- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب : جمهوريات الموز و جمهوريات البلح
مجدي الحداد يكتب : جمهوريات الموز و جمهوريات البلح
- 1 أغسطس 2021, 4:13:40 م
- 930
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
" يقصد بمصطلح جمهورية الموز الانتقاص أو ازدراء دولة غير مستقرة سياسيا . وليس لها ثقل سياسي واقتصادي بين دول العالم . ويعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات كزراعة الموز مثلا ، ومحكومة بمجموعة ثرية وفاسدة " انتهى الاقتباس من ويكيبيديا الموسوعة الالكترونية الحرة .
" ومصطلح جمهورية الموز عرف لأول مرة من خلال ذكره للكاتب الأمريكي أوليفر هنري عام 1904 وفي إشارة إلى هندوراس بالذات وحيث ذكر الكاتب أن حكوماتها الديكتاتورية سمحت ببناء مستعمرات زراعية شاسعة لزراعة الفاكهة وخصوصا الموز على أراضيها مقابل المال" انتهى الاقتباس من موقع العين .
وفي العقود الماضية ، وقبل هذا التقدم التكنولوجي الهائل الذي قد طال كل شيء تقريبا ، بما في ذلك النشاط الزراعي ذاته والزراعات الهجينة والهندسة الوراثية وغيرها من وسائل التوسع والزيادة الرأسية بالذات في الانتاج الزراعي لم تنجح الولايات المتحدة في زراعة الفاكهة والتى تنمو وتنضج خاصة في الأجواء أو بالأحرى في البيئة الأستوائية الحارة ، وحيث كان طقس الولايات المتحدة باردا ، فاتجهت العديد من الشركات الأمريكية إلى هندوراس وتوسعت في امتلاك الأراضي ، ومن ثم شق الطرق وبناء الموانيء لتسويق منتجاتها . وقد استطاعت تلك الشركات ، وبما صار لها من نفوز أن تطيح برئيس هوندراس وتأتي برئيس عميل هندوراسي يرعى ويحافظ على مصالحها ؛ ومن هنا جاء وانتشر مصطلح ؛ "جمهورية ، أو جمهوريات الموز ".
ولكننا سنلاحظ أن الفارق الجوهري هنا أن جمهوريات الموز ، وعلى سؤها ، فأنها كانت تؤجر أو حتى تبيع أراضيها لشركات أمريكية على أن تبقى وتظل السيادة لهوندراس على كامل أراضيها .
ولتوضيح ذلك فيمكن أن نضرب مثلا لو أن مواطن إيطالي - بخلاف جوليو ريجيني طبعا ، والذي لم نعد نسمع عن ما زعمته الحكومة الإيطالية بمحاكمة قاتليه أي شيء ، فهل حجم ما تلقونه من تعويضات وأشياء أخرى مخصومة من موارد وثروات البلاد قد أخرس حتى القضاء الإيطالي والذي يبدو إنه قد بدا شامخا هو أيضا ..! - فلو أن مواطن أيطالي مثلا اشترى شقة أو بيتا في مصر ، فهل معنى ذلك ن تذهب سيادة قطعة الأرض المقامة عليها البيت خاضعة لإيطاليا ، أم تظل السيادة لمصر ..؟
إذن فعندما صارت جمهوريات الموز لا ترقى بما زايدت عليها - في موزها طبعا - جمهوريات اليوم في بعض بلدان العالم الثالث ، فقد لزم الأمر إذن وضع مصطلح جديد يتماشى مع الوضع الجديد لهذه البلد أو تلك التى فرطت - ولا يزال لديها القدرة والمقدرة على التفريط ومزيد من التفريط - في كل شيء تقريبا وزايدت في فسادها وتحللها عن أية جمهورية أخرى من جمهوريات الموز ؛ ويمكن أن يكون هذا المصطلح الجديد هو ؛ جمهورية الجمهوريات البلح ؛ وحيث صارت الأخيرة في طور الأنسلاخ بالفعل من شعبها أو حتى التخلص منه - وكله يهون في سبيل أن يظل القزم حاكما في كل جمهورية من جمهوريات ما وراء الموز ..!