- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مترجم| مقتطفات من رسالة استقالة قائد الوحدة 8200: التقصير في 7 أكتوبر يتطلب أكثر من اعتذار
مترجم| مقتطفات من رسالة استقالة قائد الوحدة 8200: التقصير في 7 أكتوبر يتطلب أكثر من اعتذار
- 14 سبتمبر 2024, 8:41:40 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
معاريف - آفي أشكينازي
"في 7 أكتوبر، وعند الساعة 6:29، لم أقُم بالمهمة التي أتوقعها من نفسي، ويتوقعها مني قادتي وعناصر وحدتي، وأيضاً مواطنو الدولة الذين أحبهم كثيراً. اليوم، ووفقاً لوضع الحرب، ومع عمليات رصّ الصفوف، وبناء حصانة الوحدة، وبعد استكمال عمليات التحقيق الأولية، أتحمل المسؤولية الشخصية كقائد للوحدة في 7 أكتوبر، وانتظر الموعد الذي يحدده قادتي لنقل المنصب إلى مَن سيأتي بعدي".
هذا ما كتبه قائد الوحدة 8200 العميد يوسي شاريئيل الذي فشل في مهمته، وهو من المسؤولين عن كارثة 7 أكتوبر، والشخص الذي كان يجب أن يحذّر من الهجوم، ومن الحرب، ولم يفعل ذلك.
لكن مع كل هذا الإهمال الذي لا يمكنني وصف حجمه وخطورته، من الواضح أنه ليس الوحيد. فبعد أكثر من 11 شهراً على أكبر تقصير في تاريخ دولة إسرائيل، حان الوقت لكي تفحص الدولة نفسها، وحان الوقت لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، ولنعرف ماذا جرى هنا قبل 7 أكتوبر، وخلاله، وما بعده. حان الوقت لنعرف مَن هو المذنب، وما هو حجم التهمة ، وكيف فشلنا، وما الذي يمكن إصلاحه، وكيف نمنع الكارثة المقبلة.
وما يجري في إدارة المفاوضات بشأن تحرير المخطوفين، يجري أيضاً في موضوع تشكيل لجنة تحقيق رسمية. حتى الآن، لم يعلن المستوى السياسي، وعلى رأسه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مسؤوليته، فهما يبذلان كل ما في وسعهما لمنع تشكيل لجنة تحقيق. هذه المسألة ليست سياسية، إنما هي حجر الأساس لوجودنا. هذا له علاقة بأمن شعب إسرائيل ودولة إسرائيل، أكثر كثيراً من محور فيلادلفيا. كل يوم يمر من دون لجنة تحقيق، يضرّ بأمن إسرائيل. والمسؤول عن عملية التهرب هذه يُلحق ضرراً بأمن الدولة.
العميد يوسي شاريئيل، مثله مثل قائد الاستخبارات العسكرية [أمان] اللواء أهارون حليفا، متهم بالتقصير. لكن ليس وحدهما؛ فلهذا الإخفاق كثير من الآباء والأمهات. من نتنياهو وحكومته، مروراً برئيس هيئة الأركان اللواء هرتسي هليفي، وقادة الألوية في الجيش، وقادة الوحدات، وأجهزة الأمن والاستخبارات الأُخرى. والقائمة طويلة جداً.
صحيح أن كل قادة الاستخبارات العسكرية ذهبوا إلى بيوتهم. وكل مَن كان جزءاً من التقصير يشق طريقه إلى الخارج. والآن، في شعبة "أمان" يقلبون الأمور، رأساً على عقب. ويعملون على تغيير التفكير والنظرية. وهم يدركون الآن أنهم كانوا متغطرسين ومغرورين وغير احترافيين، ولم يكونوا على مستوى المهنية الذي يجب أن يكونوا عليه.
لقد تفوقت الوحدة 8200 على الجميع في الإسراف في الغطرسة وعدم المهنية والاحترافية. هنا يجب أن يكون الأمر، إمّا أبيض، وإمّا أسود، لا مجال للرمادي. عندما جرى الاتصال من رقم في الاستخبارات بسلاح البحر، وعندما طلبت قيادة المنطقة الجنوبية الحصول على معلومات في 6 أكتوبر عن الأنباء الآتية من غزة، لم تقدّم الوحدة المعلومات، بحسب شهادات ضباط وعناصر في الاحتياط. ورفضت طلبهم، بحجة المحافظة على السرية. لماذا؟ هل هم مَن يملكون المعلومات؟ عناصر الاستخبارات هم تقنيون يجمعون المعلومات، ويحللونها لتكون واضحة بالنسبة إلى القادة وصنّاع القرار، ويجب عليهم إرسال المعلومات إلى المستوى العملاني، هذا كل شيء.
ما جرى تحت إمرة رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء حليفا وقائد الوحدة 8200 العميد شاريئيل هو أمر منافٍ للعقل. لقد خدم كلٌّ من الجيش والدولة الاستخبارات العسكرية، وعززا قدراتها. على أن تخدم "أمان" والوحدة 8200 الجيش والدولة.
ومن أجل الإنصاف، كتب العميد شاريئيل التالي: "استكملنا التحقيق الأولّي في دورنا في الإخفاق الاستخباراتي في 7 أكتوبر. وكانت عمليات البحث والتعلم عميقة وشفافة وصادقة. لم نخفِ شيئاً".
"ويُظهر التحقيق أنه خلال السنوات والأشهر والساعات التي سبقت الهجوم المفاجىء، عملت المستويات المختلفة في وحدتنا، باحترافية وجهد كبيرَين، على تقديم معلومات تفصيلية وُزعت على الشركاء الاستخباراتيين والعملانيين، تتعلق بالهجوم المحتمل لـ"حماس"، وصولاً إلى التدريبات وإدارة القتال من أجل تنفيذ هذه الخطة، وكذلك نظرية "حماس" بشأن شن هجوم مفاجىء تكون فيه قوات الجيش في وضع روتيني، والمؤشرات إلى العدد غير الاستثنائي لتشكيلات الذراع العسكرية للحركة في الليلة التي سبقت الهجوم".
"المعلومات التفصيلية التي جرى التوصل إليها ووُزعت بشأن خطة "حماس"، لم تنجح في تحطيم الأسس الاستخباراتية، لا في داخل الوحدة، ولا لدى شركائنا. وعلى الرغم من توقعاتنا، فإننا لم نتمكن من تحديد اليوم وساعة الصفر لشن الهجوم. أسأل نفسي باستمرار: لماذا؟ وما هو السبب؟ وما الذي كان يجب فعله وتوقُّعه؟ وأين تكمن جذور الإخفاق؟
"طوال سنوات خدمتي، تعلمت أن المخاطر والفرص، والنجاحات والأخطاء والإخفاقات، كلها ناجمة عن اجتماع المعرفة والمعلومة، والجمع بين الاستخبارات والفرصة، وبين ما نعرفه وما لا نعرفه. في السنوات والأشهر التي سبقت 7 أكتوبر، وأيضاً في تلك الليلة نفسها، فشلنا جميعاً كمنظومة استخباراتية وعملانية في الربط بين النقاط لرؤية الصورة وتقدير الخطر الناتج منها".
وختم رسالته بالقول: "بصورة شخصية، لقد فشلت في فهم الواقع الخاص على الحدود مع غزة، ونحن كمنظومة، كان يجب علينا إدارة المخاطر بصورة مختلفة. لم أشِر إلى حقيقة أنه مع وجود فرقتين من كوماندوس النخبة على الحدود على مسافة دقائق من مستوطنات إسرائيلية، وأعداء اصطدموا أكثر من مرة بقوة الاستخبارات الإسرائيلية واستوعبوها، لا يمكن الاعتماد على هامش من الردع يعتمد على الإشارات في مواجهة استعدادات عملانية، ومن الخطأ التفكير في أننا سننجح في الحصول على المعلومة الذهبية في اليوم الذي تُعطى خلاله الأوامر. المسؤولية عن دور الوحدة 8200 في الإخفاق الاستخباراتي والعملاني أتحمّلها كلها، أنا شخصياً. أعلم بأنني تصرفت بدافع من الخوف، وأطلب منكم الصفح. اعتذر لأنني لم أقُم بالمهمة المتوقعة مني".
معاريف