- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب : السادات
مجدي الحداد يكتب : السادات
- 10 يوليو 2021, 6:20:52 م
- 900
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد أن اغتال السادات عبد الناصر ، من خلال فنجان القهوة الذي أصر أن يعده بنفسه وصرف عامل البوفيه من أجل ذلك - وكما ذكر هيكل غير مرة - وحتى لا يطلع على سر الصنعة وتفاصيل الوصفة .
و صرف كما صفى بعدئذ ما اعتقد انهم يشكلون تهديدا وجوديا له - وقد يكون هذا صحيحا - من الحرس القديم ، ومما أسماهم بمراكز القوى ، حتى ينفرد هو بعدئذ بحكم - أو بالأحرى - اغتصاب مصر وبمعاونة زمرة من أصدقاءه المقربين من الجواسيس وعملاء السي أي أيه ، وأبرزهم هذا " الأرجواز" المدعو ؛ حسن التهامي ؛ وحيث هو بالمناسبة من لعب الدور الرئيسي في الاتصالات السرية - وإن شئت التجسسية ؛ ويضحكوا عليك برأفت الهجان ..! - بين السادات شخصيا وإسرائيل ؛ كما كان من الضباط الأحرار ..!
كيف ومتى بدأت خيانة السادات ..؟!
طبعا بدأت عندما اغتال سيده ومن عينه نائبا له ، وعلى نحو ما ذكرنا آنفا ، وألمح إليه هيكل وكما ذكرنا آنفا - وربما حتى قبل ذلك ، وعندما كان في الحرس الحديدي للملك فاروق نفسه ، واغتال أمين عثمان -ثم تفرعت وتشعبت خيانته وعمالته أثناء مسرحية حرب أكتوبر وتسبب في إبادة لواء كامل ، ومن ثم حدوث الثغرة - ووفقا لما ذكره الشاذلي في مذكراته - وسمح حرفيا لكتيبة شارون بدخول السويس حتى الكيلو 101 ، ولو تصدى لهم فقط الأهالي كما حدث بالسويس لأسروهم أو ردوهم على أعقابهم ، وكما فعل اللبنانيون مثلا أو حتى أهالي غزة ..!
أما خيانته للعرب فقد اتضحت عندما رحبوا جميعا بعقد مؤتمر جنيف حول النزاع العربي الإسرائيلي - والذي صار الآن صراع فلسطيني إسرائيلي ..! - والذي كان على وشك الأنعقاد ، وإذ به فجأة يعلن مبادرته المنفردة وزيارته للقدس ، وبدا وكما نقول في العامية ؛ " كمن ألقى كرسي في الكلوب"..!
ومنذ تلك الحظة المشؤمة انفرط العقد العربي إلى غير رجعة . وفي أعقاب ذلك وهذا هو الأهم أيضا ، وبيت القصيد من هذا الحديث ذا الشجون والهموم ، استقال ، ولأول مرة في تاريخ مصر كله ، ثلاث وزراء خارجية اعتراضا على زيارته وصلحه المنفرد مع إسرائيل من ناحية ، وعلى كم التنازلات الرهيبة ، والتى حولت ما سمي بنصر مسرحية أكتوبر إلى هزيمة عسكرية ، أو إن شئت سياسية ، استقال على إثرها ثالث وزراء الخارجية المستقيلون ؛ أبراهيم كامل ..!
وهؤلاء الثلاث وزراء المستقيلون هم على الترتيب :
- اسماعيل فهمي ؛ من31/10/73 إلى 17/11/77
- محمد رياض ؛وزير لثلاث ساعات فقط،بعد فهمي
- محمدإبراهيم كامل؛من 25/12/77إلى16/9/78
وكما صار جمهور الناس والمراقبون يشكون أو يتشككون في جوائز نوبل للسلام ، بعد منحها لعدد من القادة الإسرائيليون الإستئصاليون الأحلاليون ، ثم أخيرا لأبي أحمد ، صاروا أيضا يشكون ويتشككون في الجنازات العسكرية بعد أدائها لبطرس بطرس غالي مثلا ؛ ثم زوجة الجاسوس ؛ جيهان سادات - حسب توقيعها حتى بالانجليزية ؛ وليس السادات ..!
وأنت يا سامح يا شكري ؛ ألم تراودك فكرة الأستقالة تأسيا بزملاء سابقون لك ، قد قدموا كرامة وعزة أوطانهم على بريق وعزة المنصب ، وبدلات السفر ، وحضور مباريات برشلونه في الدور الأسباني ، وغيرها من أية مكاسب أخرى يمكن الحصول عليها من وراء ذلك المنصب ، علما بأن الأثار المترتبة على اتفاقية المبادئ التي وقع عليها رئيسك تفوق في أضرارها وتداعياتها أضرار وتداعيات كامب ديفيد عشرات المرات ..؟!
على فكرة ؛ تعد سويسرا واحدة من دول العالم التي تفوقت على العديد من الدول الأوربية وحتى الولايات المتحدة في مؤشرات عديدة ، كمؤشر متوسط دخل الفرد ، ومؤشر جودة الحياة ، والعدالة الاجتماعية ، ومؤشر الشفافية ، وقوة عملتها ؛ الفرنك السويسري مقابل العملات الصعبة الأخرى ، حتى إنها رفضت دخول الاتحاد الأوربي حتى لا تخسر عدد أو حتى انخفاض مستوى أي مما حققته من تلك المؤشرات .
أضف إلى ذلك أن لصوصنا خاصة ، ولصوص العرب عامة يودعون كل مسروقاتهم في البنوك السويسرية - وربما لهذا السبب رفضت الدخول في الاتحاد الأوربي لأن ذلك سيلزمها بالمعايير الأوربية ، والتي قد تفقدها الاستفادة من ودائع اللصوص - كما يرسلون أبنائهم للتعليم هناك وعائلاتهم للعلاج أو الاستجمام والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والنظيفة .
ثم ان كل من حسام حسن ومحمد صلاح قد بدئا مشوارهما الإحترافي من هناك .
ومع كل ذلك ؛ فليس لديها جيش ...!