- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
مؤرخ أمريكي: إسرائيل دولة ضعيفة صغيرة محاطة بجيران معادين
مؤرخ أمريكي: إسرائيل دولة ضعيفة صغيرة محاطة بجيران معادين
- 14 نوفمبر 2023, 9:21:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال المؤرخ والصحفي الأمريكي فيكتور ديفيس هانسون، إن الفكرة التأسيسية لإسرائيل الحديثة كانت توفير ملاذ لليهود في وطنهم التوراتي في الشرق الأوسط، في أعقاب القتل الجماعي الذي ارتكبته ألمانيا النازية والذي راح ضحيته ستة ملايين يهودي. ولفت إلى أن عدد سكان إسرائيل حوالي 10 ملايين نسمة. ويمثل هذا حوالي نصف الشعب اليهودي في العالم.
وأوضح "هانسون"، في مقال له نشره موقع "Chattanooga Times Free Press"، أنه بالرغم من ذلك، في الوقت الحالي، بعد مرور 78 عامًا على المحرقة، يردد المتظاهرون المناهضون لإسرائيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والمدن الكبرى في العالم الغربي، والجامعات الأمريكية الشهيرة تهديدات بالقتل و"فلسطين سوف تتحرر من النهر إلى البحر". شعارهم المميز هو اختصار لمحو الدولة اليهودية وكل من فيها.
إسرائيل المظلومة بعيون أمريكية
وزعم "هانسون" في مقاله أنه لن تكون هناك في الوقت الحالي أي فرصة لأن يعيش اليهود بسلام في ظل أي حكومة شرق أوسطية حالية. وأشار إلى أنه في حقبة ما بعد الحرب، تعرض ما يقرب من مليون يهودي للاضطهاد والتطهير العرقي والطرد القسري من جميع الدول العربية الكبرى - الجزائر ومصر والعراق وليبيا والمغرب وسوريا واليمن - على الرغم من إقامتهم مئات السنين.
وأضاف: "تظل الكراهية ضد إسرائيل عنصراً أساسياً في أغلب سكان العالم العربي الذي يبلغ عدد سكانه ما يقرب من 500 مليون نسمة، وهي في الواقع أمر شائع بين مسلمي العالم البالغ عددهم 1.6 مليار مسلم وداخل بلدانهم".
وفي محاولة لتبييض وجه الاحتلال الإسرائيلي، ادعى المؤرخ الأمريكي أن إسرائيل ليست سوى واحدة من عدة دول صغيرة ضعيفة. ويوجد معظمهم في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط المضطربة، كلها محاطة بجيران معادين. كما عانى الآخرون أيضاً من تاريخ طويل من الاضطهاد والإبادة الجماعية الدورية، وهي كوارث لا تُنسب بالضرورة إلى ماضيهم القديم بشكل دائم، على حد زعمه.
من إسرائيل إلى أرمينيا.. كراهية المسلمين رابطا
وينتقل المؤرخ الأمريكي بإدعاءاته من إسرائيل إلى أرمينيا وأذربيجان، قائلا: "انتهى القتال المرير بالوكالة بين القوات المتحالفة مع أرمينيا وأذربيجان في ممر ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه مؤخرًا بهزيمة القوات المدعومة من أرمينيا".
وينتقل "هانسون" من الإدعاء إلى الأسلوب الطائفي لتحريف الحقائق، مضيفا أنه قبل وقت قصير من عملية طوفان الأقصى التي يصفها "هانسون" بـ"المذبحة التي ارتكبتها حماس بحق اليهود في السابع من أكتوبر"، طردت أذربيجان المسلمة والناطقة بالتركية نحو 120 ألف أرمني مسيحي من المنطقة.
ينطلق المؤرخ الأمريكي من كراهية واضحة للعالم العربي والإسلامي، وهو ما جعله يردد مزاعمه في وصف خسارة أرمينيا للجولة الأخيرة، بـ"التطهير العرقي الحالي في ناجورنو كاراباخ"، وفي إطار بث كراهيته لتركيا، يربط بين هزيمة أرمينيا من أذربيجان وبين عداءها التاريخي لتركيا، زاعما ان هذا التطهير جاء بعد ما يزيد قليلاً عن قرن من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن، والتي أدت إلى طرد أكثر من مليون شخص من ديار أجدادهم وذبحهم.
الغريب أن مؤرخ وصحفي يلجأ إلى هذا الأسوب الطائفي البعيد عن الواقع والحقائق، فيكتب "هانسون": "وأرمينيا المسيحية، التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة فقط، أصغر حتى من إسرائيل. وهي محاطة تقريبًا بدول إسلامية معادية. وكما هي الحال في إسرائيل، فإن العالم إما يتجاهل في الأغلب السيناريو الوحشي القديم المألوف، والذي يتكرر الآن مع نفس اللاعبين العدوانيين ــ أو أنه لا يهتم.
تربص بتركيا
واستمرارا في تربصه بتركيا، ينتقل "هانسون" إلى دولة أخرى، قائلا إن "اليونان المسيحية – وهي عضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي – تشبه إسرائيل أيضًا في كونها صغيرة نسبيًا، حيث يبلغ عدد سكانها 10.5 مليون نسمة. لأكثر من 400 عام، احتلت تركيا العثمانية اليونان. منذ ما يقرب من قرن من الزمان، قامت القوات التركية بتطهير عرقي لليونانيين من إيونيا القديمة وعاصمتها سميرنا، موطن الشعوب اليونانية لآلاف السنين"، على حد زعمه.
فهي، مثل أرمينيا، تشترك في الحدود مع عدوها التاريخي تركيا. وتتعرض الجزر اليونانية قبالة سواحل آسيا الصغرى حاليًا للتحليق المستمر للطائرات العسكرية التركية. وإلى الشمال من اليونان تقع منطقة البلقان المضطربة تاريخياً. وعلى الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، يقع عدد من دول شمال إفريقيا العنيفة وغير المستقرة في كثير من الأحيان، وهي المصدر المتكرر للهجرة غير الشرعية الجماعية والمزعزعة للاستقرار إلى اليونان.
ومن اليونان ينتقل "هانسون" إلى قبرص الصغيرة، التي قال إنها هي دولة أخرى معرضة للخطر بنفس القدر. التاريخ القبرصي هو تاريخ الغزو والاحتلال المستمر. ومؤخراً، تم تقسيم قبرص قسراً إلى دولتين يونانية وتركية في عام 1974، بعد أن غزت تركيا وطردت نحو 200 ألف يوناني من منازلهم التي تعود إلى قرون مضت في شمال الجزيرة، وفق مزاعم المؤرخ الأمريكي.
وأضاف "هانسون" في مقاله أن كل نقاط الضعف التي تعاني منها هذه الدول الصغيرة ليست نظرية مجردة، ولا هي تاريخ قديم.
معاداة أردوغان
وينتقل عداء "هانسون" من تركيا إلى شخص رئيسها، فيزعم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علق مؤخراً على التوترات التي تعصف بالدول التي ذكرها جميعاً في الوقت الحالي. ومع تزايد المخاوف بشأن ما وصفه بـ"الانتهاكات التركية" للمجال الجوي اليوناني في بحر إيجه، هدد أردوغان بإرسال وابل من الصواريخ إلى أثينا: "يمكننا أن نهبط فجأة ذات ليلة عندما يحين الوقت"، حسبما زعم "هانسون".
وأضاف: "كما قام أردوغان مؤخرًا بتخويف إسرائيل بنفس التحذير تقريبًا من هجوم صاروخي تركي وقائي ليلي، متفاخرًا بأن تركيا يمكن أن "تأتي في أي ليلة بشكل غير متوقع".
واستنكر "هانسون" تعليق أردوغان على عملية طوفان الأقصى، ووصفه بـ"المشؤوم"، كما هاجم موقف الرئيس التركي من الرد الإسرائيلي عليها في غزة: "سنقول للعالم أجمع أن إسرائيل مجرمة حرب. ونحن نستعد لذلك".
وأضاف":" فيما يتعلق بطرد الأرمن مؤخراً والحرب في ناجورنو كاراباخ، تفاخر أردوغان أيضاً قائلاً: سوف نستمر في إنجاز هذه المهمة التي قام بها أجدادنا على مدى قرون في منطقة القوقاز. ومن الواضح أن أردوغان كان يشير إلى الغزو العثماني لأرمينيا وإلى الجهود التركية اللاحقة في أوائل القرن العشرين لتطهير أرمينيا عرقياً من الأرمن" على حد زعمه.
من المظلومية التاريخية إلى التفوق الحالي
وينتقل المؤرخ الأمريكي فجأة من ادعاء المظلومية التاريخية، إلى مزاعم التفوق الحضاري الحالي، ويلجأ إلى أكذوبة غربية تقول إن إسرائيل هي واحة الديموقراطية في المنطقة، ضاربا عرض الحائط بجرائمها وعنصريتها ضد اليهود الأفارقة أنفسهم في نفس الكيان، ودون أي حديث عن ديكتاتورية نتياهو نفسه وجنون اليمين المتطرف الحاكم.
وأضاف "هانسون": "في كل هذه الحالات، تعقد الدول الصغيرة والضعيفة انتخابات شفافة وتضمن الحقوق الفردية ــ في تناقض صارخ مع جيرانها الأكبر والأكثر عدوانية".
وفي استجداء للغرب الذي بدأ يطالب بوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة مدفوعا بالضغط الشعبي، قال "هانسون" إن استمرار وجود تلك الكيانات يتوقف على التحالفات والدعم الغربيين – من الاتحاد الأوروبي، ومن حلف شمال الأطلسي، وخاصة من الولايات المتحدة.
وفي الختام، يرجع المؤرخ الأمريكي إلى ادعاء المظلومية التاريخية، قائلا: "في الماضي، عانوا جميعًا من الكوارث لأنهم اختلفوا عن جيرانهم في العرق والدين والتاريخ - وكان يُنظر إليهم على أنهم إما مستهلكون أو غير ذي صلة بحلفائهم ورعاتهم المفترضين في الغرب. وإذا لم نكن حذرين، فإن ما يفترض أنه لا يمكن أن يحدث مرة أخرى، سوف يحدث بكل تأكيد".