إعادة تدويرها وبيعها للغلابة من أمثالنا !!.
وتلك الكحولات التي كانت زجاجات المياه أغلي منها ، فجأة قفز سعر الزجاجة الصغيرة التي تقوم الصيدليات بتصنيعها إلى أربعين جنيهاً ، كثيرا ما اشتريتها فإذا هي معبأة بالماء المقطر ، واختفت المكملات الغذائية ودواء البنادول ليباع سراً وبأسعار فلكية !!.
ولم ينس الأطباء دورهم ونصيبهم من التورتة الفاخرة ، فكثير منهم قرر زيادة ثمن الكشف لديّه لمريض الكورونا خاصة بمعدل مائة جنيه علي الأقل ، وليس له إعادة ، كما خصص غرفة في عيادته للعزل رافضاً أن يذهب المريض إلى أماكن العزل الحكومية بدعوي الإهمال !!.
أما المستشفيات الاستثمارية فحدث ولاحرج ، أعرف بعضها تحدد الليلة الواحدة فيها بثلاثين ألف جنيه ، فاذا مات المريض منعت تغسيله حتي يسدد أهله المبلغ المطلوب !!.
أما عالم الأدوية فإنه الأبشع ، ففي العالم توجد اثنتا عشرة ألف شركة لإنتاج الدواء ، منها خمس وعشرون شركة فقط تتحكم في خمسين في المائة من سوق الدواء العالمي ( باير وفايزر وغيرها ) وهذه الشركات أخطر من تجارة المخدرات والأسلحة ؛ فإنها تتعمد عدم انتاج أدوية تعالج الأمراض سريعاً ، حيث ثبت أن كل الأمراض - حتي السرطان - يمكن أن تعالج في عدة أيام ، وبنوع واحد من الدواء ، لكن تلك الشركات المجرمة ترفض ذلك عمداً !!.
كنت في إحدى الصيدليات الشهيرة جداً أطلب نوعاً من الدواء وإذا بشاب يمسك بروشتة بها طابور من الأدوية مكتوبة علي الكمبيوتر ، وكأنها جاهزة لكل المرضي ، عرفت أن والده مريض كورونا ، وأن الطبيب العبقري بدلاً من أن يتعب نفسه قام بإعداد تلك الروشتة لتكون جاهزة لكل المرضي !!.
كما أدهشني أن تكلفة تلك الروشتة تسعة آلاف جنيه ، فيها صنف واحد سعره أربعة آلاف وخمسمائة جنيه لايوجد إلا في تلك الصيدلية الشهيرة ، والطبيب المُعالج يعرف ذلك ويتعامل معها !!.
عصابة حقيقية - ياسادة - تنافس المافيا وآل كابوني ، لاتعرف الرحمة ولا الشفقة ، ولا تشبع من جمع المال بشتي الطرق حتي لو امتصت دم الناس ، كل الناس ، فإذا كان الأثرياء يقدرون علي ذلك لأنهم لصوص مثل بعضهم ، فماذا عن الفقير المُعدم ، لسان حالهم يقول : الفقير إذا مرض يموت ، فلا مكان له في عالم تحكمه الندالة والإجرام والجشع والبشاعة والابتزاز ، حتي في وقت الجائحة والمصيبة !!.