مؤسسات "الخير" القطرية.. ريادة تحتذى حول العالم (إطار)

profile
  • clock 5 مارس 2023, 6:40:27 ص
  • eye 525
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

شهد قطاع العمل الإنساني في قطر، نموا ملحوظا، خلال العقدين الأخيرين، ليشكل أحد المسارات التي أرست خلالها الدوحة نهجا جديدا في النهوض بالمجتمعات والدول الفقيرة، وعلى رأسها الدول الأقل نموا، فضلا عن الدول التي تتعرض للكوارث.

ويبرز دور قطر في هذا القطاع بالتزامن مع استضافة الدوحة مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموا، على مدار خمسة أيام في الفترة من 5 إلى 9 مارس/ آذار الجاري.

ويشارك في المؤتمر نحو 6 آلاف شخصية رفيعة المستوى، بينهم رؤساء دول وحكومات، من أجل التصدي للتحديات الراهنة والحصول على دعم دولي وتعزيز الشراكات في العمل الإنساني.

ويمثل المؤتمر الأممي فرصة لتسريع التنمية المستدامة في المناطق الأكثر احتياجا إلى المساعدة الدولية، والاستفادة من الإمكانات الكاملة لأقل البلدان نموا البالغ عددها 46، على نحو يساعدها على التقدم والازدهار والمضي قدما نحو تحقيق التنمية المستدامة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عددا قياسيا من الأشخاص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري؛ يصل عددهم إلى 339 مليون شخص في 68 دولة، أي بزيادة نحو 65 مليون شخص عن عام 2022.

وتصل التكلفة التقديرية للاستجابة الإنسانية لعام 2023 إلى 51.5 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 25 في المئة مقارنة مع العام 2022، حسب بيانات الأمم المتحدة.

** هيئة تنظيم الأعمال الخيرية

ولتنظيم عمل المؤسسات الخيرية، أنشأت قطر جهازا حكوميا باسم "هيئة تنظيم الأعمال الخيرية" والتي تعنى بعملية التنظيم والإشراف ووضع المعايير للعمل الخيري والإنساني في البلاد، مع اتساع خريطة التدخلات الإنسانية للمؤسسات الخيرية القطرية.

وتشير إحصاءات الهيئة إلى أن عدد الجمعيات والمؤسسات الخاصة الخيرية المسجلة لديها حاليا تزيد على عشر.

وتضطلع تلك المؤسسات بأدوار مختلفة على الصعيد المحلي، كما برز بعضها على الساحة الدولية مساهما ومشاركا في العمل الإنساني، بالتعاون والشراكة مع مؤسسات محلية معتمدة في الدول المستفيدة أو مع المنظمات والوكالات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والتنموي.

وتتولى المؤسسات والجمعيات الخيرية القطرية دوراً داعماً ومسانداً للمجتمع الدولي في مواجهة تحديات التنمية والأزمات الإنسانية، على رأسها الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية، اللتان تملكان رصيدا في العمل الإنساني يحظى بتقدير العالم.

** الهلال الأحمر القطري

نفذ الهلال الأحمر القطري مشاريع بقيمة تجاوزت 3 مليارات وربع المليار ريال قطري (قرابة 900 مليون دولار) بين عامي 2016 و2022، واستفاد منها نحو 63 مليون شخص في 57 بلدا، وفق إحصاءات نشرتها وكالة الأنباء القطرية.

وذكرت الوكالة أن "المشاريع تشمل مختلف قطاعات التنمية والإغاثة، مثل الرعاية الصحية والمياه والإصحاح والإيواء والغذاء والتعليم والتمكين الاقتصادي والرعاية الاجتماعية، إلى جانب التدخلات والمبادرات الإنسانية والتطوعية والشبابية داخل الدولة وخارجها."

وللتنفيذ والإشراف على هذه المشاريع والتدخلات، يمتلك الهلال الأحمر القطري 14 مكتبا وبعثة تمثيلية خارجية، يعمل فيها 385 موظفا إلى جانب 27 ألف و546 متطوع من الذكور والإناث.

كما وصل عدد الجهات الشريكة للهلال الأحمر القطري إلى أكثر من 100 جهة، أبرمت معها اتفاقيات ومذكرات تفاهم كإطار عمل قانوني للتنسيق وتبادل الخبرات وتكامل الجهود التنفيذية، حسب الوكالة.

** قطر الخيرية

بلغ عدد المشاريع التي نفذتها الجمعية في المجال التنموي لصالح عدد من الدول "الأقل نموا" في الفترة من (2018 وحتى 2022) أكثر من 110 آلاف و627 مشروعا، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 2.5 مليار ريال قطري (687 مليون دولار)، استفاد منها أكثر من 55 مليون شخص.

وتعمل جمعية قطر الخيرية عن قرب مع المجتمعات المتضررة من الكوارث والأزمات، حيث تقوم بتقييم احتياجاتها بفاعلية من أجل تقديم تدخلات تنموية واستجابة إنسانية فعالة ومنسقة ومتكاملة، وفي الوقت المناسب بما يلبي احتياجاتها.

وتغطي مشاريع قطر الخيرية أكثر من 70 دولة حول العالم، ولها 34 مكتبا دوليا ميدانيا، وتسعى لافتتاح عدد آخر من المكاتب في دول معظمها في القارة الإفريقية، في إطار توجه يستوعب التحديات التي تواجه الدول الفقيرة والأقل نموا حول العالم.

وتعمل الجمعية في القطاعات التنموية الرئيسية والتي تشمل الأمن الغذائي والصحة والمياه والإصحاح والتمكين الاقتصادي وسبل العيش والرعاية الاجتماعية والإيواء والسكن والسلام والوئام الاجتماعي، إضافة إلى التعليم والثقافة والمراكز متعددة الخدمات.

وتركز الجمعية في عملها على عدد من الدول الإفريقية والآسيوية؛ منها بنغلاديش والنيجر والسودان واليمن والصومال ومالي وكينيا وباكستان وتنزانيا وتشاد وقرغيزستان وبوركينا فاسو، وغيرها من الدول حول العالم.

وتنفذ قطر الخيرية مشاريعها بشكل مباشر عبر مكاتبها الميدانية أو عبر شراكاتها مع منظمات محلية ودولية.

** التعليم فوق الجميع

ولا يقف العمل الإنساني في قطر عند هذا الحد، فإلى جانب هاتين المؤسستين تشارك جمعيات قطرية أخرى في الحراك الإنساني الدولي، منها على سبيل المثال لا الحصر، مؤسسة "التعليم فوق الجميع".

وهي مبادرة عالمية التي أسستها والدة أمير قطر الشيخة موزا بنت ناصر في عام 2012، والتي تعمل على توفير تعليم نوعي وشامل للفئات المستضعفة والمهمشة، لا سيما في الدول النامية والمجتمعات التي تعاني من الفقر والنزاعات، باعتباره عاملا أساسيا للتنمية البشرية.

** مؤسسة صلتك

كما تساهم مؤسسة "صلتك" في مواجهة البطالة وتعزيز فرص العمل للشباب أينما كانوا.

وتوفر المؤسسة الموارد اللازمة لتنمية المشاريع الشبابية عن طريق تقديم الحلول الواسعة والمبتكرة في مجال التوظيف، من خلال العمل مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين.

*** الدوحة.. عاصمة العمل الإنساني

وساهمت هذه المؤسسات وغيرها في جعل دولة قطر عاصمة للعمل الإنساني حول العالم، وتشكل تجربتها في هذا المجال مصدر إلهام للدول والمنظمات الإنسانية والتنموية.

ولمست المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التميز القطري في هذا المجال واعتبرته "نموذجا رائدا" على المستوى الإقليمي والعالمي.

وتؤكد المفوضية الأممية في تقاريرها أن "دولة قطر اتبعت نهجا قويا في مجال العمل الإنساني، وكانت مثالا يحتذى به على مستوى المنطقة والعالم".

التعليقات (0)