- ℃ 11 تركيا
- 21 ديسمبر 2024
مثل 11 سبتمبر.. الاستخبارات الإسرائيلية كررت الفشل الأمريكي في طوفان الأقصى
مثل 11 سبتمبر.. الاستخبارات الإسرائيلية كررت الفشل الأمريكي في طوفان الأقصى
- 2 يناير 2024, 11:32:24 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يمكن لفشل المخابرات الأمريكية في هجمات 11 سبتمبر 2001 وحرب العراق عام 2003 أن تسلط الضوء على كيفية معالجة مشاكل التنسيق والتسييس في المخابرات الإسرائيلية التي أخفقت في كشف هجوم حركة "حماس"، بحسب هالي بارتوس وجون تشين في مقال بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية.
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات، بعد أن اخترقت جدارا مزودا بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
بارتوس وتشين قالا، في المقال إنه "لا تزال تتكشف تفاصيل جديدة عن الفشل المخابراتي الإسرائيلي الهائل الذي سبق هجوم حماس. وأفادت تقارير بأن رئيس جهاز المخابرات العسكرية للجيش، اللواء أهوران حاليفا، الذي اعترف بالفشل في التحذير من الهجوم، سيستقيل".
وأضافا أنه "يبدو من الواضح أن إسرائيل كانت تمتلك معلومات كافية في وقت مناسب لتقييم أن حماس كانت تخطط لهجوم واسع، ولا يبدو أن المشكلة هي فشل المخابرات في جمع معلومات، بل في كيفية تحليلها والتعامل معها".
و"أُجريت مقارنات عديدة بين هجوم 7 أكتوبر وهجمات تنظيم القاعدة (بطائرات مدنية) على الولايات المتحدة في 2001 (ما أودى بحياة نحو 3 آلاف شخص)، وبعيدا عن حجم وجرأة الهجومين (...)، فإن التشابه الأكثر إقناعا يتلخص في فشل المخابرات"، كما أردف بارتوس وتشين.
واعتبرا أنه "على غرار مجتمع المخابرات الأمريكي، بعد 11 سبتمبر، ستحتاج المخابرات الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق جنائي شامل في فشلها والتعلم من أخطائها، وستحتاج إسرائيل إلى إعادة هيكلة نظامها لتحليل المعلومات".
العراق وهجمات سبتمبر
و"يمكن لإسرائيل أن تنظر بشكل مثمر إلى تجربة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالدروس المستفادة والإصلاحات التي أعقبت الإخفاقات المخابراتية، إذ خضع مجتمع المخابرات الأمريكي لتدقيق شامل وتغييرات جذرية في أعقاب إخفاقين كبيرين في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين"، وفقا لبارتوس وتشين.
وأوضحا أنه "قبل شهر واحد من هجمات 11 سبتمبر، قالت وكالة المخابرات المركزية في الموجز اليومي للرئيس إن "(أسامة) بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة) مصمم على ضرب الولايات المتحدة".
وتابعا أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي قدم تفاصيل مثيرة للقلق عن أعضاء القاعدة الذين يعيشون في الولايات المتحدة. لكن تبادل المعلومات بين الوكالات واجه مشكلات هائلة، مما ساهم في الفشل في التحذير".
وبشأن إخفاقات المخابرات في حرب العراق، قال بارتوس وتشين إن "الخطأ الرئيسي كان هو إدراج استنتاجات خاطئة حول برنامج أسلحة الدمار الشامل العراقي في تقديرات المخابرات لعام 2002".
وشددا على أنه "تم تسييس هذه الاستنتاجات من جانب إدارة (الرئيس) جورج دبليو بوش لتبرير قرار غزو العراق (أسفر عن نحو مليون قتيل وفقا لتقديرات) والإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين (عام 2003)".
وأفادا بأن "هذه الأخطاء ترجع جزئيا إلى إخفاقات تحليلية لم تصدر أحكاما صارمة، مما دفع المحللين إلى إجراء تقييمات "موثوقة نسبيا" لبرنامج أسلحة الدمار الشامل، على الرغم من الإشارة إلى أنهم يفتقدون أجزاء مهمة من اللغز". وعجزت واشنطن بعد الغزو عن إثبات أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل".
تسييس ونقص تنسيق
"لدى إسرائيل وزارة مخابرات، على غرار مكتب مدير المخابرات الوطنية (ODNI)، ولكن على عكس نظيرتها الأمريكية، لا تشرف الوزارة على إنتاج تحليلات لرئيس الوزراء أو تقود تقديرات المخابرات"، كما زادا بارتوس وتشين.
وأضافا أنه "في ضوء النتائج التي توصل إليها تقرير لجنة التحقيق بشأن 11 سبتمبر، والذي حدد، من بين إخفاقات أخرى، نقص التنسيق بين وكالات المخابرات المنعزلة، تم في عام 2004 إقرار قانون إصلاح المخابرات ومنع الإرهاب لإنشاء منصب مدير المخابرات الوطنية لتخفيف مشكلة التنسيق بين الوكالات".
وأوضحا أن "مكتب مدير المخابرات مكلف بقيادة والإشراف على مجتمع المخابرات الأمريكي، ويعمل مدير المخابرات الوطنية كمستشار استخباراتي للرئيس، والغرض هو تبسيط جمع وتحليل المعلومات".
بارتوس وتشين قالا إن "مكتب مدير المخابرات الوطنية يمكّن وكالات عديدة من التعاون في تجميع وتبادل المعلومات، لعدم تكرار حالات الفشل مثل أحداث 11 سبتمبر التي لم تربط فيها الوكالات المعلومات".
وأردفا أن "مكتب مدير المخابرات الوطنية يسعى أيضا إلى منع تسييس تحليل المعلومات، ويزيل مجلس المخابرات الوطني التابع له (لا تملكه إسرائيل) الغموض عن معلومات المخابرات ويقدمها بدقة إلى صناع السياسات، لمنع أخطاء كتلك التي تم ارتكابها في تقرير التقييم الوطني العراقي لعام 2002 بشأن أسلحة الدمار الشامل".
وأضافا أنه "مثل الولايات المتحدة، لدى إسرائيل وكالات مخابرات متعددة، بينها جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) وجهاز المخابرات الخارجية (الموساد) وهو مثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بالإضافة إلى جهاز المخابرات العسكرية".
و"نظريا، تهدف وزارة المخابرات الإسرائيلية، التي تأسست عام 2009، إلى إدارة والإشراف على مختلف الوكالات، لكن جهاز المخابرات العسكرية يخضع لإشراف وزارة الدفاع، وهناك مؤشرات واضحة على وجود مشاكل في الاتصال (مع الوكالات الأخرى)"، كما ختم بارتوس وتشين.